في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وجه الاتحاد الأوروبي تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل، داعيا إلى التوقف الفوري عن استهداف المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات.
وأكدت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أنها أبلغت الحكومة الإسرائيلية بضرورة وقف استهداف المدنيين، مشددة على أن "قتل مدنيين يطلبون المساعدة أمر لا يمكن تبريره".
وكتبت كالاس عبر منصة "إكس": "تحدثت مجددا مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لتأكيد التفاهم حول ضرورة تدفق المساعدات، أوضحت أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس عند نقاط التوزيع".
في السياق ذاته، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تبعات أوامر الإخلاء والهجمات العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة، خاصة في مدينة دير البلح، محذرة من أن هذه العمليات ستؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
بوادر اتفاق لوقف إطلاق النار
وسط هذا التصعيد، تبرز إشارات على اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وتشير التقديرات إلى احتمال إبرام الاتفاق مطلع الأسبوع المقبل، بدعم من وساطة مصرية وقطرية ومتابعة مباشرة من الإدارة الأمريكية.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد تم إحراز "تقدم ملموس" في المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة، خاصة في ما يتعلق بإعادة تموضع القوات الإسرائيلية داخل القطاع خلال فترة الهدنة.
وأضافت الهيئة أن إسرائيل قدمت لحماس خرائط جديدة تتضمن انسحابا جزئيا من محور موراج، إلى جانب تعديلات على تموضع قواتها، في خطوة فسرت على أنها مرونة غير مسبوقة في الموقف الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن ترد حماس على العرض خلال الساعات المقبلة.
ونقلت الهيئة عن مصدر مطلع: "هناك فرصة حقيقية للوصول إلى توافق.. المقترح المعدل يمثل تحولا مهما في الاستراتيجية الإسرائيلية".
أكثر من 87% من غزة تحت أوامر إخلاء
في تقرير صادم، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) أن 87.8% من مساحة قطاع غزة أصبحت إما مناطق عسكرية أو خاضعة لأوامر إخلاء إسرائيلية، مما أجبر أكثر من 2.1 مليون مدني على التكدس في ما لا يزيد عن 12% من مساحة القطاع، حيث انهارت البنى التحتية والخدمات الأساسية.
وأشار التقرير إلى أن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مستويات كارثية، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي.
أزمة جوع غير مسبوقة
أكد روس سميث، مدير الاستجابة للطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، أن قطاع غزة يواجه أزمة جوع مدمرة، حيث يقضي ثلث السكان أياما متتالية دون طعام. وأضاف أن تقييمات البرنامج تشير إلى أن ربع السكان يواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة، بينما يعاني نحو 100 ألف امرأة وطفل من سوء تغذية حاد يتطلب تدخلا علاجيا عاجلا.
والجدير بالذكر، أنه بين تحذيرات المجتمع الدولي وتصاعد الكارثة الإنسانية، تتجه الأنظار إلى نتائج المفاوضات في الدوحة. فهل تشهد غزة هدنة مرتقبة؟.