الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإيمان والحب.. ديفيد بيكهام يكشف سر نجاح أي لاعب

بيكهام
بيكهام

يُعد ديفيد بيكهام لاعب ريال مدريد ومانشستر يونايتد السابق، أسطورة من أساطير كرة القدم العالمية حيث قدم الكثير للساحرة المستديرة وحاز على حب وتقدير جماهير الكرة في العالم كله. 

أجرى ديفيد بيكهام حوارا صحفيا جاء كالتالي:

لعبت في جميع أنحاء العالم وتمتلك الآن ناديك الخاص الأمر الذي يضيف دوراً جديداً لك في عالم كرة القدم.. كيف ترى مساهمة هذا الدور في رد الجميل للمجتمع؟

لطالما رغبتُ في رد الجميل لمجتمع كرة القدم للهواة، لأنها أعطتني الكثير. أُدرك مدى أهمية كرة القدم بالنسبة للأطفال والفتيان، وأدرك كم هو مهمٌ بالنسبة للعائلات والأهالي منح أطفالهم الفرصة للعب كرة القدم على المستوى الاحترافي. ليس هذا فحسب، تجمع كرة القدم الأهالي مع أطفالهم وليس فقط اللاعبين ببعضهم البعض ضمن الفريق. 

لذا، فإن كرة القدم للهواة مهمة للغاية، وقد اختبرتُ ذلك على مر السنين مع الأكاديميات. لقد كان من أهم الأشياء بالنسبة لي في ميامي هو تأسيس الأكاديمية لأنني أعرف مدى أهمية منح الأطفال والشباب والفتيات، الفرصة للعب في مكان آمن أولاً، وثانياً، الحصول على التدريب على أيدي مدربين محترفين، وثالثاً، الحصول على فرصة الاستمتاع والشعور بالانتماء إلى مجتمع كرة القدم، وهذا بالنسبة لي هو أهم شيء.

 

نراك تشاهد من جانب الملعب أولادك الثلاثة وهم يلعبون كرة القدم للهواة.. كيف أثرت هذه التجربة عليك كوالد في مشاركتك بهذه السلسلة؟

كوني جزءاً من هذه السلسلة بعث في داخلي تلك المشاعر التي ربما شعر بها أبي وأمي. إن الوقوف على طرف الملعب ومشاهدة الأمهات يهتفن ويشجعن بصوتٍ أعلى من الآباء من أجل أولادهن ضد الأولاد الآخرين في الفريق المنافس أعادني إلى الهدف الأساسي الذي يقوم عليه دوري هواة إيكو "Echo League" وكرة القدم للهواة ودوري يوم الأحد. 

أجريت العديد من جلسات التصوير والمباريات في مواقع بشرق لندن حيث ولدت وتدربت ولمع اسمك. كيف تبدو العودة إلى كرة القدم للهواة؟ هل أعاد لك ذلك الكثير من الذكريات الشخصية؟

العودة إلى شرق لندن دائماً ما تكون مميزة بالنسبة لي، لكن العودة مع الفتيان والعودة إلى هذا الدوري بالتحديد كان لها وقعٌ خاص عليّ. لقد انتابني شعورٌ مذهل عندما قمنا بتصوير هذا المسلسل في المكان الذي نشأت فيه كطفل وتدربت على كرة القدم.


كيف كانت تجربة العمل مع اللاعبين بالنسبة لك وما مدى قدرتك على الارتباط بهم؟

لأكون صادقاً، كان العمل مع هؤلاء الفتيان متعةً حقيقيةً. عندما بدأت معهم في اليوم الأول لم يرغبوا في الاستماع ويعبثون في بعض الأحيان، لكن تركيزهم تغير بسرعة كبيرة. أعمل مع الشباب، ومعظمهم من شرق لندن ويعيشون في شرق لندن المكان الذي نشأت فيه، لذا بدأنا العمل واندمجنا بسرعة كبيرة وبطريقة جيدة، وكان ذلك أمراً مميزاً بالنسبة لي.

 

هل هناك لحظة كنت تشعر فيها بالفخر أكثر من رؤية كيف تطور وتقدم هؤلاء الفتيان؟ حدثنا أيضاً عن التغيير الذي لاحظته فيهم وتفانيهم وتركيزهم؟ 

هذا سؤال صعب لا يمكن الإجابة عنه، فهو أشبه بأن تسألني أيٌ من أبنائك تحب أكثر. كانت هناك الكثير من اللحظات الرائعة خلال هذا المسلسل، ولكني أعتقد أن أفضل إنجاز يمكنني تحديده هو رؤية شخصيات الفتيان تتغير ومعرفتهم تزداد بالطريقة التي يريدون التعلم والاستماع فيها. في اليوم الأول لم يرغبوا في الاستماع كثيراً، لكن في اليوم العاشر كان الأمر مختلفاً تماماً، وفي اليوم العشرين أيضاَ.. فقد أحب الفتيان لعب كرة القدم. 

ما شعورك بأن تكون جزءاً من هذا المشروع وما سبب أهميته بالنسبة لك؟

لقد كانت تجربة المشاركة في هذا العمل رائعة جداً، واستمتعت كثيراً بالتواجد مع اللاعبين اليافعين والفريق والأهالي والمدربين. أعادني هذا المسلسل إلى مرحلة شبابي. وبالنسبة لي، فمشاركتي تتعلق برد الجميل. لقد كانت العودة إلى الدوري الذي لعبت فيه عندما كنت طفلاً أمراً مميزاً بالتأكيد. لقد استمتعت بالعمل مع الفتيان وقضاء الوقت معهم، لقد أعادني ذلك إلى الوقت الذي اعتدت فيه اللعب في ريدجواي روفرز حيث بدأ كل شيء بالنسبة لي.

 

وما شكل العمل مع فريق التدريب الذي يضم آدي وإدوين؟

عندما انضممت إلى الفريق وبدأت العمل مع هؤلاء الفتيان، عرفت على الفور مدى تميز إدوين وآدي. لقد كانوا مدربين رائعين وكانوا يهتمون بالنشء. هذا بالضبط ما أردت رؤيته وهذا ما يريده جميع الأهالي لأطفالهم الذين يلعبون في فريق كرة قدم، فهم يريدون أن يعرفوا أن المدربين لا يحضرون يوم الأحد ويقومون بتدريب الفتيان فحسب، بل هم يستثمرون فيهم بطرق أخرى. وهذا ما يفعله إدوين وآدي.

ما أبرز لحظات التصوير؟

إحدى أكثر لحظات التصوير تميزاً هي عندما اصطحبت الفتيان إلى ملعب ويمبلي. أخذتهم في جولة وكانوا متحمسين للغاية للتواجد في الملعب، واصطحبتهم بعد ذلك إلى غرفة تغيير الملابس وعلقوا جميع قمصانهم حيث يتم عادةً تعليق قمصان اللاعبين، وكان رد فعلهم رائع. لقد دخلوا غرفة تغيير الملابس تلك وكان الأمر رائعاً ومثيراً بالنسبة لهم.

ما أهم عامل ليصبح هؤلاء الفتيان لاعبين ناجحين أو أن يكونوا جزءاً من فريق؟

الإيمان.. أردت منهم أن يؤمنوا بأنفسهم وبفريقهم وبمدربيهم، فهم يتمتعون بالكثير من الحب لبعضهم البعض ولعائلاتهم.

كيف تصف مسلسل Save Our Squad في ثلاث كلمات؟
الإلهام والعواطف والسعادة.

شهدنا العديد من التقلبات على مدار هذا الموسم. كيف ساعدت اللاعبين في تجاوز تلك اللحظات الصعبة؟

لقد واجهتم العديد من التقلبات في المسلسل، وستواجهون  المزيد دائماً. وفي الحقيقة توقعت أن تواجههم تقلبات أكثر ولكن لم يكن هذا هو الحال. وبالطبع فقد مررنا بلحظات صعبة، لكنهم شباب أقوياء وهذا هو الشيء الأكثر أهمية.

أريدهم أن يكونوا ناجحين على أرض الملعب، وأن يكونوا أكثر نجاحاً خارج الملعب أيضاً. ما نحاول تقديمه مع هؤلاء الفتيان ليس متعلقا فقط بكرة القدم وما يفعلونه على أرض الملعب، بل بما يفعلونه خارج الملعب أيضاً .

هل يمكن أن نتوقع رؤية أي من هؤلاء الفتيان يلعبون مع نادي ميامي ذات يوم؟

كما ستشاهدون في المسلسل، هناك عدد ليس بقليل منهم سألوني بالفعل إذا كنت سآخذهم معي إلى ميامي لخوض بعض الاختبارات، من يدري ... قد يكون ذلك واردا!

 

لديك علاقة شخصية مع اللاعبين اليافعين في دوري "Echo" هذا.. أخبرنا قليلاً عن تاريخك وتاريخ الدوري؟

لقد بدأ الأمر عندما كنت في السابعة من عمري ألعب كرة القدم في الحديقة، وكنت أرغب في اللعب مع فريق مشارك في دوري الأحد. ساعدني والدي في العثور على مقال في الصحيفة يقول إنهم كانوا يشكلون فريقاً لكرة القدم، وكان المسؤولين عن ذلك هما ستيوارت أندروود وستيف كيربي. انضم والدي لهذين الرجلين وأسسوا نادي ريدجواي روفرز، ومن هنا كانت بداية كل شيء بالنسبة لي في دوري "Echo". لقد حققنا نجاحات كبيرة وانتهى وفزنا بالدوري عدة مرات.

 


ماذا تعلمت من خلال الوقت الذي قضيته مع الأولاد حيث تعرفت عليهم عن قرب وعرفت أكثر عن حياتهم وثقافتهم؟ لقد لمست واحدة من أجمل الأشياء على الإطلاق وهي الرغبة العميقة داخل كل واحد منهم للعب والتفوق من أجل إسعاد والديه.

في الواقع تعلمتُ الكثير، أكثر مما كنت أتوقع لأنني تمكنتُ من قضاء بعض الوقت مع الأولاد ليس فقط في الملعب، بل خارج الملعب وفي منازلهم. فمثلاً، قضيت وقتاً رائعاً مع كورو، حيث ذهبتُ إلى منزله، وأعدّت والدته عشاء لذيذاً. لقد رأيتُ ما يمر به يومياً واستمعت إليه وهو يتحدث عن حياته ودونت ما كان يقول.

كأب، لدي فكرة عما يمكن أن يمر به الأطفال وما قد يواجهونه، وقد اختبرتُ ذلك من خلال هذه السلسلة، ليس من خلال تجربتي مع كورو فقط، ولكن مع الأولاد آخرين. فقد رأيتهم يذهبون إلى المدرسة، ويعودون من المدرسة إلى المنزل. 

في كل مرة كنت أجلس فيها مع أحد هؤلاء الأولاد وأساله عن أكثر شيء يحبه، كان يجيب معظمهم، باستثناء واحد كانت إجابته "بيتزا"!، بأن أمهاتهم وآباؤهم هم أكثر شيء يحبونه في الحياة، على الرغم من أن الطفل الصغير الذي أجاب بـ"بيتزا" ذكر بعد ذلك أنه يحب أباه وأمه. عائلتهم هي أهم شيء بالنسبة لهم، وهذا ما يثلج الصدر في هذه السلسلة. يلعب الأولاد كرة القدم، لكنهم يلعبونها من أجل عائلاتهم.

من الواضح أن لدى كرة القدم للهواة مكانة خاصة ومهمة للغاية في هذا البلد. إلى أي مدى يساعدك ذلك في التواصل مع الأولاد، وهل رأيت في الأولاد شيئاً يشبهك؟

أعتقد أن كرة القدم للهواة كانت صلة الوصل بيني وبين الفتيان. فبمجرد أن علموا أنني لعبت في هذا الدوري، وأنني من شرق لندن، كما تعلم، لأنهم في الغالب رأوني  كـ"ديفيد بيكهام" لاعب مانشستر يونايتد، ولاعب إنجلترا، ولاعب ريال مدريد وجميع الفرق الأخرى التي لعبت من أجلها. لكن بمجرد جلوسي معهم والتحدث عن بداياتي في هذا الدوري، وكيف بدأتُ كلاعب في دوري يوم الأحد، والمشاكل التي واجهتها، تقربتُ إليهم فوراً ونشأ بيننا ذلك التواصل سريعاً. أعتقد أن هذا أكثر ما يميز كوني عضواً في هذا فريق ولعب كرة القدم للهواة واللعب في دوري إيكو.

 

ما مدى أهمية إيد وإدوين بالنسبة لفريق ويستوارد؟ لقد تحدثت عنهما من قبل وهما مهمان جداً للفريق وللمجتمع من حولهما.

إنهما مهمان جداً لأنهما يمثلان المجتمع! فهما يمثلان كل شيء بالنسبة للفريق وللأهالي وللدوري. وفيهما كل ما تطمح وجوده في المدربين، ليس فقط على مستوى الأداء، بل اهتمامهما الجلي بالفتيان، في فوزهم وخسارتهم. هما شخصان استثنائيان. لقد حظينا بأشخاص مثلهما عندما كنتُ ألعب في فريق صانداي ليج، إذ كان لدينا ستيورات أندروود، وستيف كيربي، وتيد بيكهام، الذين كانوا جميعاً يهتمون بالفتيان حقاً. ويحظى هؤلاء الأولاد بذات الاهتمام من قبل إيد وإدوين، ومن دونهما لن يكون الفريق استثنائياً.

تُركز هذه السلسلة على إلهام الفتيان والصغار، فمن كان مصدر إلهامك عندما كنت في سنهم؟

لقد كان والدي مصدر إلهامي عندما كنتُ صبياً، وكنتُ دائماً أسعى للفوز من أجله، كما كنتُ حريصاً على اللعب بشكلٍ جيد من أجله ومن أجل أمي بالطبع! فقد كانت أمي تأخذني إلى التدريبات والمباريات عندما كان والدي في العمل. لذا، كان أبي وأمي مصدر إلهامي، وكذلك بريان روبسون.

 

ما شعورك عندما عدت إلى شرق لندن حيث نشأت؟ هل تغير كثيراً؟

لأكون صادقاً معك، لقد تغير الطرف الشرقي كثيراً على مر السنين، لكنني أزور هذه المنطقة على الدوام. هذه ليست المرة الأولى التي أعود فيها إلى هناك، لكنها المرة الأولى التي أمضي فيها وقتاً حقيقاً في الملاعب وحول شرق لندن مع الأولاد، حيث زرتهم في منازلهم.