أهداف مصرية نبيلة.. 5 قمم مصغرة لتدشين رؤية موحدة لمواجهة التحديات

قمة العلمين .. تحركات موسعة تجريها القيادة السياسية في مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتشاور مع عدد من الزعماء العرب من أجل توحيد وتنسيق المواقف والجهود العربية لوضع رؤية تتناسب مع ما يشهده العالم من تحديات وأزمات.

وضمن الجهود المبذولة من القيادة السياسية في مصر لتوحيد الصف العربي يشهد اليوم مدينة العلمين قمة عربية بقيادة الرئيس السيسي، وبمشاركة موسعة من قبل عدد من الزعماء العرب.

قمة العلمين المصغرة

تشهد مدينة العلمين، اليوم، قمة عربية تجمع قادة خمس دول هي: مصر والأردن والعراق والإمارات والبحرين، لتشكل خطوة جديدة في مسار موسع تنتهجه آلية تشاور عربية رفيعة المستوى تضم مصر والأردن والعراق، بعد انضمام الإمارات والبحرين لها، تأسيسا على قاعدة “مواجهة التحديات” التي نتجت عن أول تحالف للدول الثلاث عام 2019.

وكانت القاهرة أولى محطات هذا التحالف الذي أطلق عليه رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي مشروع “بلاد الشام الجديدة” في 21 أغسطس 2021، دون اتفاق رسمي على ذلك، وبدأ التطور الفعلي للتحالف في قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية انعقدت عام 2020، ثم توالت اجتماعات القادة العرب بين العقبة وبغداد وأبو ظبي.

ويرصد لكم "صدى البلد" أهم ملامح هذا التحالف العربي الموسع، في التقرير التالي:

التحالف عام 2019

احتضنت القاهرة، قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية 24 مارس 2019، ضمت الرئيس السيسي، وعاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، ورئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي حينها، وناقشت القمة طرق تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل فيما بين البلدان الثلاث خاصة في قطاع الصناعة والطاقة وإعادة الإعمار والبنية التحتية في ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية وتحديات غير مسبوقة.

قمة نيويورك

عقدت القمة الثلاثية الثانية بين مصر والأردن والعراق، في 22 سبتمبر 2019 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وجمعت الرئيس السيسي والملك عبد الله والمهدي، وبحثت القمة نتائج اجتماعات عقدت على مدار 6 أشهر، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق السياسي مع الاستمرار في إعطاء الأولوية للتعاون في المجالات الاقتصادية لمواجهة ما تتعرض له المنطقة من تحديات.

قمة عمان

وانعقدت في 25 أغسطس 2020، قمة ثلاثية بعمان، بمشاركة الرئيس السيسي، وعاهل الأردن، ورئيس وزراء العراق، تناولت سبل تعزيز التعاون في مجالات بينها الطاقة والربط الكهربائي والبنية الاساسية والغذاء، في إطار مواجهة “التحديات التي تهدد الاستقرار في المنطقة”.

وتوالت اللقاءات على مستوى وزاري بين الدول الثلاث أبرزها في 31 أكتوبر 2020، بزيارة مصطفى مدبولي رئيس الوزراء على رأس وفد كبير، للعراق ولقاء مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق، حيث جرى توقيع 15 مذكرة في مجالات بينها النقل والطاقة والكهرباء، وجينها تحدث مدبولي عن جاهزية مصر لتنفيذ مشروعات في قطاعات بيتها البينة الأساسية والإسكان تحت إطار مفهوم برنامج “النفط مقابل إعادة الأعمار”.

قمة بغداد

واستضافت بغداد - في 25 أغسطس 2020، قمة ثلاثية جمعت الرئيس السيسي والملك عبد الله في أول زيارة يجريها رئيس مصري للعراق منذ غزو العراق للكويت عام 1990، حيث ناقشت القمة سبل تدشين مرحلة جديدة من التعاون في ظل تحديدات عير مسبوقة.

قمة العقبة

جمعت قمة العقبة المنعقدة في 25 مارس 2021، الرئيس السيسي، وملك الأردن، ومصطفى الكاظمي، وحضر القمة لأول مرة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي آنذاك، وبحثوا تعزيز علاقات التعاون بين الدول الأربع في ظل الظروف العالمية، وبعد شهرين من هذا اللقاء، نفذت مصر والإمارات والأردن مبادرة شراكة صناعية بين البلدان الثلاثة، وانضمت البحرين لهم في 25 يوليو الماضي.

توحيد المواقف العربية

ومن جانبه قال الدكتور طارق البرديسي، إن الدول العربية تعمل على توحيد المواقف من خلال اللقاءات المستمرة والتشاور المستمر، حيث يريدوا التأكيد على بلورة رؤية واحدة تجاه كل القضايا مثل الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على سلاسل توريد الغذاء وأمن الطاقة والأمن الاقليمي ومواجهة الإرهاب وعلى حلول المشاكل الإقليمية ومواجهة كافة القضايا الموجودة سواء كان في اليمن أو ليبيا أو سوريا.

وأضاف البرديسي، أنه كان هناك عدة لقاءات جمعت قادة العرب منها اللقاء بين مصر والعراق والأردن، و مصر والأردن والبحرين، والأن يتجدد اللقاء ليجمع مصر والأردن والعراق والإمارات والبحرين، وتتوالى اللقاءات وتكون مرات ثلاثية وأخرى رباعية، ودائما تكون مصر موجودة في هذه اللقاءات بسبب دورها المحوري، والمركزي لبلورة رؤية واحدة حتى يكون للعرب لقب فاعل في كل القضايا سواء قضايا الطاقة أو قضايا الأمن الغذائي أو مواجهة الإرهاب أو في موقفهم في مواجهة تداعيات مايحدث من حروب، والتغيير في أقطاب العالم.

ولفت البرديسي، أن الوضع بين الدول العربية أصبح أكثر تنظيما واتساقا من خلال الكثافة الغير مشهودة من قبل في لقاءات قادة ورؤساء الدول العربية المستمرة، وقد لا تنتهي هذه اللقاءات وسيكون هناك المزيد من اللقاءات والتعاون، سبق ورأيناهم في اللقاء الثلاثي الأول واللقاء الثلاثي الثاني وسنشهدهم الأن في اللقاء الخماسي واللقاءات والزيارات المستمرة من أجل تحقيق موقف عربي متماسك وموحد.