الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يكشف عن 3 بشارات لكل من لجأ إلى ربه واعتمد عليه

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في بيانه لقصة أصحاب الكهف، إنهم شباب مؤمنون أووا إلى الكهف، فضرب الله على آذانهم فناموا سنين طويلة، ثم يأذن الله ببعثهم بعد هذه السنين.

أصحاب الكهف

واستدل علي جمعة من خلال صفحة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ) [الكهف:19] وهم لا يدرون كم لبثوا، فكل ما يعلمونه أنهم أدركهم النوم فناموا ثم استيقظوا، ثم رأوا أنه لا طائل من هذا السؤال وليس من المهم معرفة الجواب، ففوضوا الأمر لله وانصرفوا إلى شأنهم وقالوا: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ) [الكهف:19].
وتابع: “هكذا يدرك هؤلاء الفتية بعد استيقاظهم ونزولهم المدينة أنه في فترة نومهم قد تغيرت الأحوال وطويت الدهور وزالت دول وقامت أخرى، وفي الوقت ذاته يعلم الناس الذين استيقظوا في عهدهم أن قدرة الله تعالي لا يحدها حد وأن رعايته لأوليائه لا نهاية لها وأن وعد الله حق: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا) [الكهف:21]”.
وأشار علي جمعة إلى أنه لما ظهر أمرهم وبانت معجزتهم تنازع الناس في عددهم فجاء التوجيه: (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف:22]، وإنما كان ذلك صيانة للطاقة العقلية أن تتبدد في غير ما يفيد, ولئلا يقفو المسلم ما ليس له به علم; إذ هذه أحداث طواها الزمن فهي من الغيب الموكول علمه إلي علام الغيوب.

وبين أنه لم يقتصر نهيه سبحانه عن الحديث في أمر غيبي ماض لا يفيد، بل نهى كذلك عن الجدل في غيب المستقبل وما يقع فيه من الجزم بأن المقدمات التي يدبرها الإنسان ستؤدي إلى نتائجها المعتادة; فقال تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) [الكهف:23-24]; فكل شيء مرهون بإرادة الله, وعقل الإنسان مهما علا قاصر عن إدراك ما قدره الله تعالى.

وأضاف: “ليس معنى هذا ألا يدبر الإنسان في أمر المستقبل وألا يصل ماضي حياته بحاضره وقابله، بل معناه أن يلحظ الغيب والمشيئة التي تدبره، وأن يعزم ويستعين بمشيئة الله على ما يعزم ويستشعر أن يد الله فوق يده; ولا يستبعد أن يكون لله تدبير غير تدبيره، فإن وفقه الله إلى مراده فيها، وإن جرت مشيئة الله بغير ما دبر لم يحزن ولم ييأس; فالأمر لله أولا وآخرا”.

وقال علي جمعة إن قصة أصحاب الكهف قصة صراع بين الحق والباطل، وصورة مواجهة بين الإيمان والمادة، وقصة تهدينا إلي التعلق بالأسباب مع الاعتماد على الله وحده؛ وتعلمنا أيضا أن اللجوء إلى الله تعالى سمة المؤمن، فهو سبحانه عونه ونصيره (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) [الكهف:10]، فإن الفتية لما لجأوا إليه داعين وأسلموا قيادهم له سبحانه واعتمدوا عليه آواهم الله وحفظهم في الكهف وأغدق عليهم مما طلبوا من الرحمة والهدى والرشاد: (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا) [الكهف:16]، وكذلك كل من لجأ إلى ربه واعتمد عليه ثبته الله وحفظه وأيده بنصر من عنده.