الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

للمشاركة في ملتقى البحرين للتعايش الإنساني.. بابا الفاتيكان يصل المنامة

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

وصل بابا الفاتيكان فرانسيس إلى العاصمة البحرينية المنامة في أول زيارة من نوعها للمشاركة في "ملتقى البحرين للتعايش الإنساني" الذي تستضيفه البحرين على مدى يومين ويشارك فيه أيضاً شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

ورصدت صحيفة البلاد البحرينية في مقطع فيديو لها لحظة استقبال الملك حمد بن عيسي العاهل البحريني بابا الفاتيكان.

وكان  افتتح الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص للملك ، اليوم بمركز عيسى الثقافي، أعمال ملتقى البحرين للحوار (الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني)، الذي يقام على مدى يومين، بتنظيم من مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ومجلس حكماء المسلمين والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وبمشاركة عدد من أبرز الشخصيات الفكرية البارزة وممثلي الأديان من مختلف دول العالم.

وانطلقت أعمال الملتقى بعزف السلام الملكي، ثم تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم ألقى  الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كلمة نقل خلالها تحيات  الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد و الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، للمشاركين في الملتقى، وتمنياتهما لهم بالتوفيق والنجاح.

وتقدم بالنيابة عن جميع المشاركين بعظيم الشكر للملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم على هذه المبادرة الكريمة، والتي من شأنها أن تدعم قيم الخير والتعايش للعالم أجمع من أمن وسلام ومحبة ووئام.

وأعلن عن تفضل  الملك بإنشاء جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي تأكيداً على أهمية الحوار والتفاهم والتعاون المشترك بين الدول، ودعماً من جلالته لكافة جهود الخير والسلام والتقارب بين كل البشر دون تمييز، وهو ما دعت إليه الأديان السماوية وتنظمه القوانين الدولية من أجل رفعة الأمم والشعوب.

وأعرب  الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة عن ترحيبه بمشاركة  الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين وقداسة البابا فرانسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية، مقدرًا جهود مجلس حكماء المسلمين والفاتيكان ومشاركتهما في تنظيم هذا الملتقى الكبير، سائلا الله عز وجل أن يأخذ بأيدي الجميع للإسهام في خدمة الإنسانية من خلال  حوارات رصينة تكرس التعايش وثقافته وأسسه في التعاطي حول العالم، وتجعله رسالة حقيقية تتبناها الحكومات والمنظمات والشعوب.

وأكد أن مملكة البحرين حظيت بجغرافيا متميزة وموقع استراتيجي مهم، حيث كانت عبر العصور ملتقى حضاريًا لمختلف الحضارات القديمة ومركزًا حيويا لخطوط التجارة والملاحة، مما جعل أهلها منفتحين على التعاطي البناء مع مختلف الأديان والمذاهب والمعتقدات والأفكار والثقافات والحضارات.

وأشار أن الشواهد الحضارية تبرز كشاهد على تلك الصورة الناصعة، التي يتجاور فيها المسجد والمأتم والكنيسة والكنيس والمعبد ، ويمارس فيها كل فرد أو جماعة عباداتهم وطقوسهم العبادية بكل حرية وأمان، وبذلك تجذَّرت قيمة التعايش باعتبارها جزءًا من الثوابت الأصيلة للإنسان البحريني، ومرتكزًا رئيسيًّا للتعاطي العام والعمل الوطني والاجتماعي.

وشدد على أن العمق الحضاري للبحرين، والتاريخ الإنساني فيها، هما من أهم مقومات التعايش فيها، مشيرا إلى عاملين أساسيين لإشاعة التعايش وديمومته ورسوخه في المجتمعات، أولهما احترام الخصوصيات الدينية والمذهبية؛ إذ إن احترامها يجعل البلدان والدول مستوعبةً للتعددية فيها، بل إنها تجعل من التعددية عاملًا حضاريًّا للبناء والتنمية، وهو ما حرصت على ترسيخه بلادنا منذ زمن بعيد.

ونوه  الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة إلى أن ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين وقوانيننا الوطنية تصون هذه الخصوصية، وتؤكد عليها، وقد حرصت البحرين على جعل تشريعاتها وأنظمتها متوائمة مع هذا التنوع، ففي قضايا الأحوال الشخصية أو الأحكام الأسرية مثلاً؛ يتحاكم كلُّ فردٍ بحسب دينه ومذهبه، وكذلك الحال فيما يتعلق بالأوقاف الإسلامية.