أرضنا غنية بالكنوز.. ماذا بعد مصنع الرمال السوداء؟ ثروة تعدينية جبارة

خطوة عظيمة اتخذتها مصر في سبيل تطوير قطاعها التعديني ورفع مساهمته في الاقتصاد القومي خاصة امتلاكنا ثروات كثيرة ودفينة في مختلف المجالات، ومنذ تولي الرئيس السيسي المسئولية حرص على تحقيق الاستغلال الصحيح لكنوز مصر، وفي مقدمتها الرمال السوداء، والتي كان يتم استخدامها في السابق للبناء.

الشركة المصرية للرمال السوداء

ومؤخرا تحول مشروع الرمال السوداء من مجرد أمنيات إلى مشروع حقيقي على أرض الواقع، حيث أنشأت الدولة “الشركة المصرية للرمال السوداء” لتعظيم الاستفادة الاقتصادية، عبر الالتزام بمعايير السلامة البيئية والصحية عالميا، وتحقيق القيمة المضافة للرمال السوداء.

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ بحضور عدد من قيادات الدولة.

ثروات مصر المدفونة.. كنوز نمتلكها غير الرمال السوداء توفر دخلا بالمليارات

محافظ كفر الشيخ: اليوم هو عيد ميلاد مصانع الرمال السوداء

مصنع الرمال السوداء هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، معتبرا إياه إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة، مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.

فتح شهية المستثمرين

وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسن بخيت، رئيس المجلس الاستشاري العربي للتعدين، إن جذب الاستثمار يتركز في تحديد عناصر الجذب، وهي معلومات عن المشروع وعن نموذج ناجح.

وأضاف بخيت، الذي حل ضيفاً على موقع "صدى البلد"، أن هذا المشروع جعل الكثير يسأل: لماذا أول مرة نسمع الاستفادة الاقتصادية الكبرى للرمال السوداء؟ولماذا الاهتمام جاء متأخرا؟ لأن هناك مشاريع أخرى بنفس النظام منذ 50 عاما ومدفونة، فهذا تقصير من جهات كثيرة لأن دراسة الجدوى موجودة ولم يتم التنفيذ كما قال الرئيس.

4 مليارات جنيه تكلفة

وتابع: “على سبيل المثال المشروع كلف 4 مليارات جنيه، وكان ساعتها لم يوجد أحد وافق على هذه الميزانية، لذلك القطاع الخاص ساعتها قلق من دخول في هذا المشروع، ولكن الآن افتتاح المشروع فتح شهية المستثمرين”.

وأوضح أن سبب التأخير في المشروع أنه كان هناك إحجام من الدولة أن تجازف برأس مالها في هذا الموضوع بدون أن تتأكد من أنه سيكون هناك عائد اقتصادي، الدولة شجعت نفسها وأقدمت وصرفت لتكون نموذجا يحتذى به في المستقبل.

خامات مهمة غير مكشوف عنها

وأكد أنه يوجد خامات بالفعل غير مكشوف عنها مثل "الحجر الرملي النقي" وهذا الخام العالم يتنافس عليه لأن به 35 صناعة من ضمنها صناعة الأغذية والصناعات الطبية، فهذا كنز لا يقل عن الذهب الأصفر، فهو استراتيجي لامتلاك مصر كميات هائلة منه.

وأشار إلى أن الرمال البيضاء والنحاس والرصاص والزنك والرخام والجرانيت والذهب لا تقل أهمية عن الرمال السوداء، ففي الحقيقة مصر دولة غنية، وخزائن الأرض موجودة في مصر، وخطوة إيجابية أن يتم يتنفيذ مشروع، وتأخره 70 سنه ليس لعيب في الخامة، بل في التنفيذ.

واستطرد: “ولا أحد ينكر أن ما حدث نقلة كبيرة لمشروعات التعدين، خاصة تعدين الذهب الأسود”، لافتا إلى أن هذا المشروع من أكبر المشروعات محليا وعلى مستوى الوطن العربى "قيمة مضافة للرمال السوداء"، فبالتالي المشروع سيحقق استفادة هائلة من المعادن الاستراتيجية في التصدير وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل فاتورة الاستيراد.

ونوه إلى أن مشروع مصنع الرمال السوداء بداية لتكرار مثل هذا المشروع فى أماكن أخرى واعدة، وكذلك اكتساب الخبرات الوطنية فى هذا المشروع والاستفادة منها فى تنفيذ مشروعات أخرى.

الرئيس يفتتح مصنع الرمال السوداء 

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، الأربعاء، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ. 

وعلق الرئيس السيسى، على كلمة الدكتور حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية، قائلا: "عاوزين نوضح للناس فى مصر، نعرف الحكاية دي بدأت إمتى كتاريخ لفهم واكتشاف الموضوع ده فى مصر، يعنى عاوز أقول كان من 80 و90 سنة، وعاوز أقول لما اتكلمنا فى الموضوع ده من 5 سنين محدش كتير شجعنا كفكرة". 

وأضاف الرئيس السيسى: "دراسات الجدوى للمشروع خدت 3 سنين ومين هيدفع تمن حاجة زى كده، بقول الكلام ده للمصريين بعد ما عملنا الفكرة دى وخدنا المسار ده.. اشرح للناس يا دكتور حامد، اشرح للناس علشان يفهموا الموضوع ده أكثر، يمكن الناس أول مرة تسمع حاجة عن الرمال السوداء".

مشروع الرمال السوداء أبلغ رد على المشككين..الدولة المصرية تعمل على استثمار مواردها

لا مثيل لها..نائب رئيس هيئة الثروة المعدنية الأسبق يعلق على الرمال السوداء

واستكمل الرئيس السيسي: "لما كنا بنعمل المشروع بتاع الرمال السوداء ده سألت سؤال حجم الاحتياطات اللى موجودة هنا تكفى قد إيه وحجم الطلب العالمي عليه قد إيه، هل فيه فرصة لمشروع و2 و3، الطلب هو اللى بيتحدد، وبقول وبسمع للقطاع الخاص من أول المشروع ده  متاح للقطاع الخاص الدخول فيه اللى عاوز يتفضل وده بقوله فى كل مشروع يتم افتتاحه، حد يقولى مش قلت له من الأول.. الفرصة دى كانت موجودة على مدار 40 و50 سنة".

وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، القطاع الخاص بالمشاركة فى مشروع الرمال السوداء قائلا: "القطاع الخاص والشركات اللى ابتدت تشتغل فيه تقدر تعمل كام مصنع ومجمع زى ده؟ بتتكلم الكيلو بياخد سنة انت بتتكلم فى 400 كيلو من الاحتياطيات.. فرضا لو فيه شركة واحدة تقدر تشتغل 400 سنة طيب لو 10 شركات؟ طيب فيه فرصة للشركات تدخل فى الموضوع ده على ضوء المؤكد".