EN 
في معظم أنحاء العالم، تكون الذئاب السوداء غائبة أو نادرة جداً، ومع ذلك فهي شائعة في أمريكا الشمالية ببعض المناطق، وتغيب في مناطق أخرى.
وتساءل العلماء منذ سنوات عديدة عن السبب في ذلك، غير أن باحثين من جامعة أكسفورد ومتنزه يلوستون الوطني بولاية بنسلفانيا الأمريكية، يزعمون أنهم وصلوا أخيراً إلى حل هذا اللغز، ونشروا نتائج ما توصلوا له أمس في دورية «ساينس».
ويتم تحديد لون معطف الذئاب بواسطة جين يسمى «CPD103»، واعتماداً على نوع الجين الذي يمتلكه الذئب، يمكن أن يكون معطفه أسود أو رمادياً.
وافترض الباحثون أن هذا الجين يلعب أيضاً دوراً في الحماية من أمراض الجهاز التنفسي مثل فيروس سَل الكلاب (CDV)، وذلك لأن منطقة الحمض النووي التي تحتوي على الجين تشفر أيضاً لبروتين يلعب دوراً في الدفاع ضد الالتهابات في رئتي الثدييات. وتوقعوا أن وجود معطف أسود سيرتبط بقدرة الذئاب على النجاة من الإصابة بفيروس سل الكلاب.
ولاختبار هذه الفكرة، قاموا بتحليل 12 ذئباً من أمريكا الشمالية، لفحص ما إذا كان احتمال أن يكون الذئب أسود قد تم التنبؤ به من خلال وجود الأجسام المضادة للفيروس، فإذا كان الذئب لديه أجسام مضادة، فهذا يعني أنه قد أصيب بـالفيروس في الماضي ونجا.
ووجدوا أن الذئاب التي تحمل الأجسام المضادة للفيروس، كانت على الأرجح سوداء أكثر من الرمادية. كما وجدوا أيضاً أن الذئاب السوداء كانت أكثر شيوعاً في المناطق التي حدث فيها تفشٍ للفيروس.
وقام الباحثون بتحليل بيانات تزيد قيمتها عن 20 عاماً من أعداد الذئاب في متنزه يلوستون الوطني بأمريكا. ووجدوا أن الذئاب السوداء كانت أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة عند تفشي الفيروس مقارنة بالذئاب الرمادية، ودفعتهم هذه النتائج إلى افتراض أنه في المناطق التي يحدث فيها تفشي مرض السُل، يجب على الذئاب اختيار زملائها من لون المعطف المعاكس لزيادة فرصة أن يكون لأشبالها معاطف سوداء.
واستخدم الباحثون نموذجاً رياضياً بسيطاً لاختبار هذه الفكرة، ومن المثير للاهتمام، أن التنبؤات من نموذجهم تطابقت عن كثب مع الملاحظات التي تشير إلى أن الذئاب السوداء والرمادية كان من المرجح أن تتزاوج في المناطق التي يكون فيها تفشي الفيروس شائعاً، ويتم فقدان هذه الميزة التنافسية في المناطق التي لا يحدث فيها تفشٍ للفيروس.
وتتوافق هذه النتائج مع فكرة أن تواتر تفشي فيروس السل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية هو المسؤول عن انتشار الذئاب السوداء، لأن امتلاك الجين الخاص بطبقة سوداء قد يوفر أيضاً الحماية من الفيروس.
