بالفيديو والصور.. تحديات البرلمان الجديد وتحالفاته

أكد د.عمرو حمزاوي النائب بمجلس الشعب الجديد أن البرلمان له شرعية استمدها من نزاهة الانتخابات والمشاركة الشعبية، مشيرا إلي أن التحدي الثاني الذي يواجهه البرلمان توفير مستوى ثان من الشرعية بالتلاحم مع الشارع بشقّيْه الثوري والآخر المهموم بتماسك مؤسسات الدولة حتى تتحقق شرعية الإنجاز التي تُنتج القبول الشعبي، ولن تتوفر هذه إلّا بتجاوز التحدّي الزمني بسرعة إنجازمطالب الشعب ، متمنياً أن يثبت البرلمان منذ اللحظة الأولى أنه بقدر المسئولية .
وأضاف أن خلق اتجاه "وسط" حقيقي داخل البرلمان من أكبرالتحديات التي تواجهه، حتى لا يكون هناك تعثر مستمر داخل البرلمان، مؤكداً أهمية القدرة على جعل كل شيء داخل البرلمان معلناً شفافاً للرأي العام .
كما أشار حمزاوي إلي أن مجموعة المستقلين داخل المجلس ليس لهم أهمية كبيرة حيث لا يمتلكون كتلة تصويتية كبيرة و بالتالي لا تسمح لهم استقلاليتهم بتحريك القرارات بما يتوافق مع رؤيتهم ، وكل ما يستطيعون فعله هو الحفاظ على العلاقة المتلاحمة مع مطالب الثورة المشروعة، مؤكدًا أن البرلمان لا يلغي الاعتصامات و لكن يتلاحم مع كل قوى الشارع .
وفي عرض لأهم قضايا البرلمان الفترة القادمة، أكد قال أن أهمها بذل السعي في إعادة الدولة المدنية و إخراج المؤسسة العسكرية من الحكم وليس من معادلة الدولة ، لا فتاً أنه لن يقبل بدستور يعطي وضعاً خاصاً للعسكريين في المادة 9، 10 من وثيقة الدكتور علي السلمي ، وهو لا يعني العلنية لأن البرلمان به لجان سرية تناقش قضايا الأمن القومي ، و ربما هذه القضية تفرض تحالفاً إسلامي ليبرالي للاتفاق في الهدف .
واعتبر قضية الدفاع عن حقوق المواطنة التي تحتويها الأجندة التشريعية و إن لم يحتويها الدستور ، حيث لن يختلف الدستور كثيراً عن دستور 1971، مضيفا أن العدالة الاجتماعية و ترجمة الهم الاجتماعي مطروح من الآن بالحوار حول التصالح مع رجال الأعمال و فتح ملف الخصخصة و قضايا الحد الأدنى و الأعلى و المعاشات، كلها مطروحة من الآن ، إلى جانب تطهير و إصلاح جهاز الدولة والسعي إلى اللامركزية في لحكم المحلي.
جاء ذلك خلال اللقاء الأول من سلسلة مناقشات الدائرة المستديرة للإعلاميين بإشراف الجامعة الأمريكية بالقاهرة تحت عنوان "البرلمان الأول بعد الثورة .. الآفاق و التحديات و التحالفات الإستراتيجية"والتي عقدت ظهر أمس.
حضر اللقاء الدكتورة رباب المهدي مدرس العلوم السياسية بالجامعة ، و الدكتور سامر سليمان أستاذ الاقتصاد السياسي و العضو المؤسس في لجنة تسيير الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، و الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ الإدارة و السياسات العامة بالجامعة و عضو مجلس الشعب المنتخب و أدارت الحوار راندا أبو العزم مدير مكتب العربية بالقاهرة و خريجة الجامعة .
وعرض خلال اللقاء الدكتور سامر رؤيته حول أهم تحديات البرلمان و رأى أن استيعاب مشاكل الشعب غير الممثل بصورة كافية داخل البرلمان هو التحدي الأكبر حيث البرلمان به عوار اجتماعي شديد و غير عاكس للمرأة و الأقباط و الاتجاهات الليبرالي و اليساري ، و أكد على أنه برغم أن التحالف بين الحرية و العدالة و النور قد يكون مستبعداً الآن إلا أن القضايا المستقبلية هي التي ستفرض تحالفات بعينها .
و أشار إلى أن قدرة البرلمان على التوافق بشأن حكومة ائتلافية بشرعية الضغط الشعبي ستكون مخرجاً من مأزق تسليم السلطة في 25 يناير ، لافتاً إلى أن الكرة هنا في ملعب الإسلاميين .
في حين رأت الدكتورة رباب المهدي أن البرلمان لا بد له أن يكون انعكاسا لشعارات الثورة بتطبيقها عملياً ، ويتحمل عبء إخراج المؤسسة العسكرية من السياسة و رسم مسار واضح لنقل السلطة ،لاسيما أنها متجذرة بشكل خطير و إخراجها سيكون تحدّي .
و أكدت المهدي أن التحالفات في البرلمان ستكون متغيرة طوال الوقت حيث دخل الشعب طرفاً ثالثاً في اللعبة إلى جانب المنظومة الحاكمة و قوى البرلمان السياسية .