الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: شكر نعم الله يقتضي حب الوطن ولزوم الجماعة

خطيب الحرم المكي
خطيب الحرم المكي

أم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خطيب المسجد الحرام، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم جموع المصلين لصلاة الجمعة بجامع المحسن في محافظة البكيرية بمنطقة القصيم.

محبة الأوطان

 وأوضح خطيب المسجد الحرام أثناء الخطبة بأن التمسك بالدين وتطبيق الشريعة، واتباع منهاج النبوة، وإخلاص النية لله -عز وجل- مع السمع والطاعة لولاة الأمر واللحمة الوطنية، مضيفا إنَّ الإسلامَ قدْ أوْلَى أهميَّةً كبِيرةً للأرْضِ بمعنَاهَا الجُغرَافيّ، فجَاءَ الأَمرُ بعمَارتِها والاستخْلافِ فيهَا، منهَا نشَأَ مفهومُ الأوْطَانِ، وجُبلتِ النُّفوسُ السَّليمةُ علَى حُبِّ بلادِها، واستَقرتِ الفِطرُ المستَقيمةُ علَى النُّزوعِ إلَى ديَارِها. وإنَّ محبةَ الأَوطَانِ, ومُؤانَسةَ الخِلَّانِ, والتَّمتّع بنِعمِ اللهِ الكريمِ المنَّان, من أمورِ الفِطرةِ التي جُبِلَ عليهَا الإنْسَانُ, وتتوقُ إليهَا أفئِدةُ الشُّيوخِ والشَّبابِ والوِلْدَانِ, فَالحنينُ إلَى الأوْطَانِ، والشَّوقُ إليهَا في سائرِ الأَزمَانِ، ومختَلفِ البُلدانِ, حالةٌ مرَّ بهَا النَّبيُّ علَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، والصَّحابَةُ الكِرام، وأمرٌ طَالمَا نَطقَ بهِ البُلغَاءُ، وتحدَّث عنهُ الفُصحَاءُ, ونظَّمهُ الشُّعرَاءُ.

كما أكد خطيب المسجد الحرام إنّ من شكر النعم المتوافرة التي أنعم الله سبحانه على المملكة تحت ضل القيادة الحكيمة من الوحدة والأمن والاستقرار واجتماع الكلمة يقتضي علينا حب الوطن والوحدة واللُّحمة ولزوم الجماعة، وحُسْن السَّمع والطَّاعة للإمام والحفاظ على أمن البلاد ومقدراتها ومكتسباتها، وأنه لا غُلوَّ ولا تطرُّفَ، ولا جفاءَ ولا انحلالَ، في وحدة متألِّقة تتسامى عن الشُّذوذ والفُرْقَةِ والانقسامات، وكَيْل التُّهم، والتَّصنيفات، والخلافات، {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وبين إنَّ من شُكرِ النَّعمَاءِ والتَّحدُّثِ بالآلاءِ ما تعيشُهُ هذه البلادُ المباركة-لَاتزالُ بحراسةِ اللهِ مُسوَّرةً، وبالإسلامِ مُنوَّرةً- منِ الْتِئامِ الرَّعية بالرَّاعِي في مظهرٍ فريدٍ، ونَسيجٍ مُتميِّز، ومنظومةٍ متألقةٍ من اجتماعِ الكلِمةِ، ووَحدةِ الصَّفِّ، والتفافٍ حولَ القِيادة، قلَّ أنْ يشهدَ التَّأريخُ المعاصرُ لها مَثيل.

وخَتَمَ خطيب المسجد الحرام الخطبة بدُعَاء اللهِ -عزَّ وجلَّ- بأنْ يديمَ علَى بلادِنا أمنَها واستقرارَها وازدهارَها في ظلِّ القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمَان بن عبد العَزيز آل سعُود، ووليِّ عهدِه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز .