الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برلين ترفض الاعتراف بـ فلسطين كدولة مستقلة.. ماذا قال شولتس لأبو مازن؟

شولتس وأبو مازن
شولتس وأبو مازن

فلسطين .. تفضح سياسية الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وما ترتكبه دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد العزل في الأراضي المحتلة، ازدواجية المعاير الغربية والنفاق السياسي الدولي.

السياسات الغربية المزدوجة 

فبينما تعتبر الدول الغربية ومنها ألمانيا العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا انتهاكا للقانون الدولي، نجدها على النقيض تغض الطرف عن الضربات العسكرية الإسرائيلية على  قطاع غزة، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وممارسة الفصل العنصري في القدس ولا تعتبرها انتهاكا للقانون الدولي.

وبينما فرضت أميركا وأوروبا وتحديدا  ألمانيا عقوبات شاملة على روسيا، حتى القطط والكلاب الروسية لم تنجو منها، وقفت على النقيض مكتوفة الايدي أمام الهمجية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بل وما زاد على الأمر تأكيد برلين أن الوقت لا يسمح الآن للحديث عن دولة فلسطينية.

وقال  المستشار الألماني أولف شولتس، الثلاثاء، عقب اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" في برلين، إن ألمانيا تواصل دعم حل الدولتين، لكن شولتس رفض طلب عباس من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "الاعتراف بـ فلسطين كدولة مستقلة".

وتتمتع السلطة الفلسطينية حاليًا بوضع مراقب في الأمم المتحدة، وقال شولتس: "هذا ليس الوقت المناسب لتغيير هذا الوضع"، مضيفا: "يجب أن تستند الخطوات الأخرى إلى حل تفاوضي مع إسرائيل".

واتهم الرئيس الفلسطيني إسرائيل بأنها "تمنع ذلك تماما منذ مدة طويلة"، وقال إن الحكومة الفلسطينية ستقوم بدفعة جديدة في الأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.

ورفض المستشار الألماني استخدام تعبير "فصل عنصري" لوصف العلاقات بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث قال شولتس خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس أبو مازن: "من الطبيعي أن يكون لدينا تقييم مختلف فيما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية، وأريد أن أقول صراحة هنا إنني لا أؤيد استخدام كلمة الفصل العنصري ولا أعتقد أنها تصف الوضع بشكل صحيح".

عدم الاعتراف بدولة فلسطين

ورفض المستشار الألماني بعبارات واضحة اتهام الرئيس الفلسطيني لإسرائيل بارتكاب "محرقة" (هولوكوست) بحق الفلسطينيين.

وحول الموقف الغربي المخزي من القضايا العربية وخاصة القضية الأم، يقول الدكتور صلاح  الدين العواودة، الخبير والمحلل السياسي، إن الأنظمة الغربية عموماً هي أنظمة صهيونية في جوهرها، داعياً إلى حشد كل الجهود في اتجاه وعي الشعوب الغربية التي تعكس إرادته صناديق الاقتراع.

وأشار العواودة، فى تصريحات لـ"صدى البلد" إلى ضرورة التفاعل الفلسطيني على كل المستويات لربط صورة ما يجري في أوكرانيا وبين ما يجري في فلسطين، وإظهار صورة الأطفال تحت القصف في غزة، وإرفاق صورة الدبابة الروسية إلى جانب صورة الدبابة الإسرائيلية.

وأوضح أن الغرب اليوم اصطدم من تلقاء نفسه من الازدواجية، وهو الآن يراجع نفسه ولكن ليس بشأن فلسطين تحديداً وإنما عموم المسلمين واللاجئين، وقال: "دورنا  أن تبرز القضية الفلسطينية  في كل المحافل".

وفي سياق متصل أكد، ياسر العموري، أستاذ القانون الدولى في جامعة بيرزيت، أنّ العلاقات الدولية للأسف الشديد تقوم على مبدأ المصلحة أكثر مما تقوم على المعايير القانونية والدولية التي تدعو إلى عدم التمييز بين الدول، رغم أنّ عدم التمييز هو مبدأ من مبادئ الأمم المتحدة التي أقرها المجتمع الدولي.

وقال العموري في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن الأمر يظهر جليا واضحاً عند الممارسات العملية والتطبيقية، حيث نجد أن كثيراً من الدول لا تحدد علاقاتها استناداً إلى مبادئ القانون الدولي بقدر ما تراعي في علاقاتها موضوع المصلحة كمعيار سياسي وليس قانونيا.

دولة الاحتلال ونظرية المصلحة

وأكّد أستاذ القانون الدولي، أنّ الاحتلال يجيد التعامل مع نظرية المصلحة مع الدول أكثر مما يجيده العرب، مضيفاً: "هذا يظهر من خلال أن هناك ازدواجية في معايير تطبيق أحكام وقواعد القانون الدولي، وتحديداً في مجال التمييز العنصري وهو قائم ما قبل أن تكشف عنه مؤسسات حقوقية وازنة ومهمة مثل ما جاء في التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية، والتقرير الذي سبقه لمنظمة هيوامن رايتس واتش، وحتى تقرير المؤسسة الحقوقية الإسرائيلية "بتسيلم".

وشدد العموري، على ضرورة فهم المعادلة السياسية في تعامل الدول مع بعضها، حيث تحكمها المصلحة السياسية والاقتصادية، "لهذا نفهم وقوف المجتمع الدولي إلى جانب أوكرانيا ضد الروس".