الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ولد الهدى فالكائنات ضياء.. قائلها وهل يجوز وصف النبي بـ كاشف الغمة؟

ولد الهدى فالكائنات
ولد الهدى فالكائنات ضياء

ولد الهدى فالكائنات ضياء .. قصيدة من أشهر ما قيل في مدح النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يكد تمر ذكرى عطرة سواء أكانت الهجرة أم المولد النبوي، وغيرهما إلا وكانت قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي ولد الهدى فالكائنات ضياء حاضرة بيننا.

ولد الهدى فالكائنات ضياء من المدائح العظيمة التي قيلت في خير البرية وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ضمن مئات بل آلاف القصائد والمدائح التي قيلت عبر العصور الإسلامية بداية من شاعر الرسول حسان بن ثابت وصولاً للعصر الحالي.

ولد الهدى فالكائنات ضياء

نظم الشاعر أحمد شوقي قصيدة "ولد الهدى" تمجيدًا لذكرى المولد النبوي، وفيها وصف مولد الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وتحدث عن أخلاقه وصفاته الفضلى التي اتصف بها، حيث يقول أحمد شوقي في قصيدته المكونة من 131 بياتاً في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:

ولد الهدى فالكائنات ضياء .. وفم الزمان تبسم وثناء

الروح والملأ الملائك حوله .. للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي .. والمنتهى والسدرة العصماء

وحديقة الفرقان ضاحكة الربا .. بالترجمان شذية غناء

والوحي يقطر سلسلا من سلسل .. واللوح والقلم الرفيع رواء

نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة .. في اللوح واسم محمد طغراء

اسم الجلالة في بديع حروفه .. ألف هنالك واسم ( طه ) الباء

يا خير من جاء الوجود تحية .. من مرسلين الى الهدى بك جاؤوا

بيت النبين الذي لا يلتقي .. إلا الحنائف فيه والحنفاء

خير الأبوة حازهم لك آدم .. دون الأنام وأحرزت حواء

هل يجوز وصف النبي بـ كاشف الغمة ؟

وقالت دار الإفتاء في فتواها إن وصفُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه (كاشف الغمة) هو وصف شرعيٌّ ثابتٌ في حقه الشريف، وجنابه المنيف صلى الله عليه وآله وسلم عقلًا ونقلًا ولغةً، وبمبنى ذلك ومعناه جاءت نصوص الشريعة عبارة وإشارة، وتصريحًا وتلميحًا في الكتاب والسنة، واتفقت على ذلك الأمة، وأطبق عليه العلماء والأئمة، وتتابع عليه المُدّاح والشعراء، وجرى عليه المصنفون والأدباء في سائر الأمصار والأعصار؛ وذلك حسبما تقتضيه اللغة ومبانيها، وقواعدها ومعانيها.


وتابعت: أما إنكار وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك مع اتهام قائله بالشرك، مع وصف ذلك باللوث والخبث: فهو قول على الله بغير علم، وقائلُ ذلك قد نادى على نفسه بالجهل، مع ما في كلامه من سوء الأدب مع المصطفى الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن التطاول على علماء المسلمين، والتكفير لعموم الموحدين، وسلوك منهج أهل البدع الضالين والخوارج المفسدين، وتعرض لعقوبة رب العالمين، مع ما تسفر عنه هذه الدعوى الباطلة من الجهل باللغة ومعانيها، والتجاهل لأوَّليّات الفهم والإدراك، والهجوم على الأمة بالتكفير والإشراك.

فضل الصلاة على النبي

قال دار الإفتاء، إن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وكل إكثار في الصلاة عليه فهو قليل بالنسبة إلى عظيم حقه ورفيع مقامه عند ربه، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً» رواه الترمذي.

قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) عظيم وثوابها أعظم لا يعد ولا يحصى من الخيرات، لافتا إلى أن المواظبة عليها تريح القلب وتبث الطمأنينة في النفس وتذهب الهم والكرب.

وأضاف وسام، خلال فيديو مسجل له على قناة اليوتيوب، أن بدء الإنسان يومه بالصلاة على النبي ييسر له العسير ويفتح له أبواب الخير والرزق ويضمن له التفاؤل وعدم اليأس، فليحرص كل إنسان على الصلاة على النبي صباح كل يوم ولو لعدة دقائق، مشيرا إلى أن المدة التي يقضيها العبد في الصلاة على الحبيب يكون فيها العبد خادما للحبيب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فليواظب الجميع على ذلك.

كما أخبر المصطفى ﷺ بفضل الصلاة عليه في كثير من الأحاديث، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرا» [رواه مسلم].وسيدنا رسول الله ﷺ ليس في حاجة إلى أن نصلي عليه؛ بل نحن في حاجة إلى أن نصلي عليه ﷺ حتى يكفينا الله همومنا ويجمع علينا خيري الدنيا والآخرة، ويغفر لنا ذنوبنا.

ويجب على المسلم أن يجتهد في الصلاة عليه قدر المستطاع، وإن استطاع أن يجعل ذكره كله في الصلاة على سيدنا النبي ﷺ فهو خير له، والصحابي الجليل أُبَىّ بن كعب رضي الله عنه يقول للنبي ﷺ: (قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت. قال: قلت الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قال: قلت فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تُكْفَى هَمَّك ويُغْفَر لك ذنبُك) (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح).

مفتاح السعادة والفرج

وفي هذا السياق قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى منَّ على المسلمين بأن جعل لهم مفتاحًا للسعادة يلجأون إليه في أحزانهم وأزماتهم وكُرباتهم، فتنفرج الأزمات وتنقشع الكُربات وتتحول الأحزان إلى سلام وطمأنينة لا يعرفها إلا من ذاقها، وهذا المفتاح السحري الذي نتكلم عنه هو "الصلاة على سيدنا النبي ﷺ.

وأوضح جمعة عبر فيس بوك، أنه عند بناء إنسان الحضارة يجب تعليمه هذا المفتاح فيحتفظ به ويستخدمه عنده، وما أحوجنا إلى الصلاة على سيدنا النبي ﷺ في هذا الزمن، فهي مفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة في الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه.

وينبغي علينا أن ندرك أننا نتخلق في هذا بأمر إلهي، بدأ الله تعالى به بنفسه وبملئه الأعلى، حيث قال عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

وأكمل: إنفاق كل مجلس الذكر في الصلاة على سيدنا النبي ﷺ خير عظيم، حث عليه سيدنا النبي ﷺ، ويؤكد هذا المعنى ما رواه أُبَيّ بن كعب كذلك قال: (قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: إذًا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك).