رئيس الجمهورية يلتقي نخبة من الأدباء والمثقفين للاستماع إلى وجهات نظرهم حول الظروف الحالية

التقى الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور نخبة من المثقفين والادباء والشخصيات العامة بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة اليوم الثلاثاء.
ضم الوفد محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر ويوسف القعيد وجمال الغيطانى وفاروق شوشة ود.عماد أبو غازى وزير الثقافة الاسبق والكاتب الصحفى إبراهيم عبد المجيد ومحمد المخزنجي.
ويأتي اللقاء فى إطار سلسلة اللقاء التي يعقدها الرئيس المؤقت مع مختلف أطياف المجتمع المصرى والرموز الوطنية للاستماع الى وجهات نظرهم لما تمر به البلاد.
واعتبر الاديب جمال الغيطاني في تصريحات له عقب اللقاء ان الاجتماع بين الرئيس والادباء كان جديدا وكان لقاء مع عدد من الادباء وليس موسعا حيث اتيحت الفرصة لكل من شارك بعرض وجهة نظره في اطار المصارحة.
وأشار الى انه تم خلال اللقاء طرح التساؤلات حول وضع المعتصمين في منطقة رابعة العدوية وحول وضع الدستور وتنفيذ المصالحة الوطنية.
وأكد الغيطاني ان الرئيس منصور كان صريحا خلال اللقاء وهو شخصية واسعة الصدر وعلى دراية بالواقع الثقافي واللحظة التاريخية التي تمر بها مصر.
وقال الأديب يوسف القعيد ان المصالحة ينبغي ان تكون مع من لايحمل سلاحا ولايقطع طريقا، مؤكدا ان الرئيس المؤقت عدلي منصور كان حريصا خلال لقائه مع الأدباء على ابراز أهمية تحقيق المصالحة.
وحول الدور المطلوب من المثقفين والأدباء خلال المرحلة القادمة قال القعيد ان دور المثقفين ينبغي ان يركز على توعية المواطنين والتواصل مع من لهم اراء مخالفة والوصول الى اماكنهم في الاقاليم.
وأكد ان هذا الدور يمكن القيام به بعد تشكيل الحكومة الجديدة من خلال وزارة الثقافة، مشيرا الى ان المثقفين والادباء كانوا ممنوعين في عصر الاخوان وان عليهم حاليا استعادة دورهم كاملا، حسب تعبيره.
من جانبه، قال الاديب محمد المخزنجي ان "ما حدث منذ الثلاثين من يونيو اننا كنا جميعا في مهمة انقاذ للدين واستعادة مصر"، مؤكدا ان "دور المثقف في هذه المرحلة هو دعم هذه المهمة النبيلة والجليلة من خلال ادوات المثقف مثل الكتابة واي وسائل أخرى".
وأكد الاديب ابراهيم عبد المجيد ان الرئيس منصور كان خلال اللقاء متفهما جدا واكد على اهمية المصالحة وان تكون جميع الابواب مفتوحة لجميع التيارات الوطنية.
واوضح ان دور المثقفين كبير في محاولة رأب الصدع والمصالحة، مشيرا الى ان الرئيس المؤقت اكد على خارطة الطريق التي تتضمن الدستور واجراء انتخابات برلمانية، وقال ان "المظاهرات الحالية ستنتهي مع مرور الوقت "، مضيفا "انه لا مصالحة مع من يرتكبون أعمال عنف وانه يجب ان نفرق بين من يبني ويخرب ويقوم باعمال عنف، على حد قوله.
من جانبه قال عماد أبو غازي، وزير الثقافة الاسبق، إن اللقاء ناقش الوضع الراهن وتصورات المرحلة الانتقالية وكيفية الخروج من المأزق الراهن في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد التي تمر بها البلاد.
وقال محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر إن الرئيس عدلي منصور كان مهتما بان يستمع الى اراء الكتاب والمثقفين ورؤيتهم للمرحلة الانتقالية، والدستور، وتشكيل الدستور، والمصالحة، مشيرا إلى أن الكتاب المشاركين في اللقاء أعربوا عن استيائهم الشديد مما يحدث في بعض الميادين، مثل ميدان رابعة العدوية، وميدان النهضة، وتطلعوا إلى مرحلة تبدأ فيها الدولة الدستورية، وتأخذ مجراها.
وأضاف سلماوي أن الكتاب أكدوا للرئيس المؤقت أن النزول إلى الميادين لا معنى له، بعد نجاح ثورة 30 يونيو، وطالبوا بحظر الاعتصامات التي تعطل مصالح الناس، وأن التظاهر السلمي لا غبار عليه، مشددين على ضرورة البدء في بناء البلد بعد كل ما أصابها.
وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى ملف المصالحة الوطنية، موضحا أن الكتاب أكدوا على ضرورة أن تقوم المصالحة على المحاسبة، وأن تتم معاقبة كل من خرق القانون وسفك الدماء، وانه لاتهاون في حق الشعب، لافتا إلى أنه استعرض خلال اللقاء تجربة جنوب أفريقيا، حيث لم تبدأ فيها المصالحة إلا بعد المحاسبة.
وأضاف سلماوي أن الرئيس أكد خلال اللقاء أنه يضع في اعتباره الأساس الانتقالي لمنصبه، والأساس المستقبلي، ويدرك أنه رئيس مؤقت، لانجاز المرحلة، لكنه في الوقت ذاته يتخذ قراراته وعينه على المستقبل وليس على المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن الرئيس شدد على أن الإعلان الدستوري مؤقت، وانه لابد من التعامل معه على هذا الأساس.
حضر اللقاء الدكتور مطفى حجازي مستشار الرئيس للشئون السياسية والسيدة سكينة فؤاد مستشار الرئيس لشئون المرأة وأحمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس.