الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة موجعة للاحتلال.. ماذا فعل العرب في كأس العالم أثار دهشة الغرب؟

مونديال فلسطين
مونديال فلسطين

تصدرت فلسطين المشهد في قطر والعديد من المناطق حول العالم مع بداية فعاليات كأس العالم 2022، وشكلت حالة التضامن الواسعة مع الشعب الفلسطيني نكسة كبيرة للجهود التي بذلها الاحتلال للتطبيع مع الدول العربية، حيث خرجت الشعوب لتعبر عن عمق حبها لفلسطين وأهلها. 

وتعتبر فلسطين الأكثر حضورا في مونديال قطر، إذ اعتبر مراقبون أنها المنتخب الـ33 في كأس العالم رغم أن فريقها الكروي غير مشارك فعليا، حيث تكاد لا تخلو مباراة أو فعالية مرافقة لها إلا بحضور الأعلام والأوشحة الفلسطينية مع الجماهير العربية والأجنبية بلا استثناء.

جمهور سيلتيك الاسكتلندي يرفع علم فلسطين بوجه الفريق الإسرائيلي (صور) -  جريدة الغد
فلسطين

إحباط يصيب إعلام الاحتلال

ومع الارتباك الإسرائيلي أمام الالتفاف الجماهيري العربي حول القضية الفلسطينية في مونديال قطر، كتبت الإعلامية الإسرائيلية ميخال أهروني مقال بصحيفة "يسرائيل هيوم"، بعنوان "الفلسطينيون كلهم في قطر، الواقع محرِج". وتحدثت فيه عن حالة من التفوق الفلسطيني خلال كأس العالم.

وفي رسالة بعثت بها للمجتمع الإسرائيلي، كتبت أهروني "ها نحن نكتشف أن هناك شعبا فلسطينيا ينبض بالحياة، ولندرك ذلك كان يتعين على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تطير حتى قطر لنتذكر هذه الحقيقة".

عبّر الإسرائيليون عن إحباطهم من تصريحات الجمهور العربي أمام وسائل الإعلام العبرية، والتي جاءت داعمة ومساندة لـ الشعب الفلسطيني، وجاء في مقالة الكاتبة الإسرائيلية "هي المشاعر التي عبر عنها الناس العاديون أو المسؤولون على حد سواء، وبعضهم عرفوا أنفسهم كفلسطينيين، وبعضهم ببساطة يتذكر علاقته بالشعب الفلسطيني، وذلك خلافا لنا نحن الإسرائيليين الذين نسينا أصلا بأنه خلف الخط الأخضر يوجد هناك بشر".

وهذه المشاهد تصفها مقال الكاتبة بـ"الصدمة، والدهشة"، وقالت "هؤلاء هم الناس الحقيقيون -(بالإشارة للجمهور العربي) - لا يحبون إسرائيل، ويتضامنون مع إخوانهم الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولن ينجح أي اتفاق، مهما كان احتفاليا وناجحا، أن ينسيهم واقع الصراع".

أيمن الرقب

تضامن العالم مع فلسطين

وتذكر الكاتبة رواية أحد المراسلين الإسرائيليين، الذي قال إن سائق سيارة أجرة في الدوحة طلب من اللاعب السابق بالمنتخب الإسرائيلي، إيلي أوحانا، النزول، ورفض نقله. فكان رد اللاعب مذهولا "لماذا؟!". وتلقى الإجابة من السائق "لأني فلسطيني" و"بلا تردد، وبشكل واضح وحاد".

ومن جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، إن فلسطين شاركت في كأس العالم دون وجود فريق كرة قدم ، حيث رأينا الاعلام الفلسطينية والكوفية الفلسطينية تزين كل الملاعب تقريبا، الأمر لم يكن مقتصرا على العرب فقط بل رأينا شعوب من كل العالم ترفع العلم الفلسطيني وترتدي الكوفية الفلسطينية.

وأضاف الرقب، أن الإعلام العبري خصص برامج كثيرة للحديث عن هذه الظاهرة التي يزداد فيها التضامن مع الشعب الفلسطيني، واختصرت الكثير من الصحف العبرية المشهد بأن هذا المونديال هو مونديال الكره لإسرائيل، ففلسطين الغائب الحاضر في ضمير كل الأحرار، لافتا: "استوقفني أحد المشجعين عندما قال لمراسلة تلفزيون ألمانيا: (أنتم تضامنتم مع المثليين، لماذا لم تتضامنوا مع القضية الفلسطينية وهي أحق بالتضامن؟، فلم تجد المذيعة سوى الصمت)".

وأوضح الرقب، أن المتابع لتفاصيل الحضور الفلسطيني في المونديال يدرك أن وجود المونديال على أرض عربية أحدث فرق بسبب الحضور العربي الكبير، والذي أحدث تأثيرا على الجماهير المشاركة تجاه القضية الفلسطينية والتضامن معها.

الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني للقيادة الفلسطينية في مواجهة الغطرسة  الإسرائيلية - حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح
جهاد الحرازين

فلسطين الفريق 33 بالمونديال

ومن جانب آخر قال القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور جهاد الحرازين، إن العلم الفلسطيني الذي شكل حالة سياسية كبيرة في أكبر تظاهرة رياضية عالمية ينقل إلى العالم بأسره، هذا الأمر الذي حملته الجماهير حتى أصبح العلم الفلسطيني أحد الركائز الأساسية لأي مباراة في المونديال، حيث لم يغب العلم الفلسطيني عن الجماهير واللاعبين الذين احتفلوا بأهدافهم عبر ارتداء العلم الفلسطيني وحمله.

وتابع الحرازين: خرجت الصحافة العالمية لتتحدث بأن المونديال لم يكن 32 فريقا كما هو مخطط ومعتاد عليه، بل أن هذا المونديال أصبح 33 فريقا؛ لأن فلسطين حضرت بعلمها فى كافة المباريات والاستادات، الأمر الذي حمل رسالة وحدة وتضامن عربي ودولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

ولفت: كثرت المحاولات لتغييب القضية الفلسطينية إلا أنها فشلت، وحضرت فلسطين بقوة في العرس الكروي الدولي، فلم تخلو مباراة من علم فلسطين، وهتافات الجماهير بالمناداة بالحرية لفلسطين، ولذلك نقلت الرسالة إلى كافة شعوب العالم وأنظمتها بضرورة تخليص الشعب الفلسطيني من هذا الاحتلال البغيض ونيله حقوقه المشروعة بالحرية والاستقلال.

وأكد: تعود القضية الفلسطينية إلى الطاولة الدولية بقوة رغم حالة الانشغال الدولي بالأزمات الأخرى الدائرة في العالم، مختتما: "نوجه التحية لكل الشعوب المتضامنة مع الشعب الفلسطينى ولكافة اللاعبين والجماهير لأنهم أبطال حقيقيون أوصلوا رسالتهم بكل قوة إلى العالم بضرورة التحرك لإنهاء هذا الاحتلال ومحاسبته على جرائمه ومساعدة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة".