الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة موسى صبري|خلاف عنيف مع طه حسين بسبب أدب العفاريت

الكاتب الصحفي موسى
الكاتب الصحفي موسى صبري

تمر اليوم ذكرى رحيل موسى صبري أحد عمالقة الصحافة المصرية وأصغر رئيس تحرير، وكان رموز الصحافة في عهد السادات والأكثر قربا منه. 

 

 وُلد في ١٦ أغسطس عام ١٩٢٥م في مركز الفشن التابع لمديرية بني سويف، والده كاتباً بوزارة الحقانية، وكان ترتيبه الثالث بين ثمانية أبناء منهم ٤بنات و٤أولاد، سُمى " موسى صبري" بعد تدخل القسيس لإرضاء والديه وأخفيا مولده عن الجيران وسُجل بعد مولده بشهر ونصف، في ٢ أكتوبر خوفًا من الحسد، عشق القرآن وهوى سماع ترتيله من الراديو، رغم رفض أمه لذلك، فاشترى مصحفًا ووضعه تحت الوسادة فوضعت الأم إنجيلا بجواره.

موسى صبري

أدخله والده في سن السادسة مدرسة مجلس مديرية المنيا الابتدائية، وحرص على تعليمه القراءة والكتابة والإنجليزية بنفسه، وحصل على الابتدائية من مدرسة أسيوط الأميرية، حصل على شهادة التوجيهية في عام ١٩٣٩م من أسيوط، انتقل إلى القاهرة للالتحاق بكلية الحقوق وتخرج كأصغر خريج في عام ١٩٤٣م  في سن ١٨ عامًا، فرفضت نقابة المحامين قيده بجداولها؛ لأن قانون المحاماة يشترط بلوغ سن ٢١ عامًا لممارستها، فتوجه إلى "الأهرام".

معركة موسى صبري مع عميد الأدب طه حسين بسبب أدب العفاريت

كانت بداية علاقة موسى صبرى بطه حسين، عندما كان الأخير يعمل وزيرا للمعارف، للتقدم إليه بطلب لمساعدته فى العمل، كما كان عادة العميد فى تقديم يد العون للطلبة المتفوقين، وهناك فى مبنى الوزارة قابل سيد قطب القيادى الأخوانى الذى كان يعمل حينها مديرا لمكتب عميد الأدب العربى، الذى استمع إليه إلى طلبه، بعدها أدخله مكتب طه حسين، الذى قابله بالترحاب والود وطلب منه يحدثه عن سبب تفوقه، قبل  أن يخبره أن أنه كلم صديقه محمد صبرى أبو علم وزير العدل حينها، من اجل توظيفيه بالنيابة، لكن ربما قصة اعتقاله سالفة الذكر حالت دون تعيينه فى وظيفة وكيل النيابة.

موسى صبري

 

لكن التقى صاحب "دموع صاحبة الجلالة" مرة أخرى مع صاحب سيرة "الأيام" بعد عمله فى الجمهورية، حيث تم تعيين عميد الأدب العربى، كرئيس للتحرير بشكل شرفى، بحسب تأكيد صلاح سالم لموسى صبرى، لكن العميد  كان يطلب الاطلاع على المانشتات وذات يوم رفض العميد مانشت يقول "ديجول فى أزمة" ورأى العميد أنه من  الأفضل تغييره لـ"ديجول فى حرج" بسبب أن ما يواجه الرئيس الفرنسى لا يعد بمثابة أزمة، وهنا أكد موسى صبرى أن كلمة حرج صعبة فى المانشات خاصة وأنها تكتب بدون تشكيل، لكن العميد أصر، وحين استشار كامل الشناوى طلب منه استمرار المانشت الأول، وأنه سوف يحدث العميد، إلا أن ذلك لم يحدث وحدث أزمة كبيرة بسبب ذلك هدد فيها طه حسين بالاستقالة.

الأزمة الأكبر الذى واجهت "صبرى"  كانت عندما قام الكاتب إبراهيم الوردانى بنشر مقال له بجريدة الجمهورية يرى فيها أن من يطالبوا بدراسة الأدب اليونانى القديم، يطالبون بدراسة أدب العفاريت والأساطير والخرافات التى ليست لها قيمة، وهو المقال الذى وجه فيه العميد دعوة للتخلف، واحتج لأن المقال أيضا لم يعرض عليه.

موسى صبري 

وقرر العميد مواجهة ذلك التخريف من وجهة نظره، بنشر مقال للرد على ذلك، وأن ذلك قمة الجهل، مشيرا إلى أدباء الجيل الجديد لا يقرأون، وأثناء مراجعة "موسى" للمقال وجد أن طه حسين ظلمه بعدما هاجمه بالمقال، وطلب من كامل الشناوى عدم نشر المقال وإلا استقال، إلا أن الأخير عرض عليه عرض المقال ومن ثم الرد عليه.

وبالفعل قام "موسى" بكتابة رد عنيف على طه حسين، حيث قال: اعترف بأننى اندفعت فى الرد بعاطفة طائشة، فقد كنت أتفانى فى عملى، وأساءنى أن أتهم بالجهل والإهمال، وتملكنى حماسة عنيفة" وبعدها شعر بأنه لابد من الاعتذار لعميد الأدب العربى، حيث اتصل به على الفور، واعتذر له، فما كان من الأخير أن رد عليه بكل ترحاب، وأكد له أنه يتابع مقالاته وأن يعمل مدى علمه، وهنا أهدى له موسى صرى نسخة من كتابه "ثورة كوبا".