الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

والد نيرة أشرف: نفسي القاتل يتعدم في ميدان عام على الهواء

المتهم بقتل الطالبة
المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف

أكد والد نيرة أشرف المقتولة على يد زميلها على بوابة جامعة المنصورة، أنها أول مرة تبتسم من يوم مقتل ابنتها؛ مضيفة ان قلبها ارتاح وابنتها ارتاحت في قبرها.

وتابع والد نيرة في لقاء مع “صدى البلد “ عقب صدور حكم محكمة جنايات المنصورة بحق قاتل الطالبة نيرة أشرف، التي قتلها زميلها أمام الجامعة: ”حاسس بنتي هتنام النهاردة وهتلقى العزاء والكل سيشارك في عزاءها”.

وأضاف والد نيرة أشرف: “أول حاجة قولتها لما سمعت تحويل أوراق القاتل لفضيلة المفتي قولت الحمدلله والله واكبر، استريحي يا بنتي وربنا جابلك حقك في الدنيا والآخرة”.

وتابع والد نيرة: "نار والدتها هديت وبنتي شهيدة وكنت سامع زغاريد وفرحة بالحكم تحت المحكمة غير مسبوقة؛ من يوم مقتل بنتي وانا تلقيت تعزيات من جميع الدول العربية وأطالب بتنفيذ الحكم علنا.

ووجه أشرف والد نيرة الشكر للقضاء المصري والنائب العام على إصدار الحكم في غضون ٨ أيام فقط من تنفيذ الجريمة.

كلمات رنانة من رئيس محكمة قضية طالبة جامعة المنصورة

تقدمت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة، برئاسة المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة، بكلمَةٍ إلى المجتمعْ قبلَ النُطقِ بالحكم على المتهم بقتل طالبة المنصورة نيرة أشرف.

 

حيث قالت المحكمة، “قبلَ النُطقِ بما انتهـت إليهِ المُداولة، تُقدمْ المَحكمةُ بكلمَةٍ إلى المجتمعْ، تَـراها في هذا المَقامِ واجبة ”دُنيا مُقـبلةٌ بزخَارفِها، وإنسانٌ مُتكالبٌ على مَفاتِنها، وماديةٌ سَيطرَت، فاستلبَت العُقولَ وصارَ الإنسانُ آلة، ويَــقينٌ غابَ، وباطلٌ بالـزَّيف يَحيَا، وتَــفاهاتٌ بالجَهر تَتــواتَــر، وبَيتٌ غابَ لسببٍ أو لآخر، والمؤنسِاتُ الغالياتُ صِرن في نظر المَوتُورينَ سِلعة، والقواريرُ فَـواخــير، ونَــفـسٌ تَــدثـَـرت بــرداءِ حُــبٍ زائفٍ مَكذوب. تأثرت بثقافةِ عَـصر اختَـلطت فيه المَفاهيمُ.   
 

 

واستكملت المحكمة كلمتها بـ "الـرغبةُ صَارت حُبًا، والقتلُ لأجلهِ انتصارًا، والانتقامٌ شَجاعةً، والجُرأةَ على قِـيَم المُجتمع وفُحشِ القَـولِ والعلاقاتُ المُحـرَّمةُ، تُسمَّى حُـريةً مَكفولة، ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنينًا مُشوَهًا، وَقُـودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها، وباتَ النشءُ ضَحيةَ قُــدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها، ومن فَــرْطِ شُــيوعــهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفًا لواقع، زُيِّـنَ لهم فَـرأَوهُ حَسنًا، فكان جُـرمِ اليوم له نِتاجَا، أفَـَـتــذهبُ نَـفسُنا عليهم حسَـرات؟!، إنَّ هذا الخَـللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ؛ استفحَـلَ ضَرَرُه، وعَـزَّ اتقاءُ شَـرِّه، واتسَع الـرَّتقُ على الـراتق.

 

وأوضحت المحكمة كلمتها قائلة " ولكلِّ ما تَقدمَ، تُطلِـقُ المَحكمةُ صَيحَة، يَا كُلَّ فِـئاتِ المُجتمعِ لابُـدَّ مِن وَقفَـة، يا كُلَّ مَن يَقْـدرُ على فِعلِ شَيءٍ هَلُمُوا، اِعقدوا مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُـوَى الإنسانِ المُتابينةْ، لنُنَـمِّيَ فيهِ أجـملَ ما فيه، أعيدُوا النَشءَ المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية، عَلِموهُم أنَّ الحبَّ قَـرينُ السلامْ، قَـرينُ السَكينةِ والأمانْ، لا يَجتمعُ أبدًا بالقتلِ وسَفكِ الدماء، أنَّ الحبَّ ريحٌ من الجَنةِ، وليس وَهَجًأ من الجَحيم، لا تُشوهوا القُــدوةَ في مَعناها فـتَنحلَّ الأخلاقْ، عَظِمُوها تَنهضُ الأمَّة، هكذا يكونُ التناولَ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحَسنَةِ، بالثقافةِ، بالفَـنِون، بمنهجٍ تكونُ الوَسَطَيةُ وسيلتَه، والتَسامُحُ صِفتَه، والـرُشدُ غايَتَه. 

 

كما وجهت المحكمة كلمة إلى الآباء والأمهات " لا تُضيِّعوا من تَعُــولون، صَاحِبُوهم، ناقِـشُوهُم، غُوصُوا في تفكيرهم، لا تتركُوهُم لأوهامِهم، واغــرسُــوا فيهم القِـيَم. 
 

بينما وجه رئيس المحكمة كلمة إلى القاتلِ وقال له: " جـئتَ بفعلٍ خَسيس هــزَّ أرضًا طيبةً أَسَرَت لويس، أَهــرَقتَ دَمًا طاهرًا بطعَـناتِ غَـدرٍ جَـريئة، وذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحيةً بريئة، إنَّ مَثَـلَكَ كمَثلِ نَـبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة، وكُلما عَاجَـلَـهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتـدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التي نَـبتَ فيها.