الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عن عمره فيما أفناه|علي جمعة: لهذا السبب احذر ضياع الوقت

علي جمعة
علي جمعة

بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم "عن عمره فيما أفناه"، حيث شدد الشرع على أهمية استثمار الوقت وعدم إتلافه في غير فائدة. 

عن عمره فيما أفناه

وتابع علي جمعة من خلال صفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك:"وصل الأمر بسيدنا عمر بن الخطاب إلى أنه كان يحاسب بالأنفاس، يعني إذا دخل نفس يلتفت إليه لعله لا يخرج ،وإذا خرج نفس فإنه لعله لا يدخل ، يعني مراقب نفسه على مستوى الأنفاس طبعاً هذا شيء صعب، ولكن استثمر كل العلماء أوقاتهم حتى أنتجوا إنتاجاً كبيراً جداً فكان أبو الوفا بن عقيل في القرن الخامس الهجري ألف كتاباً كبيراً أسماه كتاب (الفنون) في ثمانمائة مجلد، فإذا طبع الآن يطبع في ألفين مجلد، ماذا كان يفعل حتى يؤلف هذا الكتاب وحده وهو أكبر كتاب ألفه بشر في التاريخ؟

كان يكتب فإذا كلت وتعبت يداه يفكر، وكان يأكل الأرز ولا يأكل الخبز فسألوه في هذا هل الخبز حرام ؟ قال: أكلة الأرز تأخذ مني 3 دقائق ، أما أكلة الخبز تأخذ مني 5 دقائق، وكان عندما يدخل دورة المياه يأتي باثنين من العبيد يقرأون له بصوتٍ عالِ حتى ينتهي. حافظوا على أوقاتهم فأنتجوا. 


وأكمل: الإمام السيوطي في القرن العاشر الهجري كان كثير التأليف فقد بدأ التأليف وهو ابن 17 سنة، وعندما وصل سن الأربعين أراد التوقف عن التأليف ؛فألف كتاب (التنفيس في الاعتذار عن التدريس) أي أنه حتى عندما أراد أن ينسحب من التدريس ألف كتاباً، وقال أنا ساعتزل التأليف وأتفرغ للذكر والخلوة ، وعندما توفي في سن 60 سنة وجدوا إنه عنده سبعمائة مؤلف يعني ألف بعد الأربعين أكتر مما ألف قبل الاعتزال؛ قبل الاعتزال كان عنده 300 مؤلف، فألف بعد الاعتزال 400 مؤلف، من حرصه الشديد على الوقت" مع المحبرة إلى المقبرة".


وشدد: الحفاظ على الوقت الحقيقة يحتاج إلى تدريب، ويحتاج إلى احترام كبير جداً للوقت والنبي ﷺ يقول: «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه» فهذه مسألة في غاية الأهمية وعليها مبنى الحضارة.