صدر حديثا عن دار عناوين للنشر والتوزيع كتاب "الرواية في اليمن" ويأتي الكتاب في 500 صفحة من القطع المتوسط، يتضمن دراسات لـ 23 ناقدا ما بين يمنيين وعرب، وشهادات من 35 روائيا يمنيا.
وجاء في مقدمة الكتاب "مما لاشك فيه أن كتابا كهذا لا يمكن أن يتسغنى عنه باحث أو مهتم بالتعرف على الرواية اليمنية؛ لذلك سنحرض على أن يصل إلى الجميع بشتى الوسائل والطرق، وأن يأخذ حقه في النقاش، والنقد الذي يجب أن يأخذ في عين الأعتبار أن مرحلة جمع وإعداد هذا الكتب تمت بجهود شخصية.
عمل على جمع وإعداد وتقديم الكتاب مجموعةمن الكتاب والروائيين اليمنيين،وهم أحمد قاسم العريقي، أمة المولى القادري، أوس مظهر الإرياني، رانيا محمد رسام، والغربي عمران، ونجاة محمد باحكيم".
وشارك في الكتاب عددا من النقاد المصريين منهم الناقد جمال الطيب، والناقدة والأكاديمية دكتور هويدا صالح.
ومما كتبه الناقد جمال الطيب: استلهام التاريخ في رواية "مسامرة الموتي " ومما جاء فيها يتناول الكاتب والروائي اليمني "محمد الغربي عمران في روايته مسامرة الموتي الصادرة عن دار الهلال بالقاهرة لتتناول حقبة تاريخية مرت بها جزيرة اليمن وهي الفترة من 470 الى 532 ه" إبان حكم الدولة الفاطمية.
وأشأر “الطيب” في دراسته إلى أن محاولة قراءة الرواية "مسامرة الموتى" من منظور تاريخي، أي بمعنى مطابقة أحداثها لحقيقة ما جرى خلال هذه الفترة، هو نوع من السذاجة والسطحية الفكرية؛ كمحاولة البعض الربط بين روايات أديبنا الراحل نجيب محفوظ بين القصرين والسكرية وقصر الشوق على سبيل الذكر؛ بالأفلام المأخوذة عنها؛ والتي قام بإخراجها الراحل حسن الإمام.
وأوضح أن “غربي عمران” أقتطع تلك الفترة من تاريخ اليمن وما شهدته من أحداث ليبادر هو من جانبة وبرؤيته التخيلية "كروائي " بصياغة هذا العمل، والذي بدأ فيه حرصه فقط على الحفاظ على جغرافية الأماكن التي دارت فيها الأحداث "ذي جبلة _ حصن التعكر _ صنعاء" وكذلك على الشخصيات التاريخية "أسماء، أروي، الملك المكرم أحمد بن على الصليحي _ الأميرالمنصور سبأ بن أحمد بن المظفر اليليحي، المستنصر بالله الفاطمي، المفضل بن أبي بركات، على بن إبراهيم بن نجيب الدولة " وذلك لتقريب الصورة والأحداث.
أسئلة الواقع
وجاءت دراسة الدكتورة هويدا صالح تحت عنوان "تخوم السردية التاريخية في الرواية اليمنية" والتي تقول فيها إن الرواية اليمنية لم تكن بعيدة عن مسارات الرواية العربية من حيث رهانات التجديد في طرائق السرد وجمالياته، حيث عبرت عن تشظي الواقع وأزماته أو العودة للتاريخ البعيد أو القريب لنقده وتحليله وإسقاط أسئلة الواقع، وقد مثل عقد التسعينيات والألفية الجديدة بأحداثها وثوراتها وحروبها وحضارها مرحلة فارقة في تاريخ الرواية العربية، وتجلى بشكل واضح في جماليات السرد.