الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اختراعه جهاز Cycle wash لمعالجة مياه الصرف الصناعي.. عميد هندسة الأزهر لـ«صدى البلد»: الابتكار حاز على اهتمام دولي خلال تمثيل مصر فى مؤتمر ببرلين

محررة صدى البلد مع
محررة "صدى البلد" مع عميد هندسة الأزهر للحديث عن اختراعه
  • الدكتور محمد جلال فرغلي صاحب اختراع جهاز "Cycle wash" معالجة مياه الصرف الصناعي
  • المشروع بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا
  • فكرة الجهاز نتيجة التحديات المناخية التى نواجهها فى مصر
  •  الجهاز يعالج الصناعات المستخدمة لمياه الشرب يوميا 
  • الجهاز يفصل بين المواد الملوثة والمياه ويوفر فى المساحة 
  • تمت تجربة الجهاز فى أكثر فى مصنع ورق بنجع حمادي فى قوص
  • الجهاز مصنوع من “بوليمر” ويصعب كسره ومقاوم للصدأ والتآكل داخليا
  • القيادة السياسة أفردت مساحة كبيرة للاهتمام بالبحث العلمي
  • كل الشكر والتقدير لاهتمام شيخ الأزهر بالباحثين والأبحاث والكليات العلمية
  • 22 من علماء جامعة الأزهر الأكثر تأثيراً بنسبة 2% تبعا لتصنيف ”Q S”

 

وسط إحدى ساحات المنطقة الخضراء، أحد أجنحة مؤتمر المناخ Cop27 المقام بشرم الشيخ، يقف الدكتور محمد جلال فرغلي، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الأزهر وعميد الكلية ومدير مكتب دعم الابتكار، ليعرض اختراعه المذهل المتمثل في جهاز لمعالجة مياه الصرف الصناعي.

وفي حديث الدكتور محمد جلال فرغلي مع موقع “صدى البلد”، قال إن اختراعه يسمى "Cycle wash"، وهو جهاز لمعالجة مياه الصرف الصناعي، موضحاً أن فكرة الجهاز جاءت من التحديات المناخية التى نواجهها فى مصر، خاصةً فى الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالموارد المائية ونهر النيل. 

وأضاف أن هذا الأمر يُعد تحديا كبيرا، مما أصبح إلزاما على الباحثين أن يكون هناك تعاون بينهم وبين الصناعة ليستطيعوا تقديم حلول تكنولوجية غير تقليدية ويمكن تطبيقها بشكل سهل لمعالجة هذه المشاكل.

وأضاف عميد كلية الهندسة بجامعة الأزهر، فى حواره لـ "صدى البلد"، أن إحدى أهم المشاكل التي يمكن للجهاز معالجتها، صناعة كثيفة الاستهلاك للمياه مثل صناعة الورق والرخام والصلب، وكل هذه صناعات كبيرة تستخدم كميات كبيرة من "fresh water" أى من مياه الشرب يومياً ويتم صرفها على مياه نهر النيل، وهذا يؤدي إلى ارتفاع التكلفة بشكل كبير جدا لارتفاع تكلفة المياه وهدر الموارد البيئة الموجودة حاليا والصرف غير الآمن بشكل غير صديق للبيئة.

فكرة الاختراع

أوضح الدكتور محمد جلال فرغلي، أنه حاصل على دكتوراه من جامعة فريدريك الكسندر بألمانيا، قائلاً: "تعود فكرة هذا الجهاز حين كنت ببعثة بألمانيا مُقدمة من جامعة الأزهر، وكان يدور موضوع الدكتوراه عن "كيف ندور مثل هذه الأجهزة"، وبعد العودة لمصر استطعنا أن نعمل على تطوير الجهاز بالتعاون العلمي مع جامعة فريدريك الكسندر بألمانيا حتى نصل لهذا التصميم".

تفاصيل الجهاز

وشرح عميد كلية الهندسة بجامعة الأزهر، أن جهاز "Cycle wash" يستخدم تكنولوجيا الفصل الفيزيائي، فلا يوجد أى مادة كيميائية إضافية، حيث يصنف الجهاز على أنه low tech أى تكنولوجيا منخفضة، ولا تحتاج لأحد، "high program" أي برنامج عالٍ بشكل كبير، لتكون هذه إحدى المميزات الكبيرة الموجودة فى الجهاز.

وأضاف الدكتور محمد جلال فرغلي، أن الجهاز يفصل بين المواد الملوثة والمياه اعتمادا على فرق الكثافة بين الملوثات والمياه، وهذه أفضل طريقة تستخدم حاليا، فضلاً عن أن الجهاز يوفر فى المساحة.

وأشار إلى أنه تمت تجربة الجهاز فى أكثر من مصنع من مصانع الورق بنجع حمادي فى قوص، لأنه يستهلك كل يوم كمية كبيرة من المياه المستخدمة للشرب، فتمت معالجة هذه المياه، ما أدى إلى استرجاع حوالى 90% من المياه المستخدمة لإعادة استخدامها مرة أخرى، بالإضافة للتخلص الآمن من هذه الملوثات.  

المشاركون فى الاختراع

وذكر الدكتور الجامعي، أن هذا الابتكار شارك فيه فريق بحثي متكامل تحت إشراف الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والمجموعة البحثية منهم الدكتور محروس علي، والدكتور محمد حبيب، والدكتور محمد صبري ياسين، والدكتور حمادة عطية. 

وتابع: “وهذه ميزة التجانس، فضلاً عن أنه يوجد مشاركون معنا منهم تخصص كهرباء، وآخرون تخصص “water solutions”، وهذا ساعدنا كثيرًا فى التصنيع، وبالتالي التجانس الذي حدث بين هذه التخصصات أخرج هذا الجهاز المميز”.

مكونات الاختراع 

وأوضح "فرغلي" أن الأجهزة التقليدية تصنع من حديد أو معادن، ويحصل فيها صدى وتآكل نتيجة السرعة العالية من دخول الماء الملوث فى الجهاز، كما أنه يتم استبداله بشكل كبير على فترات طويلة، ما يؤدي إلى رفع تكلفة الصيانة والإنتاج والوحدة نفسها، إلا أن هذا الجهاز مصنوع من مادة “بوليمر” التي تجمع بين المرونة والصلابة، ما يؤدي إلى صعوبة أن يحدث بها كسر مقاومة الصدأ أو التآكل داخليا، فلا يوجد فى داخله تروس أو أى قطع غيار، وهذه إحدى مميزات الجهاز، كما أنه تمت تجربته فى الملوثات الصناعية ونجح بشكل كبير، وتم عمل أكثر من نسخة منه على أساس نوع الصناعة التى نتعامل معها.

شركات أجنبية تستعين بهذا الاختراع 

قال "فرغلي"، إن هذا المشروع بتمويل كامل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، موجها لها كل الشكر لدعمها للباحثين الذين يجدون حلولا غير تقليدية للصناعة. 

وأضاف أن المشروع شارك فى “القاهرة تبتكر” وأخذ رقم 1 فى أجهزة معالجة المياه للصرف الصناعي، كما تم عرضه فى مؤتمر برلين بروكلج، ممثلا لمصر، وحاز على جائزة وتقدير الشركات الموجودة.

وأضاف أن هناك حاليا تواصلا مع أكثر من شركة سواء داخل مصر أو خارجها، وتواصلا مع وزارة البيئة، فضلاً عن أن هذا الجهاز يستخدم فى معالجة تلوث مياه نهر النيل، فهناك بعض المشاكل حدثت بسبب بقع زيت صدرت من محطات الكهرباء على نهر النيل، وهذه البقع إن لم تتم محاصرتها واستخلاصها خلال 5 ساعات تنتشر لمسطح مئات الكيلو مترات المربعة، ما يغطي مساحات كبيرة من نهر النيل ويؤثر على مآخذ محطات المياه الموجودة على نهر النيل، ما يؤدي إلى انسداد فى الفلاتر ومشاكل بيئية كبيرة، فضلاً عن موت الأحياء الموجودة فى النيل.

ويشير إلى أنه تم عمل نسخة من هذا الاختراع عن طريق وضعه على لانش سريع يستطيع من خلاله توسيع مكان البقعة، ويتم ضخ بقعة الزيت الملوثة في اتجاه الجهاز، ولتكون كثافة الزيت أقل وكثافة المياه أعلى، فيخرج الزيت من الفتحة العلوية بالجهاز، أما المياه فتتدفق مباشرة على نهر النيل، وهذه من الأمور المهمة التى لفتت نظر وزارة البيئة نحو الجهاز.

الفائدة من هذا الاختراع

ويؤكد عميد كلية الهندسة بجامعة الأزهر، أن هذا الاختراع له أكثر من فائدة، حيث تم استخدامه فى صناعة الورق، ومصانع الرخام، وشركات البترول، فضلاً عن أن هذا الجهاز ليس له صناعة مخصصة، بل يستخدم فى أكثر من صناعة على أساس متطلبات وظروف المشاكل الموجودة، وهذه ميزة الجهاز.

اهتمام الرئيس السيسي بالبحث العلمي

ويقول الدكتور محمد جلال فرغلي، مدير مكتب دعم الابتكار، إن “الاهتمام بالبحث العلمي لم يكن بهذا الشكل إلا خلال الـ 7 سنوات الأخيرة، فحدثت طفرة كبيرة بالبحث العلمي، وأكبر دليل على ذلك أننا فى مؤتمر تعقده الأمم المتحدة عن التغير المناخي، كما أنه يوجد جناح كبير للباحثين العلمين وأكاديمية البحث العلمي للتكنولوجيا والجامعات المصرية”. 

وأضاف أن أكاديمية البحث العلمي للتكنولوجيا والجامعات المصرية تشارك لأول مرة فى مؤتمر هام بهذا الشكل، مما يؤكد أن القيادة السياسة أفردت مساحة كبيرة للاهتمام بالبحث العلمي وأصبحت على هرم أولوياتها.

ونوه إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق فى سنة 2017 مبادرة هامة جداً نحو مجتمع مصري "يبدع ويفكر ويبتكر”، وفى عام 2019 صدر قانون لأول مرة لدعم حفظ وابتكار علوم التكنولوجيا، وفتحت لأول مرة شركات تكنولوجيا تملكها الجامعات المصرية بهدف تسويق التكنولوجيات من البحث العلمي، فبدلاً من وضع رسائل الماجستير والدكتوراه فى المكتبات، يمكن الاستفادة منها في التكنولوجيات للصناعة، لافتا إلى أن عدد الجامعات التى تم إنشاؤها خلال تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر يعادل ما كان موجودا من فترات كبيرة، مُشيراً إلى أن مصر فى فترة ذهبية للاهتمام بالبحث العلمي والباحثين.

رسالة شكر وتقدير لشيخ الأزهر

ووجه الدكتور محمد فرغلي، أستاذ بكلية الهندسة بجامعة الأزهر، كل الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لاهتمامه بالباحثين والأبحاث والكليات العلمية.

اهتمام شيخ الازهر بالجامعة

وأوضح أن الكثير لا يعرف ان جامعة الأزهر بها 95 كلية، منها حوالي 30 كلية علمية تساهم فى البحث العلمي فى مصر بشكل كبير، مُشيرا إلى أنه فى سنة 2020 فازت جامعة الأزهر بكأس العالم لريادة الأعمال Enactus على مستوى 50 دولة، وهذا يعكس اهتمام رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود وأنه من اكبر الداعمين، فضلاً عن مشاركته ضمن وفد الأزهر فى مؤتمر المناخ هذا العام، وكذلك مشاركة الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.

ويشير إلى أنه فى الـ6 سنوات الماضية بالتزامن مع اهتمام الدولة، أصبح داخل جامعة الازهر لأول مرة "إيكو سيستم" كامل، أى نظام بيئي كامل لريادة الأعمال، ومكتب دعم الابتكار ونقل التصويت التكنولوجيا، ونادي ريادة الأعمال، أول نادٍ أنشئ على مستوى الجامعات المصرية، وسلسلة حاضنات تكنولوجية "رواق" ساهمت فى دعم 175 شركة ناشئة للمتخرجين حديثاً ولديهم أفكار فيتم دعمهم حتى ينشئوا شركاتهم، كما تم إنشاء ملكية فكرية لجامعة الأزهر “ip police “ منذ إنشاء الجامعة، ولدينا وادى السليكون، حيث أصدر شيخ الأزهر سنة 2019 قرارا بإنشاء لجنة أودية العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي. 

علماء الأزهر

وأكد الدكتور محمد جلال فرغلي، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الأزهر وعميد الكلية، أن هناك طفرة هائلة فى الـ7 سنوات الأخيرة على مستوى الجامعة، وهذا يعكس اهتمام شيخ الأزهر بالناحية العلمية، فمثلما للأزهر علماء فى الشريعة والقانون والفقه والحديث، له أيضاً علماء يتصدرون المشهد حاليا، حيث يوجد 22 عالما من جامعة الأزهر العلماء الأكثر تأثيراً بنسبة 2%، تبعا لتصنيف ”Q S”، فهناك طفرة كبيرة فى الجامعة وأيضًا على مستوى مشيخة الأزهر.