الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة : المسلم بأخلاقه ومعاملاته يصبح أبلغ داعية إلى الإسلام‏

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإسلام حث أتباعه على احترام الآخر ومعاملته بالحسنى،‏ ليكون المسلم نموذجا يحتذى به في كل زمان ومكان‏،‏ ويكون بأخلاقه ومعاملاته أبلغ داعية إلى الإسلام‏.

أبلغ داعية إلى الإسلام‏

واستدل علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بقول الله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصِّلت:34],‏ ومنها أخذ قولهم‏: «‏الدين المعاملة‏»,‏ ففعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل‏,‏ والمعاملة الحسنة تجعل الإنسان محبوبا بين الناس‏,‏ ومقابلة الإساءة بالإحسان‏,‏ تجعل من الأعداء حلفاء ومناصرين‏,‏ كما أن الإحسان في الدعوة إلى الإسلام فيه ترك ما يثير حمية غير المسلمين لدينهم.‏

وتابع جمعة: من هنا كانت علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين مع النجاشي وأهل الحبشة علاقة ود واحترام ولين في الكلام‏,‏ فالمسلمون احترموا أهل الحبشة ولم ينكروا عليهم دينهم‏,‏ ولم يتدخلوا في شئونهم الداخلية إلا في مساعدتهم في إطار من التعاون والمشاركة والوفاء لجميل إيوائهم وحسن وفادتهم‏.‏ وعلى الجانب الآخر وفي ظل هذه العلاقة الطيبة كان النجاشي يبعث للرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الهدايا تعبيرا عن تقديره للرسول‏,‏ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت‏: ‏أهدى النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقة فيها خاتم ذهب فيه فص حبشي‏,‏ فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏..‏ ثم دعا ابنة ابنته أمامة بنت أبي العاص‏,‏ فقال‏: «‏تحلي بهذا يا بنية‏» (‏سنن أبي داوود),‏ كذلك أهدى النجاشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم خفين ساذجين‏-‏ليست عليهما زينة‏-‏ أسودين‏,‏ فلبسهما ومسح عليهما‏. (‏ابن ماجه).‏

وأضاف عضو كبار العلماء: لا شك أن الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة كانوا تحت رعاية النجاشي بنفسه وتحت نظره ليرى ما يفعلونه في حياتهم من عبادات ومعاملات‏,‏ ولعل هذا ما أكد صدق كلامهم عنده في أول لقاء وقربه أكثر لمعرفة هذا الدين‏,‏ ثم تبادل مع الرسول صلى الله عليه وسلم الرسائل والمكاتبات‏,‏ وقد حمل بعضها دعوة رسول الله النجاشي إلى الإسلام‏,‏ ورد عليه النجاشي بحب وتوقير وإقرار بأنه رسول الله حقا‏,‏ وأنه صادق مصدق‏,‏ وختم ذلك بمبايعته له‏.‏ وهذا ما أكده حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على الصلاة عليه حين مات،‏ حيث قال صلى الله عليه وسلم‏: «مات اليوم رجل صالح‏,‏ فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة» (‏البخاري).‏

واختتم قائلاً: كذلك نرى من خلال نموذج تعايش المسلمين في الحبشة كيف فرح المسلمون بنصر النجاشي على عدوه الذي نازعه في ملكه‏,‏ وفي هذا تقول أم سلمة رضي الله عنها‏: «فدعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده‏...‏ فوالله ما علمتنا فرحنا فرحة قط مثلها‏.‏ قالت‏:‏ ورجع النجاشي‏,‏ وقد أهلك الله عدوه ومكن له في بلاده واستوسق عليه أمر الحبشة‏,‏ فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله وهو بمكة» (‏السيرة النبوية لابن هشام ‏).