الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توقيع ومناقشة المجموعة القصصية «شر البلية» بالمنتدى الثقافي المصري

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

تُقام في السادسة من مساء الأربعاء القادم بالمنتدى الثقافي المصري، احتفالية لتوقيع ومناقشة المجموعة القصصية «شر البلية» للكاتب د. سيد عمارة الصادرة مؤخرًا عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، في احتفالية يحضرها نخبة من الكتاب والمثقفين ورواد المنتدى.

والمجموعة القصصية تقع في 114 صفحة من القطع المتوسط، تضم عشرين قصة قصيرة، من بين عناوينها: «الترحيلة، الأسطى محمود، رجولة كلب، يوم الجمعة، زهرة الجبل، أغسطس، الحاج حسني، همزات شيطانية، الذئب، وشر البلية، الخريطة، بقايا، الهارب، المعطف الأزرق».

وتنتقي قصص المجموعة موضوعاتها من الواقع بكل صوره وأشكاله، لكنها تركز بتحديد مميزـ على فكرة "الألم" التي يُنتجها من خلال وطأته الثقيلة على الشخصيات، في مقابل رضا الشخصيات به باعتباره مصيرٌا لا يمكن الإفلات منه، بل ومن الممكن أنه يحمل أملا خفيا لا يمل من دفع الشخصيات إلى تَقَبُّل أقدارهم في الحياة، وكأنهما (الألم والرضا) لقطتان مُكبرتان تقتسمان الشاشة بالعدل،  فعُمال "الترحيلة" الذين يلسعهم البرد والجوع والسُخرة والظلام، ويحوطهم الفقر من كل جانب، ويفترشون الشوارع المظلمة في الليل لتوفير القليل من المال، يُهنئون بعضهم آخر كل يوم، وكأنهم منتصرون يرفعون رايات النصر، و"الأسطى محمود" الذي فقد رجليه أثناء عمله بالورشة، ووخزتْ روحه كلمات "الغُلب" التي خرجتْ من فم زوجته في لحظة يأس، ودفعته إلى ترك البيت وشارع "الناصرية" بلا نية في العودة، رغم الظلام والبرد والمطر، ينسى كل ذلك بمجرد سماع بكاء الطفلة، ولا يكتفي بتقديم المساعدة لأسرتها فقط، بل ويقرر العودة مرة أخرى إلى البيت والورشة وحضن زوجته، وكأنه مدفوع بأمل من المستحيل أن ينضب مهما بلغتْ قسوة الحياة.

أما صور الواقع التي لا تخلو من السخرية المريرة، غير المبررة في أحيان كثيرة، فقد تجلتْ عند "سامي العجلاتي" عندما اعتلى منبر المسجد في صلاة الجمعة، حاملا مجلات تحمل صورا خليعة، وخاليا من أي دافع يمكن أن يُخرج منه ولو بضع كلمات يستطيع الناس أن يستفيدوا منها، ثم يلوز بالفرار عقب انتهاء الصلاة وسط "زفة" الأطفال، واستغراب المصلين.

ولأن الواقع لا يسمح بقول كل شيء، فإنه كثيرا ما يلجأ إلى الرمز لتمرير رسالاته التي تأبى الرضوخ إلى الصمت، وهو ما اتضح جليا في قصة "رجولة كلب" حين استشعر صاحب البيت وظله وكلبه قدوم الجنود الغُزاة لاحتلال البيت، ونهب محتوياته، وفي الوقت الذي يختفي فيه الظل بمجرد قدوم المحتلين، ويولي الرجل وجهه خوفا جهة سور الحديقة، متغافلا عن الغزو والنهب والقتل واغتصاب ابنته الوحيدة، يختار الكلب الصغير المقاومة، ولا يكل من نهش أقدام الغُزاة، رغم يقينه بأنه سيُهزم ويموت في نهاية الأمر، ومن خلال كل ذلك تصل رسالة قائد الجنود المحتلين جلية وواضحة، وهو يرى زُعر صاحب البيت الذي بال على نفسه، "لا أعتقد أننا بحاجة إلى السلاح بعد اليوم، لغزو هؤلاء الجرذان، يبدو أنها بالفعل نزهة خلوية".