EN 
قال الشيخ صلاح بن محمد البدير ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن علامة الشؤم واللؤم وحدّ الحسد أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه، مشيرًا إلى أن للحاسد ثلاث علامات.
للحاسد ثلاث علامات
وأوضح "البدير" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه يُعرف الحاسد باللحظ واللفظ ورب لحظ أنمّ من لفظ وللحاسد ثلاث علامات أن يتملّق إذا شَهِد ويغتابُ إذا غابَ ويَشمتُ بالمصيبة ، منوهًا بأن حاسد النعمة لا يرضيه إلا زوالها ولا يسره إلا انتقالها لا يرضى بقضاء ولا يقنع بعطاء، إذا نظر إلى من فوقه في علم أو في خُلُق أو خَلقٍ أو مال أو أي خصلة من خصال التفضيل اعترض على الله في مشيئته واغتاظ من فضل الله وقسمته.
وأضاف : لا يرى قضاء الله عدلاً ولا لنعمه من الناس أهلاً يكره نعمته ويجهل حكمته ويسعى بالبغي على من أنعم الله عليه ويمضي في المكر بمن أحسن الله إليه، منوهًا بأن من غوائل الحسد تنقيص العمر وتشتيت الفكر قال ابن المعتز " الحسد داء الجسد وقال الأصمعي " رأيت شيخاً بالبادية قد سقط حاجباه على عينيه وله مائة وعشرون سنة وفيه بقية فسألته فقال : تركت الحسد فبقي الجسد " ومن زكت نفسه وسمت لم يجد في نفسه حزازة وغيظاً وحسداً على ذي نعمة .
داعية النكد
وأشار إلى أن داء الحسد من الرذائل المهلكة ، لذا فإن التطهر من الرذائل والتلبس بالفضائل شأن الكمّال، لافتًا إلى أن الحسد داعية النكد ومطية الكمد، وأضاف : وانظر إلى السادة الأنصار أهل المواساة والإيثار أعز قبائل العرب جاراً ومن اتخذ الرسول عليه الصلاة والسلام دارهم أمناً وقراراً رضي الله عنهم الذين أثنى الله عليهم بقوله ( وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا).
وتابع : أي ولا يجدون في أنفسهم حسداً للمهاجرين فيما فضلهم الله به من المنزلة والشرف والتقديم في الذكر والرتبة، منبهًا إلى أنه كلما كانت فضيلة الإنسان أتم وأكمل كان حسد الحاسدين عليه أعظم فتتجه إليه أنظار الحسدة وتنوشه عيون الصغار المفاليس وتصوب إليه سهام المتربصين ومن لمع نجمه وارتفع سهمه واشتهر اسمه تألب عليه الحسّد وتواطأ عليه الشانئون لأن المنزلة الرفيعة وعلو الصيت تثير الضغائن وتبعث الأحقاد .
