قال الممثل الأمريكي بن ستيلر، إن ما شاهده في أوكرانيا التي مزقتها الحرب، يعد مؤلما وصادما، على نطاق أكبر مما نراه في أي فيلم سينمائي، وذلك في مقابلة له مع بي بي سي.
وذهب بن ستيلر في رحلة إلى أوكرانيا، والتقي خلالها بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة كييف، بصفته سفيراً للنوايا الحسنة لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، وأبلغه بأنه يعتبره بطلا وأشاد بعمله السابق في التمثيل.
وأكد بن ستيلر في تصريحاته لبي بي سي على أن هذه أول مرة يزور منطقة تشهد صراعا سياسيا، ولكن الأمر الغريب بحسب وصفه:"أنك عندما تسير بالسيارة داخل البلاد، فإنك لا تشعر بوجود الصراع، اللهم إلا من حظر التجوال أثناء الليل عندما يسود الهدوء التام ويصبح الوضع مخيفاً بعض الشيء".
وأوضح قائلا:" يبدو الناس وكأنهم يعودون لممارسة حياتهم كالمعتاد، محاولين ذلك قدر الإمكان..ثم عندما تقترب أكثر فأكثر من كييف، وتدخل شرق البلاد، تبدأ برؤية الحواجز على الطرقات والدمار، وهو أمر صادم حقاً عندما لا تكون قد شاهدت شيئاً كهذا عن قرب".
وأضاف بن ستيلر قائلاً: "أنا ممثل، وبالتالي فإن أول شيء يخطر ببالي هو: آه، الوضع يشبه الفيلم السينمائي. لكن حجمه حتى أكبر من الأفلام وهو حقيقي، وبالتالي فإن الأمر مؤلم".
في هذه الأثناء، يتواصل القتال العنيف في شرقي أوكرانيا، حيث تتعرض مواقع رئيسية لقصف عنيف من جانب القوات الروسية.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قد حذر هذا الأسبوع من أنه يتعين على الغرب أن يستعد لمواصلة دعم أوكرانيا في حرب تستمر لسنوات.
وكان ستيلر سفيراً للمفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ العام 2016، وأوضح في تصريحاته"هؤلاء الناس كل ما يفعلونه هو أنهم يعيشون حياتهم: أمهات وآباء وعائلات وأصدقاء".
وقال الممثل والمخرج السينمائي إنه سمع من أمهات، اضطررن، عندما بدأ القصف والهجوم الصاروخي في بداية الحرب، إلى الفرار من منازلهن مع الصغار من عائلاتهن.
وقال إن الناس في كييف يحاولون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان، حيث يخرجون لتناول الطعام في المطاعم، على سبيل المثال. لكن الحقيقة، كما قال، هي أنهم يعرفون أن الحرب قد تعود إليهم.