الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفي "28"

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

لعب الإعلام الهدام دوراً محورياً فى أحداث الربيع العربى عام 2011  ومازال حتى هذه اللحظات ، حيث تم استخدامه كأداة لحشد الجماهير ضد الأنظمة الحاكمة، من خلال تقديم بعض التقارير المبسطة فى لغة خطابها الذى إستخدم فيها لغة دغدغة مشاعر المواطنين ، ولمس أوجاعهم حتى ينساقوا خلفه كالقطيع دون تفكير أو أدنى محاولة للتركيز والفهم ، و هناك انتقادات واسعة لتغطية وسائل الإعلام الغربية و بعض الوسائل العربية لأحداث الربيع العربي عام 2011 . ففي أغلب الوقت، كانت التقارير مبسطة للغاية، حمل فيها طرفا الصراع هويات محددة للغاية، موزعة بين "الصالح" و"الطالح"، على غرار أفلام هوليوود.

القصص التي تسردها هذه التقارير هي كالتالي: "الحكومة الدكتاتورية تعذب وتقتل المواطنين والمتظاهرين العزل، بما فيهم النساء والأطفال، بينما يحاول الغرب وجامعة الدول العربية حماية  المدنيين".وهذا الإخراج الرائع لا يعكس الصورة الحقيقية بل كان الإعلام يفتقد للمهنية و الحيادية أثناء تغطية الأحداث مما ساهم فى انتقال شرارة أحداث الربيع العربى من تونس إلى مصر ثم ليبيا ثم سوريا والسعودية واليمن والبحرين والأردن والكويت ،والجزائر ، إلا أن بعض الدول تفادت ذلك قبل وقوعه مثل السعودية والأردن والكويت والبحرين ، حيث كان التركيز الإعلامى عليهم ضعيف من قبل القنوات المعادية. 

و كان التركيز الأكبر على مصر ثم ليبيا وسوريا فسقطوا فى براثن أحداث الربيع العربى ، ولكن مصر استطاعت الوقوف والنهوض سريعاً بفضل القوات المسلحة المصرية التى عملت على حماية جدران الدولة المصرية ، ووقفت حائط صد فى مواجهة الإعلام الهدام.

وهذا ما أكد عليه  الرئيس عبدالفتاح السيسى  خلال اجتماعه منذ عدة أيام  بوزراء الإعلام العرب على على إيمان مصر بأهمية الدور الاستراتيجي للإعلام في مساندة جهود الدول لتحقيق الاستقرار والتنمية، وذلك من خلال تناول القضايا الوطنية وتعميق الوعي العام لدى الشعوب ، وهو الأمر الذي يستدعي قيام الإعلام العربي بالتحدث بلغة واحدة تساعد على مواجهة تلك التحديات، وأن يتم طرح القضايا المختلفة بشكل عميق وموضوعي ومدعوم بالحقائق من أجل البناء الواقعي والصحيح للعقل الجمعي والوجدان العربي، وضرورة التأكيد على أن الكلمة من الإعلام هي أمانة ومسئولية كبيرة أمام الشعوب.

ولا يمكن أن ننكر أن الإعلام يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالفكر المتطرف وخطاب الكراهية والتحريض الذي تتعرض له مختلف الشعوب العربية، مما يمثل أهمية دور الإعلام الهدم  النصيب الأكبر فى هدم دول وتشريد شعوب، نظرا لما قام به الإعلام الهدام الذى لعب دوراً مهماً للغاية فى الحشد لأحداث الربيع العربى ، وحديث الرئيس عبدالفتاح السيسى  منذ عدة أيام خلال اجتماعه مع وزراء الإعلام العرب ، سبق وأشار إليه مراراً وأكد على أهمية دور الإعلام  فى مواجهة أهل الشر المتربصين للدولة ويستهدفونها.

نظراً لوجود بعض المنصات الإعلامية التى عملت بشكل متعمد على تبنى أجندة هدامة كان من شأنها سقوط بعض الدول منها العراق التى مازال يدفع الثمن حتى اليوم ، وسوريا ، اليمن ، ليبيا ، حيث أن تلك المنصات عهدت على إذاعة بعض التقارير المزيفة للواقع وتفتقد للمهنية والحيادية ، وطفى عليها وضوح الإنتماء السياسى ، وإنحياز إعلامى واضح بشكل متعمد و تضخيم الخلافات القبلية والطائفية والإفتقار للثبات المهني. 

وكان هناك نقصاً فى التوازن بالتقارير و برامج الحوار التلفزيونية وكان أحد المشاكل الأساسية في تغطية أحداث الربيع العربي وتبعاته بلا استثناء، إذ تم تسجيل غياب واضح للمتحدثين المؤيدين للأنظمة في كل وسائل الإعلام.

لذلك يجب ضرورة التحلى بالمهنية وعدم الانحياز للانتماء السياسى عند تغطية الأحداث ، وتحرى الصدق والالتزام بالحيادية والأمانة فى نقل الحدث ، عدم المبالغة فى نقل الحدث أو تناول أى قضية يجب عدم التهويل والتهوين بل عرض الحقائق بكل شفافية مع إعطاء بريق أمل وبصيص نور من خلال إبراز الإنجازات والمميزات ووضع المشاهد أو القارئ على مائدة الأزمات والتحديات التى تواجهها الدولة حتى يكون هناك قبول لدى المواطن بكافة الإجراءات الإستثنائية ويكون حائط صد يصطف خلف الدولة وأجهزتها لوأد أى مؤامرة. 

فلايجب على الإعلام تبنى وجهة نظر واحدة تشيد فقط بالإنجازات متجاهلاً التحديات والأزمات التى تواجهها الدولة فى ظل انصراف البعض لمتابعة منصات معادية للدولة تبث شائعات وسموم ، فى ظل غياب دور الإعلام الحقيقي فى التوعية ونشر الحقائق ودحض الأكاذيب والشائعات.