الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انفراجة للأزمة.. اتفاق قريب بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية|القصة الكاملة

ترسيم الحدود - أرشيفية
ترسيم الحدود - أرشيفية

يثير ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي جدلا واسعا بسبب التعنت الإسرائيلي والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالداخل اللبناني والصراع القائم بين القوى السياسية، هذا بالإضافة إلى عدم التوصل لاتفاق حول العديد من نقاط الخلاف بين الجانبين الخاصة بالترسيم والحدود المشتركة بينهم.

وقدم المبعوث الأمريكي للوساطة في ملف ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وفي تطور جديد للقضية،  مسودة للاتفاقية إلى الجانبين تتضمن البنود الأساسية للاتفاق، وجاءت كالتالي:

  • رسم خط الحدود البحرية في الغالب على أساس الخط 23، الذي يترك معظم الأراضي المتنازع عليها تحت السيطرة اللبنانية.
  • سيتم بناء أول خمسة كيلومترات من الخط الحدودي على أساس "خط العوامات" الإسرائيلي الواقع شماله، وهذا الخط الذي أسسته إسرائيل من جانب واحد وهو ضروري لإسرائيل من وجهة نظر أمنية.
  • ستكون منصة الغاز في " كاريش" تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
  • وفي حقل قانا، ستُبنى منصة حفر لبنانية - وستحصل إسرائيل على مكافآت من شركة الغاز "توتال" عن جزء الحقل الموجود في أراضيها. ولم يتم الاتفاق بشكل كامل على تفاصيل الاتفاق بين إسرائيل و"توتال".

الأمور تسير في الاتجاه الصحيح

وقال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، إن الأمور تسير على الطريق الصحيح بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مشددا على أن موقف الجميع في لبنان موحد بشأن هذا الاتفاق وذلك من أجل مصلحة البلد.

جاء ذلك في تصريح لميقاتي بعد انتهاء الاجتماع الرئاسي الثلاثي الذي عقد في قصر بعبدا، اليوم الإثنين، لدرس مقترح الوسيط الأمريكي آموس هوكشتين بشأن ملف الترسيم، وذلك بحضور رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وأضاف ميقاتي، أن اللقاء اليوم جاء بدعوة من رئيس الجمهورية للبحث في العرض المقدم من الوسيط الأمريكي آموس هوكشتين، بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية، وسبق هذا اللقاء اجتماع اللجنة التقنية.

وأشار إلى أنه أبدى بعض الملاحظات على المقترح، كما أبدى رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بعض الملاحظات، مشيرا إلى أن اللجنة التقنية أخذت بها كاملة، موضحا أنه سيكون هناك رد سيرسل إلى الوسيط الأمريكي ضمن هذا السياق كاملا.

كما كشف نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، إمكانية توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل خلال أيام، مؤكدا أن قوة بلاده تكمن بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة.

جاء ذلك بعد الاجتماع التقني الإستشاري في القصر الجمهوري للبحث في العرض الخطي للموفد الأمريكي آموس هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وأوضح بو صعب، أن ملاحظات فريق العمل جُمِعت في تقرير سيرسل الى الوسيط الأمريكي وفيه طلب التعديلات والملاحظات على عرضه، مؤكدا أن الموقف النهائي سيكون بعد جوابه على الملاحظات.

ولفت إلى أن الموقف موحد وهذا أحد عوامل القوّة التي تمتع بها لبنان خلال مرحلة التفاوض واليوم وحدنا الملاحظات لرفع تقرير إلى الوسيط الأمريكي، لافتا إلى أن جوابنا ليس رسميًا بل على رد على طرح هوكشتاين، والشياطين في التفاصيل أصبحت صغيرة وليست كبيرة.

تعاون ثلاثي عربي - غربي للحل

وشدد على أن لبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا، مشيرا إلى أن "العدو يعلم مكامن القوة عند لبنان وهو التوازن الذي كرس وجود معادلة الشعب والجيش والمقاومة.

وردا على تعليقات رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قال بو صعب: "إذا مر اتفاق الترسيم غير القانوني فلن نكون مجبرين به"، مشددا على أن "كل المسؤولين الإسرائيليين ومنهم نتنياهو يعرفون مكمن القوة في لبنان".

ومن جانبه، قال عبدالله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن الاجتماع الثلاثي الامريكي الفرنسي السعودي والذي عقد في نيورك على مستوى وزراء الخارجية حصل بناء على رغبة فرنسا التي أرادت منه بشكل خاص إعطاء دفع معنوي دولي لمبادرتها اتجاه لبنان بعد التراجع الذي سجلته هذه المبادرة لاعتبارات عدة.

وأضاف نعمة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن النكسات المتتالية التي كان اخرها احراق أسماء صديقة لفرنسا طرحت لدخول الحكومة عندما جرى تشكيلها منذ حوالي السنة ويدور الحديث حول وجود تباين في النظرة بين أعضاء الفريق الفرنسي المكلف بمتابعة الملف البناني، لا سيما ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية وهذا ما تتطلع إليه فرنسا والمجتمع الدولي وهو من ضمن المبادرة الفرنسية والتي تلقى دعم سعودي أمريكي للحل في لبنان.

وأشار إلى أن شركة توتال الفرنسية هي من أدوات الحل في لبنان وخاصة أن الولايات المتحدة كلفت فرنسا بالحل في ملف النفط والغاز، خاصة أن الولايات المتحدة قررت أن يكون الغاز من لبنان لأوروبا بدل الغاز الروسي بعد الحرب الأوكرانية وهذا يدل على صفقة كبيرة أولها فرنسا بتكليف من الولايات المتحدة والأدوات المستخدمة توتال وقطر.

وتابع: "هذا جعل أمريكا بالضغط على اسرائيل ليتم الترسيم وبهذه السرعة، وأن توتال كانت قد أعدت تقريرا عن استفادة لبنان 110 مليار دولار شهريا حصته وهي نسبة 70 بالمية ليكون  الباقي لشركة توتال والأمريكيين، وهذا يدل على صفقة مبطنة بين كل القوي المتنازعة في الشرق الأوسط.

وأضاف المحلل السياسي اللبناني، إن الرئيس نبيه بري منذ قليل وقبل دخوله للرئيس ميشال عون قال حول موضوع الترسيم "إن شاء الله قمحة"، وعند خروجه من قصر بعبدا قال "قمحة ونصف" وهذا يعني أن الترسيم قد انجز وهو من ضمن الحل في الشرق الاوسط.