الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بايدن وبن سلمان و80 عاما من العلاقات ..الرئيس الامريكي يتراجع ويعترف بخطئه

جو بايدن والأمير
جو بايدن والأمير محمد سلمان

وصل  الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية مساء اليوم الجمعة - في ثالث محطاته ضمن جولته بالشرق الأوسط، التي بدأها بدولة الاحتلال الإسرائيلي ومن بعدها فلسطين، حيث عقد مجموعة من اللقاءات مع قادة البلدين.

واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأميركي جو بايدن - في قصر السلام بمدينة جدة، وذلك في مستهل زيارة بايدن للمملكة للمشاركة في القمة الخليجية +3 (الأردن، مصر، العراق)، غدا السبت.

وعقد  الأمير محمد بن سلمان اجتماعا مع الرئيس جو بايدن بحضور مسؤولين من البلدين، وذلك بعد جلسة مباحثات ثنائية جمعت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي.

تطور العلاقات السعودية الأمريكية

وتجمع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية علاقات تعاون قوية في جميع المجالات تمتد لأكثر من 80 عاما، ويرصد "صدى البلد"، في التقرير التالي أهم وأبرز المعلومات عن العلاقات السعودية الأمريكية:

وتعتبر العلاقات الأمريكية السعودية، هي العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث بدأت عام 1933 عندما تأسست أول علاقات دبلوماسية كاملة، وعلى الرغم من الاختلافات بين البلدين، حيث تتمتع الولايات المتحدة بنظام حكم جمهوري دستوري، بينما تطبق السعودية النظام الملكي المطلق الإسلامي المحافظ، إلا أن البلدين حليفان، وكان للرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما علاقات وثيقة وقوية مع كبار أعضاء العائلة الملكية السعودية.

ومع بدء العلاقات الأمريكية السعودية المعاصرة عام 1945، تدعم الولايات المتحدة المملكة وتمثل حليفا استراتيجيا وقويا لها في جميع الأزمات والمتغيرات العالمية.

ومنذ الحرب العالمية الثانية، استمر البلدان متحالفين في معارضة الشيوعية، وفي دعم استقرار أسعار النفط، واستقرار حقول النفط وشحنه في الخليج العربي، واستقرار اقتصاد البلدان الغربية، حيث توجد الاستثمارات السعودية.

وتحالف البلدان بشكل خاص ضد السوفيت في أفغانستان وفي إخراج العراق من الكويت عام 1991.

كما اختلف البلدان حول دولة إسرائيل، وكذلك حول الحظر المفروض على الولايات المتحدة وحلفائها من قبل السعودية وغيرها من الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط أثناء أزمة النفط 1973، التي تسببت في رفع أسعار النفط بشكل كبير، كذلك الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، الذي عارضته السعودية.

وفي عهد إدارة باراك أوباما، أصبحت العلاقة بين البلدين متوترة وشهدت تراجعاً كبيراً، إلا أن العلاقات شهدت تقارباً كبيراً بعد زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية في مايو 2017، التي كانت أولى رحلاته الخارجية منذ أصبح رئيساً للولايات المتحدة.

حجم التجارة بين الرياض وواشنطن

وفي 2012، كان الطلبة السعوديون يمثلون رابع أكبر مجموعة في رابطة الطلبة الدوليين الذين يدرسون في الولايات المتحدة، أي 3.5% من جميع الطلبة الأجانب الذين يكملون تعليمهم العالي في الولايات المتحدة.

أما عن حجم التجارة الثنائية بين الدولتين، فتجاوزت نحو 166.264 مليون ريال، في عام 2018م ، منها صادرات بقيمة 95.622 مليون ريال سعودي وواردات بقيمة 70.642 مليون ريال.

في حين أنه في عام 2017م، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 136.953 مليون ريال سعودي، حيث بلغ حجم الواردات في ذلك العام نحو 68.086 مليون ريال، والصادرات نحو 68.867 مليون ريال سعودي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، إن العلاقات السعودية - الأمريكية تعتبر علاقات استراتيجية، ولكن هذه العلاقات الاستراتيجية تعرضت لتراجع ملحوظ في عهد الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، فبدأت واشنطن تنسحب من المنطقة، وتتفاوض مع الإيرانيين على حساب المصالح السعودية الخليجية، وأصبح هناك تلويح ببعض ملفات حقوق الإنسان للضغط على المملكة العربية السعودية.

وأضاف البرديسي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن جو بايدن وإدارته صوبوا مواقفهم بعد التداعيات التي فرضتها الحرب في أوكرانيا عالميا، خاصة فيما يتعلق بإمدادات النفط والطاقة، فالجديد هنا هو احتياج أمريكا للدول العربية، خاصة للسعودية "من أكبر الدول المصدرة للنفط".

وأشار إلى أن أمريكا تحتاج للسعودية، من أجل ملف  الطاقة وزيادة إنتاجها، مما يساعد على خفض أسعار الطاقة على الأوروبيين والعالم كله، وهذا من أهم أهداف الزيارة، ولكن ليس هناك أي صحة أن تكون تلك الزيارة لها أي مصالح أخرى سوى البترول والنفط.

وتابع: "الجميع يحاول الضغط على السعودية من أجل النفط ولكن الكلمة النهائية والعليا للسعودية،، حيث إنها تمتلك شركاء استراتيجيين أكبر سواء كانت روسيا الاتحادية أو الصين".

زيارات حديثة بين الرياض وواشنطن

وهناك عدة زيارات حديثة بين الولايات المتحدة والسعودية، وأهمها: زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز، حيث أجرى رحلة غير معلنة إلى السعودية، خلال شهر أبريل الماضي، للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وجاءت زيارة بيرنز إلى السعودية في الوقت الذي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إصلاح العلاقات مع شريك أمني رئيسي في الشرق الأوسط، حيث جرت في منتصف أبريل بمدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، والمحادثة حينها كانت جيدة، وأجريت بلهجة أفضل من المحادثات السابقة، فشملت المصادر الأخيرة للتوتر الأمريكي السعودي والتي تشمل إنتاج النفط، والغزو الروسي لأوكرانيا، والاتفاق النووي الإيراني، والحرب في اليمن.

وكان البيت الأبيض أكد في وقت سابق، أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الدفاع عن الأراضي السعودية.

وخلال العام الماضي، زار العديد من المسئولين الأمريكيين المملكة مرارا وتكرارا، في محاولة لرأب الصدع بهدف معالجة المخاوف السعودية بشأن التهديدات الأمنية من إيران والمتمردين الحوثيين.

وحول الزيارة وأهميتها يقول الكاتب السياسي السعودي، فهد ديباجي، إن المملكة العربية السعودية أثبتت بأنها الخيار الوحيد والأول لتمكين السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن المصالح المشتركة بين ⁧‫السعودية‬⁩ والولايات المتحدة القاعدة الأساسية، والنقطة التي عليها مدار العلاقة، ومتى اختلّ هذا الميزان، فلا أقلّ من الإشارة إلى أن بوصلة المصالح السعودية ستتجه نحو أقطاب جديدة تتطلّع إلى تمتين العلاقات لتحقيق السلام.

ويضيف ديباجي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "لهذا تعتبر السعودية زيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة والمملكة خصوصًا مراجعة وإعادة ضبط للعلاقات من الحزب الديمقراطي، والتي شابها الكثير من الفتور في الفترة الأخيرة".

ويشير ديباجي: نرى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية نقطة إيجابية لصالح العلاقات السعودية الأمريكية المتجذرة وهي فرصة سانحة للتعرف على السعودية عن قرب والالتقاء بقيادتها، لافتا: "من المعروف أيضًا أن المملكة العربية السعودي ليست دولة عادية في المنطقة وفي العالم الإسلامي سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا".

فتح الكثير من الملفات الشائكة

ويؤكد ديباجي: زيارة الرئيس الأمريكي ⁧‫بايدن‬⁩ للسعودية في هذه المرحلة التي يمر بها العالم والعالم العربي على وجه الخصوص ومحاولة الأعداء استغلال هذا الوضع، من مما يدعو القيادة السعودية لفتح الكثير من الملفات الشائكة مع القيادة الأمريكية لمصلحة المنطقة.

ويقول: لقد أحسنت القيادة السعودية بحكمتها المعروفة بعدم الانجراف وراء تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن النفط والحرب الروسية الأوكرانية وفي نفس الوقت لم تخسر روسيا وكسبت الصين.

ويشير: ‏لقد كشفت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية المنطقة والوزن الاستراتيجي لدول الخليج والدول العربية بشكل خاص، وتأثيرها في عملية إعادة تقييم لمعالجة التوترات في العلاقات الأمريكية وإعادة التوازن لها انطلاقاً من أن المصالح الأمريكية قد "تتضرَّر أكثر في حال استمرار هذا التوتر".