الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذنبان عقوبتهما في الدنيا قبل الآخرة .. من أكبر الكبائر

بر الوالدين
بر الوالدين

ذنبان عقوبتهما في الدنيا قبل الآخرة ، ورد عن السلف الصالح، أن هناك ذنبين لا يؤخر الله سبحانه وتعالى عقوبتهما إلى الآخرة، ولكنه عز وجل يعجّلها في الدنيا.

 


ذنبان عقوبتهما في الدنيا قبل الآخرة

 

وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين)، منوها أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، والبغي وهو ظلم الناس واتّهام الأبرياء والبعد عن منهج الله يعجل الله سبحانه وتعالى عليه العقوبة في الدنيا قبل عذاب الآخرة.

عجوز يقرأ القرآن


كيفية بر الوالدين بعد وفاتهما


قال الدكتور سعيد عامر، الأمين المساعد للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، إن أعظم طاعة بعد توحيد الله هي بر الوالدين والآيات والآحاديث واضحة بدون غموض في ذلك، كما أن بر الوالدين تسعد المسلم في الدنيا والآخرة.

وأضاف عامر، في البث المباشر للأزهر الشريف، أن بر الوالدين يكون بطاعتهما وتنفيذ أوامرهما ورعايتهما والقيام على شئونهما وتقبيل يديهما ، لأن الوالدين عند الكبر يكونا في حاجة إلى رعاية أبنائهما.

وأشار إلى أن بر الوالدين بعد وفاتهما يكون بالصلاة عليهما وتعني صلاة الجنازة أو الدعاء، كما يكون البر لهما بعد الوفاء بالاستغفار لهما لما له من أهمية كبيرة في نفع الميت، وكذلك إنفاذ عهدهما من بعدهما بتنفيذ وصاياهما.

كما يكون بر الوالدين، بصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، فيحرص الأبناء على صلة الرحم من الأقارب.

وأشار إلى أن بر الوالدين لا ينقطع بعد موتهما، فهناك وسائل عدة لبرهما بالعديد من الطاعات، منها: الدعاء لهما، والصدقة عنهما، وهبة ثواب قراءة القرآن إليهما، وزيارة قبرهما، وأن نصل رحمهما وأصدقاءهما. فكل هذه الأمور تحقق الألفة حتى لو مات الوالدين كأنهما ما زالا معنا في الحياة، فبر الوالدين لا يتوقف بعد موتهما.

عجوز تتضرع إلى الله بالدعاء


 

عقوبة عقوق الوالدين

 

من عقوبة عقوق الوالدين استحقاق لعنة الله لمن سب والديه أو لعنهما: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ»، وفي رواية ابن حبان: «وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ».

 

كذلك من عقوبة عقوق الوالدين تعجيل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ».

 

ومن عقوبة عقوق الوالدين أنها أسباب دخول النار، فيُحرَم العاقُّ لوالديه من دخول الجنة، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «لا يدخل الجنة عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدمن خمر».

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: «آمِينَ آمِينَ آمِينَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ، قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ».

 

ومن عقوبة عقوق الوالدين: استجابة دعوة الوالد على ولده العاق، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».

 

كذلك: لا يَسلَمُ عاقّ الوالدين من انتزاع البركة من عمره وحياته، وقلّة الرزق، وعدم استجابة دعائه، وحرمانه من رفع أعماله إلى السماء، وهو مخلوف بعقوق أبنائه وذريّته من بعد عقوقه لوالديه.

بر الوالدين

 

عقوق الآباء للأبناء

 

قال الشيخ إبراهيم أحمد جاد الكريم، عضو مركز الأزهر للفتوى، إن الأب بفطرته دائما ما يكون رحيم وحنون على أولاده، منوها أنه بالرغم من ذلك فقد يحدث بعض العقوق من الأب لابنه.

 

وأضاف عبد الكريم، ردا على سؤال  يقول صاحبه "نعلم جميعا أن هناك عقوق من الأبناء للآباء، ولكن هل هناك عقوق من الآباء للأبناء؟ أن من العقوق حرمان الإبن من الميراث، وكذلك تعمد توقيع الضرر على الابن ، أو عدم تربيته تربية جيدة والإنفاق على تعليمه منذ الصغر

 

وتابع: ويعق الأب ابنه، إذا لم يساوي بين الأبناء  في المعاملة فيميز الأب بعض أبنائه عن بعضهم، وسوء المعاملة من الأب تجاه أحد الأبناء بالرغم من بر الأبناء لوالدهم.

 

وذكر أن من صور العقوق، كتابة بعض الممتلكات لبعض الأبناء دون الأخر وكذلك منعه من الزواج بمن يحب ومن امرأة صاحبة دين، وإجباره على الزواج من أخرى.

 

علاج عقوق الوالدين

 

 

عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر، كما قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ، سَأَلْتُ النَّبِى صلى الله عليه وسلم أَى الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَيٌّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏بِرُّ الْوَالِدَيْنِ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَيٌّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ‏)‏.

 

وينبغي للعاق أن يتوب ويرضي والديه قبل وفاتهما ليغفر الله له، مضيفًا: أما إذا توفي والداه قبل أن يرضيهما فعليه أن يبرهما بعد وفاتهما ويتوب ويندم ويستغفر الله سبحانه وتعالى.

 

والعاق يبر والديه بعد وفاتهما كما ورد في الحديث النبوي الذي روي عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ: «بينما نَحْنُ جلوس عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ فقَالَ: نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا, وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».