الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انضمام أوكرانيا للناتو .. هل العالم مقبل على حرب عالمية جديدة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي أمس الجمعة، أن أوكرانيا تقدمت رسميًا بطلب للإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) مستبعدًا إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد أن أعلن الأخير ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا.

وردًا على إعلان بوتين ضم المناطق الأوكرانية، ظهر زيلينسكي مرتديًا الزي العسكري في مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، وهو يوقع أوراق طلب الانضمام إلى حلف الناتو قائلا: "حن نتخذ خطوة حاسمة من خلال التوقيع على طلب أوكراني للانضمام السريع إلى حلف الناتو".

الغرب يشتعل

وسرعان ما وجه المجتمع الدولي إدانة فورية للتحرك الروسي الأخير، وأعرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن "قلقه البالغ" مما يحدث وصوت على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وألبانيا لإدانة تحركات بوتين الأخيرة، إلا أن المشروع فشل بعد فيتو روسي متوقع.

وبعد توقيع بوتين قرار الانضمام في احتفالية بموسكو عصر الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مئات الكيانات والشخصيات في روسيا في حين أعلنت بريطانيا فرض عقوبات على حاكمة البنك المركزي الروسي من بينها حجز على أصول، وأعلنت استدعاء سفير موسكو في لندن لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على قرار الضم.

تردد

من جانبه، قال أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج أن قرار روسيا بضم أراض أوكرانية يعد التصعيد الأخطر من الحرب العالمية الثانية، لافتًا إلى أن ترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتصر في أوكرانيا سيكون كارثيًا، مضيفًا: "عضوية أوكرانيا في الحلف يجب أن يتم بإجماع من جميع الأعضاء"، مؤكدًا مواصلة دعم كييف بعد ضم روسيا لأراضيها.

كما قالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك في بيان لها إن "أبواب حلف الناتو مفتوحة لكننا اتفقنا أن دعم أوكرانيا يجب ألا يزج الحلف في مواجهة مع روسيا"، في حين قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا جرينفيلد إن "الدول الأعضاء في الناتو ستتخذ قرارا بشأن طلب أوكرانيا الانضمام إلى الحلف".

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه "لدينا جهوزية كاملة للتصدي لأي طارئ والرئيس بايدن أكد أن واشنطن وحلفاؤها سيدافعون على كل شبر من أراضي الناتو وأنها مستعدة لجميع الأوضاع"، وهو نفس الأمر الذي أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن سوليفان عاد وأكد إن "النظر في عضوية أوكرانيا بالناتو ينبغي النظر فيه لاحقا وما نركز عليه الآن هو تقديم المساعدة للأوكرانين".

صعوبات

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الجمعة، فإن قضية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ستمر بعراقيل عدة؛ إذ أن إبعاد أوكرانيا عن الحلف لطالما كان هاجسًا لدى الرئيس الروسي الذي أكد في مناسبات عديدة أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان كارثة.

ولمعالجة المخاوف الروسية، تم التوقيع على "قانون تأسيسي" بين حلف الناتو وروسيا في عام 1997، وهو اتفاق سياسي نص صراحةً على أن "حلف الناتو وروسيا لا يعتبر أحدهما الآخر خصماً له". وتلا ذلك تشكيل "مجلس الأطلسي وروسيا" في عام 2002، إلا أن بوتين لطالما كان يراقب على مضض توسعات الناتو شرقًا بعد أن ضم إلى عضويته دولاً كانت تتبع الاتحاد السوفيتي مثل جمهوريات تشيكيا والمجر وبولندا في عام 1999، ومن ثم لاحقاً بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في عام 2004.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية،فإن انضمام أوكرانيا المحتمل للحلف وربما من بعدها جورجيا، التي دخلت في حرب مع روسيا بالفعل بعد مؤتمر بوخاريست الشهير، يضرب إرادة روسيا بشكل كبير، لأنه يعني حصارها وهزيمة إرادتها مقابل انتصار واشنطن وحلفائها، ولذلك فإن ما يريده بوتين اليوم من منع كييف من الانضمام للناتو هو إعادة النظر فى الترتيبات المنبثقة إبان ضعف روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

ووفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو يعزز من مخاوف اتساع دائرة الحرب وتحولها لحرب شاملة بين روسيا ودول الحلف، مشيرةً إلى أن روسيا قد تحتل دول البلطيق المجاورة مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، في حين أكد الرئيس الأمريكي مرارًا أن دول الحلف ستتحرك عسكريا إذا ما تم تهديد أي "شبر" منها..