الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان.. على جمعة يكشف هل يجوز القسم بالأماكن والأشخاص التي عظمها الله.. رمضان عبد المعز: هناك إنسان يبيع نفسه لله ولدينه ووطنه وآخر للشيطان

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان

الإفتاء توضح الموقف الشرعي للحلف المتكرر لعقاب الأبناء

هل يجوز القسم بالأماكن والأشخاص التي عظمها الله.. علي جمعة يجيب

 

 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي إن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم أمرنا بإتباع الأخلاق الحميدة وأمرنا أن نترك الغل والحقد والحسد والضغينة، كما أن الله سبحانه وتعالى أوصانا بالإنفاق فى سبيله والصبر.

وأشار رمضان عبد المعز، خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، على قناة dmc، إلى أن هناك انسانا يبيع نفسه لله ودينه ووطنه وخدمة الدين والدنيا وما يفعله كله لله وهناك آخر يبيع نفسه للشهوات والشيطان، مؤكدا أن الإيمان أخلاق وآداب لذلك وصى بها النبى صلى الله عليه وسلم.

وأكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الاسلامى، أن القرآن الكريم سيكون حجة للمسلم أو عليه يوم القيامة.

 

هل يجوز القسم بالأماكن والأشخاص التي عظمها الله.. علي جمعة يجيب

 

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن من مظاهر تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره ابن كثير ابن كثير رحمه الله، حيث قال : «وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو النصر الصباغ في كتابه الشامل هذه القصة المشهورة عن العتبي قال : « كنت جالسًا عند روضة النبي ﷺ، فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ [النساء :64]  وقد جئتك مستغفرًا لذنبي مستشفعًا بك إلى ربي ثم أخذ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه  ** فطاب من طيبهن القاع والأكم 
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه  ** فيه العفاف وفيه الجود والكرم 
 ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي ﷺ في النوم فقال : يا عتبي الحق الأعرابي فبشره بأن الله قد غفر له. [تفسير ابن كثير ،والبيهقي في شعب الإيمان].

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك:"  أن المؤمن يعتقد أن للزمان والمكان والأشخاص والأشياء حرمة، وهو يراعيها في تعامله معها، فالمؤمن يدرك أن الله جعل من بين الأزمان أزمانا مباركة وأعلى قدرها، كما جعل من بين الأماكن أماكن مباركة، ومن بين الأحوال أحوالا مباركة، وجعل من بين الأشخاص أشخاصا مباركة، وجعل من بين الأشياء أشياء مباركة، وذلك لأن الله سبحانه هو خالق كل هذه العوالم وهو يختار منها ما يريد له التعظيم والإجلال، قال تعالى : ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص :68].


وتابع: نعيد ذكر ما قاله الإمام السبكي في تقديس المسلمين للقبر الشريف حيث قال : «أما المدفن الشريف فلا يشمله حكم المسجد، بل هو أشرف من المسجد، وأشرف من مسجد مكة (يعني بيت الله الحرام) وأشرف من كل البقاع، كما حكى القاضي عياض الإجماع على ذلك، أن الموضع الذي ضم أعضاء النبي ﷺ لا خلاف في كونه أفضل.. ثم قال : ونظم بعضهم: 
جزم الجميع بأن خير الأرض ما ** قد أحاط ذات المصطفى وحواها 
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت  ** كالنفس حين زكت زكا مأواها» 
[فتاوى السبكي، ج1 ص 278] والذي قال هذه الأبيات هو محمد بن عبد الله البسكري المغربي،  فهو يقدس من عالم الأشياء ما عظمه الله من الكتب التي حوت على الوحي الشريف، والموضع الذي ضم جسد الحبيب ﷺ، وكل ما اتصل بما عظمه من عالم الأشياء فهو يعظمه.

واختتم علي جمعة: وترتب على ذلك قضية القسم بما عظم ربنا سبحانه وتعالى، حيث رأى بعض العلماء أنها في الحقيقة تعظيم لله، وأنها ليست من باب النهي عن الحلف بغير الله من آلهة المشركين، فقد نقل ابن حجر عن ابن المنذر قوله : «اختلف أهل العلم في معنى النهي عن الحلف بغير الله، فقالت طائفة : هو خاص بالأيمان التي كان أهل الجاهلية يحلفون بها تعظيمًا لغير الله تعالى كاللات والعزى والآباء، فهذه يأثم الحالف بها ولا كفارة فيها، وأمّا ما كان يؤول إلى تعظيم الله كقوله : وحق النبي، والإسلام، والحج، والعمرة، والهدي، والصدقة، والعتق، ونحوها مما يراد به تعظيم الله والقربة إليه فليس داخلاً في النهي، وممن قال بذلك أبو عبيد وطائفة ممن لقيناه، واحتجوا بما جاء عن الصحابة من إيجابهم على الحالف بالعتق، والهدي، والصدقة ما أوجبوه مع كونهم رأوا النهي المذكور، فدل على أن ذلك عندهم ليس على عمومه ؛ إذ لو كان عامًّا لنَهَوْا عن ذلك ولم يوجبوا فيه شيئًا». [فتح الباري].

مطلقة: تزوجت 6 أشهر ولم يلمسني زوجي فهل لي عدة؟.. أزهري يجيب

ورد سؤال تقول صاحبته : تزوجت لمدة ٦ أشهر ولكن لم يلمسني قط ثم طلقني ، فهل علي فترة عدة ؟ . .

 قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق أن من الأمور المجمع عليها بين الفقهاء أن الطلاق إن وقع قبل الدخول من دون خلوة صحيحة، فإن المطلقة تستحق نصف المهر المسمى فقط، لقول الله تعالى: «وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ»، فإن لم يكن سُمى لها مهرًا، فمتعة يتفق عليها أو تقدر عند الخلاف، وذلك لقوله تعالى: «لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ» .

وأضاف شومان في بيان سابق له :  أما إن ثبت أن الزوج اختلى بالمرأة المطلقة قبل الدخول، فيرى جمهور الفقهاء أنه يجب عليها أن تعتد كما لو كان دخل بها، واستدلوا على ذلك بأدلة منها ما رواه الإمام أحمد والأثرم بإسنادهما، عن زرارة بن أوفى قال: «قضى الخلفاء الراشدون المهديون أن مَن أغلق بابًا، أو أرخى سترًا، فقد وجب المهر، ووجبت العدة» .

وأوضح وكيل الأزهر السابق عدم وجوب تمام المهر بهذه الخلوة ما لم تكن فى بيت الزوجية، أو كانت فى غيره وحدث فيها دخول أو محاولة دخول.

وفى مسألة وجوب العدة بالخلوة الصحيحة التى عرفها الفقهاء بأنها تتحقق متى أُغلقت الأبواب وأُرخيت الستور وأَمِنَ كل منهما اطلاع غيرهما أو دخوله عليهما، لا أرى أن تلك الخلوة توجب العدة؛ لأنها إن لم توجب المهر الذى هو أمر مالى يمكن أن يستند إلى اعتبارات أخرى معنوية ونفسية، غير مسألة الاستمتاع، كتعويض المرأة ورفع الآثار النفسية السلبية المترتبة على الطلاق، فإن هذه الاعتبارات غير موجودة فى مسألة العدة، لأن العدة وإن كانت تجب لبعض أمور منها احترام عقد زوجية المطلق، إلا أن موجبها الرئيسى هو استبراء الرحم والتأكد من أن المطلقة ليست حاملًا حتى لا تختلط الأنساب، ولا يُتصور بحال أن خلوة لم يقترب الزوج فيها من زوجته تحتمل وجود حمل بالرحم حتى نستبرئه بالعدة.

واختتم قائلا: من ثم يكون إيجاب العدة على المطلقة نوعًا من العقاب بلا جريرة ارتكبتها، لأنها ستُمنع من الزواج خلال عدتها، فى حين أن مطلقها يمكنه أن يتزوج بأخرى فى مجلس الطلاق.

 

الإفتاء توضح الموقف الشرعي للحلف المتكرر لعقاب الأبناء

 

قال الشيخ محمود شلبى، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الحلف الكثير لعقاب الأبناء يعد من يمين اللغو، مبينًا أن الآباء أو الأمهات الذين يحلفون على أبنائهم كثيرًا لا يقصدون فى الغالب اليمين نفسه ولكن مجرد التوكيد فقط لنية العقاب وغيره، فلا كفارة على صاحبه، لعدم قصده الحلف.

 

وأوضح «شلبى» خلال إجابته عن سؤال: «هل الحلف الكثير لعقاب الأبناء له كفارة؟»، عبر البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى«فيسبوك»، أن اليمين ينقسم لثلاثةٍ أقسام باعتبار الأثر المترتب عليه، وهى:

 - أولا: ً اليمين الغموس: وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في النار، وهي يمين كاذبة يُقصد بها صاحبها الكذب، وهذا النوع من الأيمان يُؤثم صاحبها علي قولها، ولا يجب فيها الكفارة وذلك لِعِظَم شأنها، ولا يُكفِّرها إلا التوبة إلى الله - سبحانه وتعالى-، وهذا عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة؛ خلافًا لفقهاء الشافعية الذين أجازوا فيها الكفارة.

 

-ثانيًا: اليمين المنعقدة: ويُقصد بها اليمين التي يكون فيها عزمٌ على فعل شيءٍ في المستقبل، أو ترك فعله في المستقبل؛ كأن يقول الشخص: والله لأفعلنّ كذا، أو والله لا أفعل كذا، وهو حين يقول اليمين ينوي أن يقوم بذلك، أو أن لا يقوم به، ثم يتبين له بعد حلفه أنّ الخير في ترك ما حلف عليه، أو فعل ما حلف على تركه، فهنا تجب عليه الكفارة فقط.

 

- ثالثًا: اليمين اللّغو: وهذه اليمين لا يترتب على صاحبها شيءٌ من الإثم، وليس فيها عليه كفارةٌ أيضا؛ فالحالف لا يقصد بها اليمين، بل يقصد بها توكيد الشيء، كأن يقول الشخص: لا والله، بلى والله، أو أن يحلف على شيءٍ يظنّ نفسه صادقًا فيه، ثم يتبيّن له صحة غير الذي حلف عليه؛ فلا شيء عليه لعدم نيّته الكذب.

 

وتابع أمين الفتوى أن الفقهاء قد اتفقوا على مشروعية اليمين وجوازها بشكل عام، فيجوز للشخص أن يحلف مُطلقًا ما دام صادقًا في حلفه، ويجوز للمدعي (في حالة القضاء والتقاضي) طلب حلف اليمين من المدعى عليه في حالة عجزه عن إثبات دعواه.

واستشهد«شلبى» فى بيانه مشروعية الحلف بقوله – تعالى- «ولاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا»، وقوله- سبحانه-:«قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ».

 

واستدل أيضًا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير أو قال إلا أتيت الذي هو خير وكفرت يميني».