الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رخصة الأبوة والأمومة

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

تهتز مشاعر الملايين حول العالم لأي مشهد عنف أيا كانت الأسباب، خاصة ما يقع بين طلاب وشباب في مقتبل العمر بدعوى الحب أو الغيرة.

الأمر ببساطة يتلحص في غياب دور الأسرة وعدم قيام الأب والأم بدورهما معا، مع انتشار السوشيال ميديا وضعف دور الاسرة المصرية، وأصبحت مجرد علاقة أبوية على الورق، ما يحدث من عنف بين الشباب هو اختراق للمجتمع لهلهلته من الداخل وإضعافه ليصبح مجتمعاً هاشاً تسهل السيطرة عليه واحتلاله فكريا، وهذا ما تم للأسف الشديد.

تم احتلال المجتمع وتغيير ثقافته للأسوأ وانتشار أفلام البلطجة والعنف وكذلك الأعمال الدرامية، بجانب أفلام تعرض الشذوذ والانحراف والمخدرات وأنواعها الجديدة وتبرير الخيانة الزوجية وزنا المحارم واستغلال الأطفال فى تصوير مشاهد مخلة بالآداب العامة، وتناول مثل هذه القضايا الخطيرة وكأنها شىء معتاد وأمر هين، ليعتادها المشاهد وتصبح أمراً عادياً يحتذى به.

لقد صورت الأعمال الدرامية وبعض أفلام السينما الزوجة منكسرة ولا بد أن تتمرد على زوجها وأولادها تارة كنوع من إثارة مشاعر الزوجات وتجرؤ الأبناء على الآباء، وتارة أخرى تصوير الزوجة بأنها هى المسيطرة على الزوج وأن الكلمة الأولى والأخيرة لها، وكيف تعمل على تهميش دور الأب وتصويره بأنه شيء غير مهم، وزاد الأمر سوءاً عندما أذاعوا بعض المشاهد التى تجعل الأبناء يلقبون أنفسهم بأسماء أمهاتهم وكأن الأب ليس له أدنى وجود وأهمية.

لقد عهد الأعداء على افتتاح عدد كبير من المنظمات الممولة تحت مسمى الدفاع عن حقوق المرأة، وهى للأسف منظمات منذ انتشارها أحدثت فجوة كبيرة بين الزوج والزوجة والأبناء، لذلك ألقبها بجمعيات تخريب عقول المرأة، لأنها تعمل على شحن الزوجات ضد أزواجهن والتمرد على حياة الاستقرار والأسرة ورعاية الأبناء، كل ذلك يعد اختراقاً لمجتمعنا المصرى المتسامح لتغيير ملمحه الأساسى واستبداله وإضعافه من الداخل. 

قديماً كانت الأم لا تحمل شهادات دراسية عليا وأغلبهن لم يذهبن لمدارس وجامعات، وبالرغم من ذلك أنجبت لنا جمال عبدالناصر، محمد أنور السادات، مصطفى كامل، سعد زغلول، نجيب محفوظ، طه حسين، رفاعى الطهطاوى، سميرة موسى، مصطفى مشرفة، مجدى يعقوب، أم كلثوم، الشيخ الشعراوى، وغيرهم كثيرون خلدهم التاريخ لا تسعنى سطور هذا المقال لذكرهم.

واليوم أصبحت الزوجة خريجة جامعة ومنهن من تحمل ماجيستير ودكتوراه، وبالرغم من ذلك لا تستمر فى الزيجة الواحدة أكثر من شهور بل أسابيع، لأنها أصبحت تتعامل بندية مع الزوج وتناطح فيه كأنه خصم لها وليس نصفها الآخر، ودوما تستخدم نبرة التعالى عليه، وبناءً عليه ينعكس ذلك على سلوك الأبناء، فالأم مشغولة لديها مهام أخرى خاصة بها، وهى مناطحة زوجها فى المحاكم تحت شعار "لن أتركه يهنأ أبدا"، وتقوم بشحن الأبناء ضده وتهميش دوره وأهميته ، فانتشرت الجرائم الأسرية والأخلاقية، وأصبح الابن أو الابنة يرددون مصطلح “ده صاحب ماما”، على من تعتبره الأم صديقا مقربا لها تفشى له أسرارها وأسرار أسرتها وتسترشد منه كيف تطيح بزوجها، للأسف نماذج دخيلة على مجتمعنا، وأخطرها اعتياد الابن أن يتقبل وجود صديق لأمه.

والبعض الآخر يقوم بعمل فيديوهات عبر “يوتيوب” و"تيك توك" كبث مباشر من داخل غرف نومهم للزوج والزوجة معا من أجل حصد اللايكات لجمع الأموال، فى ظل غياب النخوة والرجولة، تشعر وكأنهم تحولوا لمجرد ذكور مثبتة فقط فى خانة الرقم القومى لتحديد النوع ذكر أم أنثى.

عندما نشرع فى شراء سيارة، علينا أولا بموجب القانون استخراج رخصة قيادة ورخصة تسيير سيارة، ويتم الحصول على رخصة القيادة بموجب اختبارات تتم للمتقدم، ويتم تجديدها كل عشر سنوات.

لماذا اذا لا يلزم القانون المقبلين على الزواج باستخراج رخصة زوجة وزوج يصلحون للزواج، بجانب رخصة أبوة وأمومة تمنح للأب رخصة أبوة وللأم رخصة أمومة، يتم إصدارها من جهات رسمية تقوم بالفحص النفسى للطرفين وتقر بأهليتهم للزواج والأبوة والأمومة، ويتم تجديد تلك الرخصة كل ثلاث سنوات تتم خلالها متابعة مستوى الأبناء الخلقى والنفسي والتعليمى، وبموجب تلك الرخصة تحصل الأسرة على الدعم الحكومى، ذلك الأمر سوف يلزم كل أسرة بالحفاظ والاهتمام بتربية أبنائها. 

فلا يعقل أن نشاهد أطفالا فى عمر خمس سنوات يصنعون محتوى غير أخلاقى على “يوتيوب” و"تيك توك" وسط فرحة الأب وانبهار الأم، وكأن عدم الأخلاق أصبح شيئا معتادا. 

أفيقوا يا مصريين قبل فوات الأوان وانتبهوا لأبنائكم، القادم سيكون أسوأ إذا لم ننتبه، أقول لكم: "ربوا أولادكم صح".

يجب تنشئة الفتاة فى بيت أبيها على احترام الزوج وأهمية الأسرة، يجب على الأم عمود الأسرة أن تقوم بنصح ابنتها وإعطائها دروساً فى كيفية تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سليمة بدلا من البحث عن شراء أفضل طقم صينى وأغلى طقم كاسات، وأفضل قاعة يقام بها الفرح نكاية فى الأقارب والجيران، وعزل الأب وتحويله لمجرد محفظة نقود لا دخل له بشيء، والنتيجة عودة الابنة مطلقة أو خالعة فى أقل من شهور، وأطفال مشردون بين طرقات المحاكم بحثاً عن حقوقهم، ويصبحون وقودا غنياً للبلطجة وعدم الأخلاق.

أرجوكم ربوا أولادكم صح، الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.