الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاشت إيدك.. رئيس الوزراء العراقي يتصدر تويتر بعد قراراته التاريخية اليوم

محمد شياع السوداني
محمد شياع السوداني

"شرائح كثيرة من الشعب كانت تنتظر هذه القرارات الهامة والتي تأخرت بفعل الحكومة السابقة" .. هكذا عبر بحر محمد أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن التصريحات والقرارات الهامة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني اليوم الثلاثاء.

 

وعقب المؤتمر الصحفي للسوداني الذي عقده مساء اليوم، عبر الكثير من العراقيين عن ترحيبهم بتلك القرارات، والتي اعتبروها خطوة هامة في إطار إيجاد أرضية شعبية لتلك الحكومة التي ولدت في ظروف استثنائية شهدها العراق خلال الأشهر الماضية كادت أن تصل إلى الحرب الأهلية. 


وحملت تصريحات رئيس الوزراء العراقي العديد من قرارات والتوجهات الهامة سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي، وكذلك الإقليمي، وهي التصريحات التي تأتي عقب أقل من أسبوع من انتخابه من قبل مجلس النواب العراقي.


قرارات شعبية

وفي إطار البحث عن قاعدة شعبية لحكومته أعلن السوداني، الموافقة على تعيين الخريجين الأوائل وحملة الشهادات العليا، موضحا أن مجلس الخدمة الاتحادي بالعراق سيتولى تعيين حملة الشهادات العليا والأوائل الذين يتجاوز عددهم الـ 74 ألفا، وهو ما يعد أكبر خطوة تعيينات داخل العراق منذ فترة كبيرة.

 

كشف رئيس الوزراء العراقي، عن سعي الحكومة إصدار قرارات لدعم المنتج المحلي والفئات الفقيرة، مؤكدا أن قرار إلغاء الأوامر الديوانية لحكومة تصريف الأعمال جاء التزاما بقرارات المحكمة الاتحادية، ولفت إلى أن محاربة الفساد تحتاج لقرارات حقيقية غير تقليدية.

 

وفي الملف الصحي أكد السوداني "سنذهب باتجاه تنفيذ قانون الضمان الصحي وسنتفق مع شركات متخصصة على تشغيل المستشفيات وفق أنظمتها مع إكمال المشاريع المتلكئة في القطاع الصحي".


وفي الشأن الزراعي قال السوداني إن "الخطة الزراعية للموسم الشتوي متأخرة بسبب فترة ما قبل انتخاب الحكومة الجديدة وتم اليوم بجلسة مجلس الوزراء إقرار توصيات اللجنة المعنية بإعداد الخطة الزراعية الشتوية والخطة الشتوية ستكون بحدود خمسة ملايين وخمسمائة ألف دونم".


وأعلن رئيس الوزراء المصادقة على توصيات تعويض الفلاحين المتضررين من عدم زراعة محصول الشلب مشيراً إلى أن "الحكومة ستلتزم بتأمين كافة مستلزمات الفلاحين".

 

دور إقليمي .. مفاوضات السعودية وإيران وحوار التحالف

وخلال المؤتمر صرح رئيس الحكومة العراقية، أنه من مصلحة بلاده دعم استمرار سير المفاوضات بين إيران والسعودية في بغداد، وقال "نريد تحقيق الإستقرار في المنطقة ونستمر بالمسارات السابقة في موضوع المفاوضات الإيرانية السعودية وتلقينا إشارات إيجابية من جميع الأطراف بشأن هذه المفاوضات ووفق لقاء رسمي عالي المستوى".


وأضاف" بشكل عام توجه الحكومة العراقية الحالية بأن يكون للعراق دور حقيقي وريادي بالمنطقة ونقطة لالتقاء مصالح دول المنطقة لتحقيق الاستقرار".


وفيما يخص ملف تواجد التحالف الدولي في العراق قال السوداني إن الحكومة ستشرع باستكمال الحوار مع التحالف الدولي حول أعداد المستشارين ومهامه في التدريب والمشورة .


خطة عمل بخريطة زمنية 
وعن خطة عمل الحكومة، أوضح رئيس الوزراء العراقي أن رؤية الحكومة في عملها للمرحلة المقبلة سيتم وفقا لخطة زمنية، تتضمن ثلاثة أسابيع للوزارات لإعداد البرنامج الحكومي وستكون هناك لجنة تنسق مع الوزارات في مسألة كتابة البرنامج. 


وأضاف، أن الأسبوع الرابع سيناقش البرنامج الحكومي وإقراره في مجلس الوزراء وسيكون هناك تقييم للوزارات والمحافظات، وتحديد أهداف وبرامج وفق أولويات المنهاج الوزاري، لافتاً إلى أننا "في الحكومة سنذهب في البرنامج الحكومي إلى الأولويات وهي معالجة الفقر والبطالة ومكافحة الفساد والإصلاحات الاقتصادية وتقديم الخدمات".

 

المعركة الكبرى ... ملف شبكات الفساد 

وتعد المعركة الكبرى للسوداني داخل العراق هو اقتحام وتفكيك ملف شبكات الفساد داخل العراق، وهو الملف الأكثر خطورة وتعقيدا في البلاد، استكمالا لمهمة سلفه مصطفى الكاظمي الذي واجه صراعات بين القوى السياسية على مدار العام الماضي.

وبعد انتخابه لمنصب رئيس الوزراء قام السوداني بزيارة إلى هيئة النزاهة العراقية، أكد خلالها أنه "لا توجد خطوط حمراء أمام أي ملف فساد مرتبط بجهة سياسية أو أي شخصية"، معلنا عزم الحكومة تشكيل فريق داعم لهيئة النزاهة، على ألا يقتصر الأمر على زج الفاسدين في السجون، بل "يتعدى ذلك إلى إجراءات للحد من الفساد، وزرع ثقافة عفة اليد والحفاظ على المال العام".

 

ووفق سياسيين ومحللين عراقيين تحدثوا للعديد من القنوات والمواقع المهتمة بالشأن العراقي، فإن من أشد التحديات التي تواجه السوداني أن أعضاء بالكتل السياسية التي رشحته للمنصب متورطون في الفساد، إلا أنهم يتفاءلون بأن الدعم الشعبي الذي يلقاه قد يساعده في تجاوز العقبات، وترتبط هذه الكتل بميليشيات يوجه لها الكثير من العراقيين اتهامات بصنع شبكات الفساد منذ عام 2003.

 

#عاشت_إيك يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي 
وقد لاقت قرارات السوداني ترحيبا كبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي، وانتشرت تحت هاشتاج #عاشت_إيدك، وصاحب ذلك إشادات من رواد صفحات التواصل، خصوصا في منطقة الخليج، وتصدر الهاشتاج المرتبة الثانية، ضمن أكثر الهاشتاجات تداولا داخل دولة الأمارات العربية.


وكتب أحد المعلقين "عشرات الآلاف من العوائل العراقية دخل الفرح في بيوتها الليلة بقرار تعيين الشهادات العليا و جميع الخريجين الاوائل"


https://twitter.com/20yahia1920/status/1587510894396948483
فيما كتب آخر "خطوة موفقة من رئيس الوزراء باقالة رؤوس الفساد"

https://twitter.com/AlnaylyRwyd/status/1587517213220773891

وفي مقارنة مع رؤساء الحكومات السابقة كتب أحد المدونين "العراقيون اهل خير ويستاهلون شخص يحبهم مثل محمد شياع السوداني ويفرح قلوبهم وقلوب اهلهم الي تعبوا علبهم ، وليس شخص يكرهم ويرفع الدولار ويوقف التعيينات مثل الكاظمي الشعبوثي"
https://twitter.com/Dr81689875/status/1587512253145927682


من هو السوداني؟

ولد السوداني، رئيس الوزراء المكلف، في مدينة بغداد عام 1970 متزوج ولديه 4 أبناء، وحاصل على درجات علمية عدة منها البكالوريوس من كلية الزراعة بجامعة بغداد عام 1992 والماجستير في إدارة المشاريع عام 1997.
وبدأ السوداني مسيرته السياسية منذ سنوات طويلة بانضمامه إلى حزب الدعوة/ تنظيم الداخل، وشارك مع الأحزاب الشيعية في الهجوم على مقار المؤسسات الحكومية والسيطرة عليها قبل أن تستعيدها السلطات عام 1991.

 

وبعد إسقاط الولايات المتحدة الأمريكية نظام الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003، شغل السوداني العديد من المناصب الحكومية المهمة، واُنتخب السوداني لعضوية مجلس محافظة ميسان (جنوب) عن قائمة حزب الدعوة الإسلامية عام 2005 و2009، حتى تولى منصب المحافظ في أبريل من العام نفسه.

 

وحصل على عضوية مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، لثلاث فترات متتالية، ليصبح بعدها وزيرا لحقوق الإنسان في حكومة المالكي الثانية عام 2010، وفي عام 2018، انتقل السوداني إلى منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، كما تولى لفترة محدودة مهام منصب وزير الهجرة والمهجرين.

وأسس السوداني (تيار الفراتين) بعد إعلان استقالته من حزب الدعوة، ولدى التيار ثلاث مقاعد من أصل 329 في مجلس النواب الحالي.