الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحيل ميخائيل جورباتشوف .. كيف دمر بوتين إرث آخر زعماء الاتحاد السوفيتي؟

رحيل جورباتشوف..
رحيل جورباتشوف.. كيف دمر بوتين إرث آخر زعيم للاتحاد السوفيتي

ودَّع العالم آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، لكنن يبدو أنه كان مستاءً من أفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي "دمرت" إرثه وأعماله.

وتوفي جورباتشوف الذي صنع السلام وأشرف على هدم جدار بلين، عن همر يناهز 91 عاما، لكنه عاش بما فيه الكفاية لرؤية بلاده تنخرط في حرب دموية، وانهيار كل شيء حاول تحقيقه.

وقبل أسابيع من وفاته، وتحديدا في نهاية يوليو، كان السابق للاتحاد السوفيتي مستاء ومنزعج من تدمير إصلاحاته، وفقا للصحفي الروسي أليكسي فينيديكتوف، الذي كان على اتصال بجورباتشوف قبل وفاته، حسب صحفية "ديلي ميل" البريطانية.

وقال الصحفي الروسي البارز إن "إصلاحات جورباتشوف .. السياسية وليست الاقتصادية .. تم تدميرها بالكامل"، في إشارة إلى انخراط موسكو في الحرب الأوكرانية والتوترات المتزايدة مع حلف الشمال الأطلسي "الناتو".

وينسب إلى ميخائيل جورباتشوف الفضل في التقارب مع الغرب، وإنهاء الحرب الباردة وإعادة توحيد ألمانيا، وتحرير دول أوروبا الشرقية، وإنهاء المواجهة النووية مع الدول الغربية.

وعلى عكس الزعيم السوفيتي الراحل، أعاد بوتين الحرب في أوروبا، حيث شن هجوما على أوكرانيا، وشدد الرقابة على وسائل الإعلام، كما بات عدوانيا بشكل متزايد تجاه البلدان الأوروبية، وأصبحت روسيا معزولة بشكل متزايد عن الغرب، وفقا للصحيفة.

وفي هذا السياق، لفت فينيديكتوف إلى أنه عند رحيل جورباتشوف عن الاتحاد السوفيتي، كان هناك 4 آلاف من قوات "الناتو" في أوروبا، لكن حاليا قرر الحلف زيادة العدد إلى 300 ألف، ما يشير إلى ارتفاع هائل في مستوى التهديد والتوتر مع الغرب.

وحسب الصحيفة، عزز الناتو وجوده بأوروبا الشرقية، خوفا من طموحات بوتين التوسعية، والتي قد تشمل دول سابقة في الاتحاد السوفيتي مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا.

وقبل يومين من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، قال المترجم السابق لجورباتشوف إن الزعيم السوفيتي "حذر دائما من أن الأمور يمكن أن تكون خطيرة بين روسيا وأوكرانيا".

وأضاف أنه "حاول تقريب هاتين الدولتين من بعضهما البعض بدلا من استمرار هذا الصراع والصدع الذي يتسع".

وفاة ميخائيل جورباتشوف

توفي ميخائيل جورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفيتي قبل سقوطه، الثلاثاء، عن عمر يناهز 91 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

ولد في مارس عام 1931 بمنطقة ستافروبول الروسية الجنوبية، وترأس الاتحاد السوفيتي منذ عام 1985 حتى عام 1991، كأمين عام للجنة المركزية للحزب الشيوعي أولا، ثم رئيس للدولة.

حاز جورباتشوف على جائزة نوبل للسلام عام 1990، وعقب تركه رئاسة الاتحاد السوفيتي في 1991، انخرط في الأنشطة الأدبية والاجتماعية.

وتحت قيادته، وقع الاتحاد السوفيتي معاهدات لنزع السلاح النووي، والحد من التسلح مع الولايات المتحدة.

بدوره، علق بوتين، على وفاة الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن بوتين أعرب عن "أعمق تعازيه" في وفاة الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف، حسب وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.

وذكرت الوكالة أن "بوتين سيبعث برسالة اليوم الأربعاء إلى عائلة جورباتشوف وأصدقائه".

والعام الماضي، هنأ بوتين جورباتشوف بعيد ميلاده الـ90 ووصه بأنه "من أبرز الشخصيات المتميزة في عالمنا المعاصر..  الذين كان لهم تأثير كبير في مسار التاريخ الوطني والعالمي".

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن "حزنه العميق" لوفاة ميخائيل جورباتشوف، قائلا إنه كان "رجل دولة فريدًا غيّر مسار التاريخ".

وأضاف جوتيريش "لقد فعل أكثر من أي شخص آخر لإنهاء الحرب الباردة سلميًا"، معتبرا أنه برحيل جورباتشوف "خسر العالم زعيمًا عالميًا عظيمًا التزم التعددية، ودافع بلا كلل عن السلام".