أعلنت الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، وفاة أحد المصابين في انفجارين وقعا في ضواحي مدينة القدس وإصابة 14 آخرين، وهما انفجارين منفصلين وقعا عند السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة القدس.

انفجاران بمدينة القدس
ووقع الانفجار الأول في محطة حافلات على أحد مداخل القدس الغربية الرئيسية، فيما وقع الثاني بعد نحو 20 دقيقة في حي راموت في القدس الغربية.
وأغلقت السلطات شوارع رئيسية بمدينة القدس المحتلة، إثر انفجارين وقعا قرب محطة حافلات عند مدخل القدس، وآخر بمستوطنة بين القدس ورام الله.
ونقلا عن وسائل إعلام إسرائيلية، قتل إسرائيلي وأصيب 14 آخرون في عمليتي التفجير، بينها 4 إصابات حرجة، حيث أعلنت مستشفيات قريبة من موقعي الانفجارين استقبال نحو 12 مصابا، بينهم اثنان حالتهما حرجة واثنان حالتهما خطيرة.
وجاءت الهجمات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أشهر من مداهمات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بعد سلسلة من الهجمات الدامية ضد إسرائيليين أسفرت عن مقتل 19 شخصا.
ويأتي العنف أيضًا في الوقت الذي يعقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو محادثات عقب الانتخابات، ومن المتوقع أن يشكل ما ستكون أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل.

إسرائيل تتحمل المسؤولية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية في حالة من الانفجار نتيجة ممارسات الاحتلال المتواصلة على الأرض من اقتحامات وعمليات قتل واعدام بدم بارد واعتقالات، فلم تمر ساعة إلا وهناك عملية اعتقال أو اقتحام أو عملية قتل، فدولة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن تفجر الأوضاع.
وتابع الحرازين ـ خلال تصريحات لـ"صدى البلد": الأمور داخل دولة الاحتلال أصبحت في أيدي المتطرفين الصهاينة بعد الانتخابات التي جرت مؤخرا، حيث نتج عن الانتخابات الإسرائيلية فوز نتنياهو وكتلته اليمينية المتطرفة وخاصة بن غفير وسموتيريش، الذين يدعون لمزيد من الاستيطان والتطرف وعمليات القتل والإرهاب، والعمل على تشكيل جماعات إرهابية متطرفة تهدف للمزيد من التطرف والإرهاب ونشر الفوضى وعمليات القتل.
وأكد أن اليمين الإسرائيلي يصعد من الأحداث في كافة المدن الفلسطينية وخاصة مدينة القدس، مما أدى إلى حالة من ردة الفعل الفلسطيني لمواجهة تلك الاعتداءات والجرائم، وذلك في إطار حالة الدفاع الشرعي ومع استمرار إنغلاق الأفق السياسي وسيطرة اليمين الإسرائيلي على المجتمع الإسرائيلي؛مما سيؤدى الى المزيد من حالة الانفجار وتطور الأوضاع في المنطقة.
واختتم: الأوضاع المنفجرة تتطلب حالة من التدخل الدولي للجم هذا الاحتلال، ومحاسبته على تلك الجرائم التي يرتكبها يوميا، والتي في مجملها تشكل حالة من الجرائم الدولية.

نتيجة الضغط الصهيوني
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن ما حدث في القدس اليوم من انفجار عبوتين في القدس واحتجاز شبان من جنين جثة جندي إسرائيلي قتل في حادث داخل الأراضي الفلسطينية؛ يأتي نتيجة الضغط الصهيوني على أهلنا في الضفة خلال الأشهر الماضية.
وتابع الرقب ـ خلال تصريحات لـ"صدى البلد": الاقتحامات اليومية لمدن الضفة خاصة جنين، ونابلس، والخليل، وعربدة المستوطنين وبجاحة نتنياهو وحلفاؤه الفاشيين الجدد، كانت سببا فيما حدث في القدس وما سيحدث من مقاومة، فهذه رسالة لليمين المتطرف أنه لن يستطيع كسر شوكة الشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني قادر على الوصول لكل مكان داخل دولة الاحتلال، ولن يفقد الوسيلة في الدفاع عن نفسه.
وأكد: إما أن يوقف الاحتلال اعتداءه على شعبنا والا ستستمر المقاومة حتى يعترف الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني في العيش بحرية وسلام وقيام دولته المستقلة، ولن يستطيع طرد 7 ملايين فلسطيني من أرض فلسطين مهما كان بطشه.
واختتم: على حكومة نتنياهو اليمينة القادمة أن تقرأ الدرس جيدا، وتستخلص العبر من الماضي، فالعنف لن يقابله الا عنف ومقاومة.
