الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله|أبو حامد الغزالي.. حجة الإسلام والفقيه الصوفي

أبو حامد الغزالي
أبو حامد الغزالي

تحل اليوم ذكرى رحيل الإمام أبو حامد الغزالى، الملقب بحجة الإسلام، أحد أعلام عصره وأشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري، (450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م).

أبو حامد الغزالي

يعتبر أبو حامد الغزالي فقيهًا وأصوليًا وفيلسوفًا، وكان صوفيّ الطريقةِ، شافعيّ الفقهِ إذ لم يكن للشافعية في آخر عصره مثلَه، وكان على مذهب الأشاعرة في العقيدة، وكان له أثرٌ كبيرٌ وبصمةٌ واضحةٌ في عدّة علوم مثل الفلسفة، والفقه الشافعي، وعلم الكلام، والتصوف، والمنطق، وترك عدداَ من الكتب في تلك المجالات.. منها: "تهافت الفلاسفة، مقاصد الفلاسفة، والمنقذ من الضلال". 

ويعد" تهافت الفلاسفة" أحد أشهر كتبه، حيث اعتبر الغزالي محاولة الفلاسفة في إدراك شيء غير قابل للإدراك بحواس الإنسان منافيا لمفهوم الفلسفة أساسا.
وفي مقاصد الفلاسفة لحجة الإسلام الغزالي، مقدمة لكتابه الثاني (تهافت الفلاسفة) الذي عرض فيه لتناقض آرائهم ومكامن تلبيسهم وإغوائهم. لكنه أراد قبل الشروع في ذلك بأن يعرف القارئ بمذاهب الفلاسفة، ومعتقدهم لأنه يرى أن الوقوف على فساد المذاهب قبل الإحاطة بمداركها محال، بل هو رمي في العماية والضلال. 

ويحكي الغزالي في (مقاصد الفلاسفة) مقاصدهم من علومهم المنطقية والطبيعية والإلهية من غير أن يتدخل أو يميز بين الحق منها والباطل. وقصده من ذلك تفهيم غاية كلامهم دون أن يسهب في الكلام عما هو غير ضروري أو جوهري في مذاهبهم. ويشير الغزالي في هذا الكتاب إلى أن علوم الفلاسفة أربعة أقسام: الرياضيات، المنطقيات، الطبيعيات، الإلهيات، حيث يعرض من ثم كل قسم من هذه الأقسام الأربعة بالتفصيل.

كما أن كتاب المنقذ من الضلال جمع فيه الإمام أبي حامد الغزالي عصارة تجربته الفكرية، وتجواله في ذلك العالم المديد الفسيح، وارتقائه من احترام المحسوس والمعقول إلى الشك فيها، ثم نقده لعلم الكلام والفلسفة على السواء وإقباله أخيراً إلى طريق المتصوفة واطمئنانه إلى طريقهم وأنه من أصوب الطرق للتقرب إلى الله، وبأ،ه المنهج الأفضل في تلقي المعرفة اليقينية.
ولما كان هذا الكتاب يحتل مكانة عظيمة بين الكتب المصنفة في بابه فقد اهتم "محمود بيجو" بتحقيقه وبإخراجه في طبعة جديدة، وبالتقديم له بمقدمة بين فيها العلاقة الوثيقة بين "المنقذ من الضلال" والمنهج لديكارت ثم دعم آراءه بالوثائق وأرقام المخطوطات التي كانت موجود عند ديكارت، وما كان موجوداً عند أصدقائه المقربين، والتي ما زالت موجودة في مكتبات أوروبا إلى يومنا هذا.
كما تناول في كتابه إحياء علوم الدين، علم طريق الآخرة، وما درج عليه السلف الصالح من فقه وحكمة وعلم وضياء ونور وهداية ورشد. يشتمل الكتاب على أربعة أرباع. ويبتدئ بكتاب العلم فيكشف عن العلم الذي تعبد الله الأعيان بطلبه على لسان رسوله صلى اللع عليه وسلم وهو الفاتحة لربع العبادات الذي يشتمل على كتب قواعد القواعد وأسرار الطهارة وأسرار الصلاة والزكاة والصيام والحج وآداب تلاوة القرآن الكريم والأذكار والدعوات وترتيب الأوراد في الأوقات. ويتلوه ربع العبادات ويشتمل على كتب آداب الأكل والنكاح، وأحكام الكسب والحلال والحرام والصحبة والمعاشرة مع الخلق، والعزلة، وآداب السفر والسماع والوجد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآداب المعيشة وأخلاق النبوة.

وكتاب للإمام أبو حامد الغزالي، في باب التصوف السنّي، يتحدث فيه عن الأسرار والحالات القلبية للمسلم في مختلف حالاته، عند اللباس والطهارة والصلاة والزكاة والحج.