الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا تفرج عن أصول البنك المركزي في أفغانستان.. إطالة أمد وجود جديد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" الإخبارية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستمضي قدمًا في محادثات الإفراج عن مليارات الدولارات التي يملكها أجانب في البنك المركزي الأفغاني على الرغم من وجود زعيم القاعدة الراحل في كابول وتباطؤ حركة طالبان والبنك المركزي الأفغاني.

وتمثل خطة لتحويل مليارات الدولارات من أصول البنك المركزي الأفغاني المملوكة لأجانب إلى صندوق ائتماني مقترح مقره سويسرا لب الجهود التي تقودها الولايات المتحدة. وستتم هذه المدفوعات بمساعدة مجلس دولي وتتجاوز طالبان، التي يخضع كثيرون من قادتها لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

مقتل الظواهري لم يؤثر على المحادثات

ونقل مصدران عن مسؤولين بوزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين قولهم لمحللين مستقلين في مؤتمر صحفي في 11 أغسطس، بعد 12 يومًا من قتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في هجوم بطائرة مسيرة لوكالة المخابرات المركزية في شرفة منزله الآمن في كابول، إنهم سيواصلون المحادثات على الرغم من الإحباط من الوتيرة التي تسير بها.

وقال مصدر أمريكي مطلع إن "الهجوم لم يغير التزام الحكومة الأمريكية بإنشاء صندوق ائتماني دولي"، كما أنها "تعمل بنفس السرعة والحيوية التي كانت قبل الهجوم".

المال وحده لا يكفي

في الوقت نفسه، نشرت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية قالت فيه إن العقدين الماضيين أثبتا بوضوح أن قدرة الولايات المتحدة على تعزيز الاستقرار والازدهار في أنحاء العالم، لا تعتمد على الأموال وإنما على الأفكار والاستراتيجيات، فخلال عشرين عامًا من الوجود الأمريكي في أفغانستان، لم تكن الأهداف ولا أسباب التدخل واضحة بالنسبة إلى الشعب الأفغاني أو الرأي العام الأمريكي أو المجتمع الدولي.

وأضاف التقرير: "إذا ما نظرنا إلى الطريقة التي أنفقت فيها الولايات المتحدة الأموال، يمكننا أن نرى مزيجًا من الأمن ومكافحة الإرهاب وبناء دولة ديمقراطية. وهذه الأهداف- على الأقل طريقة تطبيقها – كانت على تناقض كامل مع بعضها البعض. ولم يكن الشعب الأفغاني مشوشًا حيال أهداف الحرب، لكن أيضًا الكثير من المسؤولين العسكريين البارزين".

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة استبدلت السياسة الاستراتيجية بإنفاق كل ما توفر لديها من إمكانات. ومع مرور كل عام، بدا أن تمويل العناصر المدنية والعسكرية من هذا الجهد هي في تصاعد إلى أن وصلت ذروتها عام 2011. وكان الاعتقاد السائد أن زيادة الإنفاق ستؤدي إلى نتائج أفضل-حتى في غياب استراتيجية متماسكة. ومع ذلك، فإن إنفاق الأموال من دون تشخيص واضح أو فهم للسياق الذي كانت تعمل فيه الولايات المتحدة، لم يساهم إلا في تدمير كل شيء.

قنبلة موقوتة

وبحسب المجلة، فإن الغرض من هذه الإستراتيجية إرضاء أصحاب النفوذ في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وكانت النتيجة كارثية. وبطرق كثيرة، فإن الحرب الأمريكية انتهت عام 2009- وفهم الأفغان أن الولايات المتحدة راحلة- ومع ذلك استمر تدفق الأموال وكأن لا أحد يراقب. وأصيب الأفغان بالتشوش وكذلك كان الكثير من الأمريكيين ينفذون الأوامر. وفي غياب رؤية وكثير من الأموال، فإن الولايات المتحدة خلقت فوضى كارثية.

وبعد عقدين من الدخول إلى أفغانستان، فقدت الولايات المتحدة الكثير من مصداقيتها، ليس فقط في أفغانستان وإنما في المنطقة عمومًا. وبينما كان التدخل العسكري والمساعدات تتدفق على أفغانستان، تحول هذا البلد إلى قنبلة موقوتة. وكلما طال أمد الوجود الأمريكي هناك كانت النتائج أكثر كارثية على الشعب الأفغاني.

ونظرت الدول المجاورة إلى هذا المشهد بدهشة عظيمة وخيبة أمل. وبدأت روسيا والصين، اللتان كانت داعمتين قويتين في الأساس للجهد الأمريكي في أفغانستان، حوارهما الخاص مع طالبان. وحتى دول آسيا الوسطى بدأت تتساءل عما إذا كان الوضع سيكون أفضل إذا رحلت الولايات المتحدة، في الوقت الذي كانت هذه الدول تخشى أن يتمدد إليها الإرهاب، الذي كان يزداد يومًا بعد يوم أنظار أمام الأمريكيين.