أكد عبد االله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن فكرة الدولة هي مفتاح للسعادة، والتي ارتقت إلى أن تكون أحد الكليات الست.
وذكر النجار، في كلمته خلال محاضرة لائمة الجزائر، ان فكرة الدولة قامت منذ بداية الإسلام عندما أقام النبي (صلى الله عليه وسلم) دولة يعيش الناس فيها، وكل القيم والمعاني الإنسانية قامت على تلك الدولة، وانتشر الإسلام بهذا الطريق الصحيح، والذي يسافر إلى أقاصي الدنيا كإندونيسيا وغيرها من البلدان البعيدة يجد أن الإسلام وصل إلى هناك عن طريق الأخلاق التي تمتع بها التجار المسلمون، والتي تعد القاسم المشترك بين كل الأديان.
وأشار النجار إلى أمرين، الأمر الأول: أن حب الوطن فطرة طبيعية، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أروع المثل على حب وطنه حينما حدث في مكة وهو خارج منها، حيث خاطبها مخاطبة الشخص الطبيعي قائلاً: "والله إنك لأحب بلاد الله إلي، وأحب البلاد إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، هذا المثل الذي يُحتذى به في أن المكان الذي يعيش فيه الإنسان هو كيان يمثل درجة كبيرة من الأهمية، بل لابد أن يعتبره جزءًا من انتمائه ووجوده ويشعر الإنسان بالغيرة عليه، والأمر الثاني: أن هذا الوطن له واجب على الإنسان، ومن الخطأ أن يظن البعض أن له حقوقًا وليس عليه واجبات، فكل حق يرتبط بواجب، فالبائع حينما يقدم السلعة ينتظر الثمن، وفي مجال الحق الوطني هو حق من حقوق الله (عز وجل) وهو حق مطلق لا ينتظر منه العبد المقابل، ومن الواجب أن يوفي به الإنسان في كل الأحوال، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) للمرأة التي توفيت أمها وقد نذرت أن تصوم: "أرأيتِ لو كان على أمِّك دَينٌ أكنتِ قاضيَتَه؟ قالت: نعم، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اقضُوا اللهَ فاللهُ أحقُّ بالوفاءِ"، فإذا تعارض الحق العام مع حق الفرد قُدِّم الحق العام، وإذا تعارض حق الدولة مع حق الفرد قُدِّم حق الدولة، وإذا تعارض حق الوطن مع حق المواطن قُدِّم حق الوطن.