الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا نهى النبي عن إشعال النار والأنوار والمدفأة ليلا؟ الأزهر يحذر

ترك الأنوار ليلا
ترك الأنوار ليلا

هل نهى النبي عن إشعال النار ليلا؟ ورد في السنة النبوية النهي عن ترك النار في البيت عند النوم، وذلك حتى لا تسبب الحرائق في المنزل، وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" (38008) وأحمد في "مسنده" (11208) والنسائي في "الكبرى" (8804) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: «لاَ تُوقِدُوا نَارًا بِلَيْلٍ» ثُمَّ قَالَ: «أَوْقِدُوا، وَاصْطَنِعُوا؛ فَإِنَّهُ لَنْ يُدْرِكَ قَوْمٌ بَعْدَكُمْ مُدَّكُمْ، وَلاَ صَاعَكُمْ».

 

وروى البخاري (6294) ومسلم (2106) عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "«احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ».. قَالَ الْقُرْطُبِيّ في شرح الحديث: «فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث أَنَّ الْوَاحِد إِذَا بَاتَ بِبَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ غَيْره وَفِيهِ نَار فَعَلَيْهِ أَنْ يُطْفِئهَا قَبْل نَوْمه أَوْ يَفْعَل بِهَا مَا يُؤْمَن مَعَهُ الِاحْتِرَاق» ، تفيد هذه الأحاديث  النهي عن إيقاد النور في البيوت ليلاً والنوم وتركها مشتعلة، خشية على أهل البيت من أن تشب فيه النار وهم نيام.
 

 

حكم ترك إشعال النار ليلاً

هذا الأمر بإطفاء النار والمصابيح الموقدة عند النوم محمول على الاستحباب عند جمهور الفقهاء، جاء في الموسوعة الفقهية (3/323) «يُسْتَحَبُّ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ إِطْفَاءُ الْمِصْبَاحِ عِنْدَ النَّوْمِ، خَوْفًا مِنَ الْحَرِيقِ الْمُحْتَمَل بِالْغَفْلَةِ، فَإِنْ وُجِدَتِ الْغَفْلَةُ حَصَل النَّهْيُ، وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ لِلرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدُل عَلَى هَذَا».

 

وهذه الأوامر الواردة في الحديث محمولة على الندب والإرشاد عند أكثر العلماء، كما نص عليه جماعة من أهل العلم، فإذا كانت هناك حاجة لإيقاد شيء من النار في المنزل، إما للإضاءة، وإما للتدفئة: جاز ذلك، مع التحرز من وصول النار إلى ما يسبب حريقاً، والاجتهاد في إطفائها عند نوم أهل البيت، متى كان ذلك ممكنا ؛ توقيا لما يمكن أن تسببه من ضرر.

 

معنى أحاديث النهي عن إشعال النار ليلا

جاءت هذه الأحاديث لتوضح شيئاً من الآداب الشرعية، فيما يتعلق بإطفاء النار، وكونها من الآداب الشرعية، ومن الحيطة، فلحفظ البيت وأهله لا بدَّ من إطفاء النار عند النوم، سواء كانت سراجًا، أو لمبةً، أو جمرةً في البيت، أو نحو ذلك مما يُخشى منه، فإن السنة إطفاء ذلك حتى لا يتعرض البيتُ لشيءٍ من الخطر بعبث العابثين، أو بسبب الفُوَيْسِقَة –الفأرة- أو بسبب الهواء، أو بأسبابٍ أخرى، فالسنة إطفاء اللمبات، والسُّرُج المعلَّقة، والنار الموجودة، وما أشبه ذلك، حتى لا يتعرض البيتُ للخطر.


ومن السُنة أيضًا إغلاق الباب، وتغطية الإناء، وإيكاء السِّقاء؛ لئلا يقع فيه شيءٌ، والشيطان لا يفتح مغلقًا، ولا يحلّ وكاءً، فإن لم يجد إلا أن يعرض عودًا على الإناء الذي فيه شيءٌ فليضع عودًا فوقه، سواء كان ماءً، أو تمرًا، أو لبنًا، أو غير ذلك، يعرض عليه عودًا ويُسمِّي الله، يُوكِئ السِّقاء ويُسَمِّي الله.

 

 

 ترك المدفأة موقدة في أثناء النوم


حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في بيان سابق له، من ترك المدفأة موقدة في أثناء النوم.

وقال مركز الأزهر للفتوى عبر صفحته بفيسبوك: نظرًا لما تكرر من حرائق في الأيام الماضية بسبب ترك المدفأة موقدة أثناء النوم؛ فإن مركز الأزهر العالمي للفتوىٰ الإلكترونية يحذر من ذلك الأمر؛ انطلاقًا من حرص الإسلام على حفظ النفوس، وسلامة الأرواح.

 

واستدل بقول الله تعالى: «فقد قال اللهُ تعالى في محكم القرآن الكريم: «وَلَا تَقتُلُوۤا أَنفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُم رَحِیما»، مستشهدًا بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم محذِّرًا من ذلك الأمر حين احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَىٰ أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ فقَالَ:«إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ» أخرجه البخاري ومسلم، وعنِ ابْنِ عُمرَ رضي اللهُ عنْهُمَا، عنِ النَّبي قَال: «لا تَتْرُكُوا النَّار فِي بُيُوتِكُمْ حِين تَنامُونَ» أخرجه البخاري ومسلم.