الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منقذ غرقى: أضع نفسي تحت الطلب مع قدوم الصيف ولا أخشى الخرافات|شاهد

منقذ الغرقى بقنا
منقذ الغرقى بقنا

احترافه للسباحة منذ الصغر ، كونه متواجداً مع أسرته على ضفاف نهر النيل أمام مركز نقاده جنوب قنا ، جعله مقصداً للكثير من الأهالي الباحثين عن غرقاهم فى النيل، بعدما تفشل كل الجهود فى العثور عليهم، لقدرته الفريدة على الغوص فى أعماق النيل لفترات طويلة دون رهبة أو خوف.

 

جبريل عباس، وهب حياته متطوعاً لإنقاذ الشباب و الأطفال من الغرق حال رؤيتهم يتعثرون فى السباحة، خاصة خلال فصل الصيف الذى يشهد إقبال كبير من قبل الصغار و الكبار على النزول إلى نهر النيل، هرباً من حرارة الجو القاسية التى تشهدها قنا فى هذه الفترة من العام، أو حباً فى تعلم السباحة.

تكرار المهمة الإنسانية التى اعتاد أن يؤديها وقتما تستدعى الأمور، بكل  ترحاب و دون أى مقابل مادى أو معنوى، جعلت الأهالى يطلقون عليه لقب" منقذ الغرقى" لنجاحه فى إنقاذ الكثير من الشباب و الأطفال خلال نزولهم إلى نهر النيل فى فصل الصيف أو الأعياد و المواسم التى تشهد إقبال كبير للنزول إلى نهر النيل أو الاستمتاع بالجلوس على شواطئه الخضراء.

مهمته الإنسانية فى استخراج جثث الغرقى و التعامل مع الأمر دون رهبة أو خوف، حملت " جبريل" أعباء إضافية قد تقضى على اليوم بالكامل، حيث يضطر للتوجه مع الجثة المستخرجة إلى المشرحة، لاستكمال مهمته فى تغسيل و تكفين الجثة، وقد يتطور الأمر إلى المشاركة فى تشييع الجثمان، كل ذلك دون تذمر من ضياع يومه وتعطله عن عمله فى حرفتى الزراعة أو الصيد واللذين يعتمد عليهما فى توفير ما يعينه على أعباء المعيشة.


قال جبريل عباس ٣٣  عاماً ، أعمل فى الزراعة و الصيد من نهر النيل منذ الصغر، و نظراً لهذه الحرف التى تتطلب وجودى بشكل دائم بنهر النيل، تعلمت السباحة مبكراً، وتحديداً منذ كان عمرى 5 أعوام، حيث تركت التعليم فى سن مبكر لكى أوفر نفقات المعيشة لأسرتى، و نظراً لتواجدى بشكل دائم فى نهر النيل استطعت أن أتعلم السباحة باحترافية، و تمكنت من معرفة خبايا نهر النيل التى لا يعلمها إلا القليل.

 

و تابع عباس ، خلال تواجدى لفترات طويلة على النيل يحدث أن يتعرض شخص للغرق، فأتوجه إليه مسرعاً و بفضل الله أتمكن من إنقاذه ، لكن منذ ١٦ عاماً تصادفت أثناء تواجدى بنهر النيل بجثة طفل غارق، فتوجهت إليها و أخرجت الجثة و أخطرت أجهزة الأمن لاتخاذ اللازم بشأنها ، و من وقتها و أنا لا أتأخر عن أى استدعاء سواء من أجهزة الأمن لاستخراج جثث الغرقى، أو من الأهالى الذين يقصدوننى فى مثل هذه الحالات، كل ذلك لوجه الله تعالى و دون انتظار أى مقابل من أحد.

 

و أوضح عباس،  حالات الغرق تتزايد بشكل كبير مع قدوم فصل الصيف و ارتفاع درجات الحرارة ، و خلال فترات الأعياد، حيث  تكثر حالات الغرق سواء فى نهر النيل أو الترع، وهو ما يجعلنى أضع نفسى تحت الطلب خلال هذه الفترة، تاركاً أطفالى فى المنزل بصحراء نقاده، و بفضل الله وفقت فى استخراج جثث كثيرة  دون استخدام أجهزة تنفس الصناعى أو معدات إنقاذ.


و أشار عباس، إلى أن كثرة استخراج جثث الغرقى جعله أكثر جراءة فى التعامل مع الجثث سواء فى النيل أو داخل مشرحة المستشفى التى يعمل بها متطوعاً فيها أحياناً، مضيفاً بأنه يتطوع أحياناً تعليم الأطفال والشباب السباحة خلال فصل الصيف، حتى يكونو قادرين على إنقاذ أنفسهم أو غيرهم حال تعرضهم لأى مكروه.

 

و أضاف عباس، بأنه خلال رحلة الإنقاذ سمع الكثير من الخرافات التى يرددها الأهالى عن الجثث والغرقى لكن كل هذه الأمور لا تكنعنى عن استكمال مهمتى الإنسانية، ودائماً أحصن نفسى بالشهادة "أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله" وقراءة ما تيسر لى من القرآن الكريم، وهو ما يجعلنى مطمئناً أثناء استخراج جثة غريق أو التواجد بالمشرحة.

 

منقذ الغرقى بقنا
منقذ الغرقى بقنا
منقذ الغرقى بقنا
منقذ الغرقى بقنا
منقذ الغرقى بقنا