الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجي يعاقب أبناءه بتجريدهم من ملابسهم وطردهم إلى الشارع عراة.. الأزهر يرد

زوجي يجرد أولادي
زوجي يجرد أولادي من ملابسهما

قال الشيخ رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، في رده على متصلة تشكو عقاب زوجها لأبنائه: إن كان ما ورد بكلامك صحيح فعقابه هذا يقتل مروءتهما وشهامتهما ورجولتهما، وهذا مستبعد وعجيب لأنهما رجال وليسا طفلين.

زوجي يجردهما من ملابسهما 

وأوضح «عبد الرازق» خلال برنامج «الدنيا بخير»، في إجابته عن سؤال متصلة تقول : «لدي إثنين من الأبناء بعمر الـ 17 والـ18 ، كلما أخطأ أحدهما يعاقبهما أبوهم يجردهما من ملابسهما تمامًا ويخرجهما إلى الشارع عاريان، فهل هذا جائز وماذا أفعل؟» ، أنه إذا  كان ما ورد بكلام المتصلة التي تشكو عقاب زوجها لأبنائهما بهذه الصورة بأنه يجردهما من ملابسهما ويخرجهم إلى الشارع عاريان ، صحيح فإنه بذك يقتل رجولتهما.

وأضاف أنهما ليسا صغارًا وإنما هما بعمر الشباب فهذا قتل لمروءتهم وشهامتهم ورجولتهم ، متعجبًا: وهذا مستبعد وعجيب لأنهما ليسا أطفال ، فكيف ليس لهما أي مقاومة ، وهو شاب رجل بعمر 19 سنة ، فإن كانا أطفالاً بعمر الخامسة فحينها قد نتفهم أنه ضعيف لا يستطيع المقاومة أو الرفض، ولكن واقعة هذا السؤال غير معقولة .

المروءة بالبلدي 

وأفاد أن المروءة هي بالبلدي إنسان إبن أصول ويعرف الأصول، يعني يبحث عن الصواب ولا يفعل الخطأ حتى لا يلام عليه ، يعرف الحرام والعيب، فقد يكون هناك عيب ليس حرام  لكنه لا يليق ، مثل من جاء أمام الناس وتفل فهذا ليس معصية لكنه مخالف المروءة يخاف الذوق العام،  أو تجشأ بصوت عالى وهذا ما حدث أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : ( كف عنا جشاءك) ، فالمروءة فعل ما يجمل ويزين والبعد عن ما يدنس ويشين ، بمعنى عمل ما يشرف ويجمل ويزين.

وأشار في حلقة اليوم ، إلى أن ديننا الإسلامي هو دين الأخلاق ، فليس فيه قسم من الأقسام اسمه الأخلاق ، الأخلاق روح تسري في الدين الإسلامي كله، فالعقيدة أساسها أخلاق وكذلك العبادات والمعاملات والاستثمار والأخذ والعطاء والاختلاف فكل شيء في ديننا أساسه الأخلاق ، وبدون الأخلاق لا شيء .

واستشهد بما قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) ، وقال عز وجل: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق - صالح الأخلاق)، وعندما سئل: يا رسول الله فلانة تصوم كثيرًا وتصلي كثيرًا وتتصدق لكنها تؤذي جيرانها بمعنى أنه لا يوجد أخلاق ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: لا خير فيها هي في النار ، أما الأخرى تصوم وتصلي الفروض فقط إلا أنها لا تؤذي جيرانها ، فقال -صلى الله عليه وسلم- : هي في الجنة.

وتابع:  إذن المدار على الأخلاق ، منوهًا بأن الأخلاق تكون مع الله والنفس والناس والإنسان والحيوان والبيئة وغير المسلمين ؛ لأن الأخلاق منظومة متكاملة ، منوهًا بأن زمان كان من يخطئ يستحي أما الآن فالعكس يحدث حيث إن من يخطئ لا يعترف بخطئه بل ويتبحج ويتباهى به وهذا من أكبر الأزمات، والكل يخطئ ولكن من يشعر بخطئه وبالندم ويعترف به فهذا يعني أنه لا يزال فيه خير.

وأضاف أنه للأسف بعض الناس يخطئون ويتبجحون ويعالج الخطأ بالخطأ، المشكلة فيمن يخطئ ويعلم أنه على خطأ ويتبجح به ، فهذا كارثة لأنه خطأ مركب ، لأنه إذا كان خطأ دنيويًا فكارثة وإن كان خطأ دينيًا سقط من عين الله، فديننا دين الأخلاق ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، فقد سئل عالم من العلماء الذين يتحدثون عن المروءة ، أين المروءة من القرآن ؟، فأجاب أنه قال الله تعالى : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) .