الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلف خطوط العدو.. اللواء أسامة المندوه يروي ملامح خطة العبور لتحرير سيناء

كتاب خلف خطوط العدو
كتاب "خلف خطوط العدو"

في كتابه "خلف خطوط العدو" الصادر عن دار الشروق، يروي اللواء أسامة المندوه يروي ملامح خطة العبور لتحرير سيناء.

وقال:  

️ "إن عملية اقتحام مانع مائي مثل قناة السويس ضد عدو يتمركز في نقط قوية محصنة تحصينًا جيدًا على الجانب الآخر من أصعب العمليات الحربية وأكثرها تعقيدًا، خصوصًا أن عبور المانع المائي تم بواسطة خمس فرق مشاة وعلى مواجهة قدرها 160 كم. 

وكان التخطيط موضوعا على أن الموجة الأولى من قوات العبور تتكون من الأنساق الأولى لكتائب النسق الأول على طول القناة، وكان عليها عبور القناة في قواربها المطاطية والخشبية تحت ستر غلالة من قصفات المدفعية في نقط بعيدة عن النقط الإسرائيلية الحصينة، ثم تتسلق الساتر الرملي الناعم المقام على الشاطئ الشرقي للقناة، وتُلْقَى السلالم إلى الجانب الآخر لكي يسهل بعد ذلك للموجات الأخرى التي ستتبعها من المشاة اجتياز الساتر الرملي.‏

إن المهمة التي كانت مخصصة لقوات الموجة الأولى هي الاندفاع السريع نحو خط النسق الثاني للدفاعات الإسرائيلية مع عدم الانشغال بالنقط الحصينة من حصون خط بارليف المقامة في النسق الأول على الشاطئ الشرقي للقناة. ولكي يمكن نجاح القوات المصرية في هذه المهمة، خصصت عناصر معينة سميت «جماعات اقتناص الدبابات» لمواجهة الدبابات الإسرائيلية الموجودة بدفاعات النسق الثاني، والتي كان من المفترض اندفاعها في اتجاه قناة السويس بمجرد بدء عملية العبور.‏

وكان التخطيط المرسوم يقضي بأن تتجه الموجة الثانية من المشاة بعد عبور القناة نحو اليمين ونحو اليسار في اتجاه النقط الحصينة من خط بارليف لتطويقها واقتحامها، ونظرًا لأنها كانت في حاجة إلى المعاونة بقذائف ناسفة للتحصينات من مدافع الضرب المباشر، اتخذت الترتيبات ضمن خطة المدفعية كي تتولى مدافع الضرب المباشر من مصاطبها على الشاطئ الغربي للقناة معاونة المشاة في اقتحام هذه النقط الحصينة.‏

ونظرًا لتوقع قيام العدو بإشعال سطح مياه القناة بالنابالم السائل من تجهيزات إشعال اللهب المقامة داخل حصون خط بارليف، فقد أرسلت جماعات من أفراد الصاعقة والمهندسين المصريين يوم ٥ أكتوبر لقص الخراطيم التي كان مفروضًا طبقَا لخطة العدو أن تحمل كميات هائلة من النابالم وتلقيها في القناة لكي تشتعل بالنار عند الإحساس ببدء العبور.‏

‫ كان هذا هو جوهر فكرة خطة العبور لتحرير سيناء، التي نفذها الرجال بجسارة منقطعة النظير".