EN 
وسط شتاء قارس وبرودة شديدة ومطر مستمر تجعلنا نثقل من ملابسنا، نرى تنقل مئات الأشخاص، كل عام، بين محطات أنفاق المترو دون سراويلهم.
حكاية يوم بدون سراويل
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لسكان مدينة لندن البريطانية، من داخل إحدى محطات مترو الأنفاق، وهم يسيرون بدون سراويل، على الرغم من برودة الطقس، وتساءل الكثير رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن السبب لفعل تلك التصرفات.
وبحسب ما نقلته وكالة دويتشه فيله الألمانية، فإن عدد كبير من سكان مدينة لندن، دخلوا إلى مترو الأنفاق بدون سراويل، وركبوا العربات للمشاركة في مهرجان no trousers tube ride، أو "يوم بدون سراويل"، الذي يعود بعد انقطاع كبير بسبب جائحة كورونا.
ويعود مهرجان no trousers tube ride، أو ما يسمى بالعربية يوم بدون سراويل، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة ولاية نيويورك حتى وصل إلى العاصمة البريطانية لندن، لكن بسبب جائحة كورونا توقف خلال العامين الماضيين.
وأعلن القائمين على المهرجان يوم بدون سراويل، أن الهدف منه هو المتعة ورفع الوعي حول مرض اكتئاب الشتاء، وهو نوع اضطراب المزاج يتعرض له الإنسان.
ويعتبر اكتئاب الشتاء أو الاضطراب العاطفي الموسمي، هو نوع من الاكتئاب ينشأ نتيجة تغير فصول العام، يبدأ وينتهي في نفس الوقت من كل عام، وغالبًا ما يكون ذلك مع بداية الخريف ويستمر حتى نهاية فصل الشتاء، بسبب تغير عدد ساعات الليل والنهار خلال الخريف والشتاء قد ينتج اكتئاب الشتاء، فانخفاض شدة وكمية أشعة الشمس يسبب اضطرابًا في الساعة البيولوجية لبعض الأشخاص، فيشعرون بالاكتئاب.
السيروتونين هو أحد المركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ التي تؤثر على الحالة المزاجية، وقد تنخفض مستويات السيروتونين بداية الشتاء مسببة بذلك اكتئاب الشتاء.
كما أنه يحدث بعض التغيرات ومنها نقص فيتامين د من أسباب اكتئاب الشتاء، إذا يعمل هذا الفيتامين على الحفاظ على مستويات طبيعية للسيروتونين في الجسم خلال فصل الشتاء، حيث تساعد أشعة الشمس في إنتاج الكوليكالسيفيرول (Vitamin D3) الذي يتحول إلى فيتامين د.
مزحة تحولت يوم عالمي
والجدير بالذكر، يوجد يوم عالمي خاص بخلع السروال هو أن الركاب في الشتاء وعندما يتنقلون فى قطار الأنفاق أو الحافلات الكبيرة ويقفون على المحطات منتظرين الحافلة أو القطار أو غيره، وهم يرتدون ملابس الشتاء الثقيلة يتصرفون وكأنهم غرباء ولا يعرفون بعضهم البعض لكن الشيء المشترك والوحيد بينهم جميعًا هو أنهم بدون سروال.
وقد يتساءل البعض عن سبب احتفال الناس في هذا اليوم، بشكل سنوي، في أكثر من 60 عاصمة بالعالم، ولكن الجواب بسيط للغاية، إذ بدأ هذا التقليد كمزحة.
وتعود أصول هذه الفكرة إلى مجموعة "Improv Everywhere"، التي تقدم فن الأداء الهزلي، عام 2002، في مدينة نيويورك الأمريكية.
وكان هذا التقليد قد بدأ به 7 رجال كمزحة، ليتحول فيما بعد إلى احتفال عالمي، تشارك فيه العديد من المدن، من حول العالم، منها هونغ كونع، ولندن، وبراغ، ونيويورك.
ولم يمر شهر يناير 2020، دون أن تحتفل العديد من المدن بهذا اليوم العالمي، إذ تجد ركاب أنفاق المترو يتصرفون بشكل طبيعي ويلتقطون صور "السيلفي"، من دون سروايلهم.
وبحسب موقع "Improv Everywhere"، أوضح أن "الفكرة وراء هذا التقليد بسيطة، يستقل ركاب عشوائيين أنفاق المترو، في محطات منفصلة، خلال فصل الشتاء، ولكن دون سراويلهم".
ويتصرف المشاركون كما لو أنهم لا يعرفون بعضهم البعض، فتجدهم يرتدون معاطفهم الشتوية، وقبعاتهم، وقفازاتهم. ولكن، تبقى السروايل هي الأمر الوحيد الذي يفتقده الركاب".
ويُذكر أن تاريخ هذا التقليد السنوي يتغير كل عام، في شهر يناير إذ يتم الإعلان عنه مسبقاً خلال شهر ديسمبر بحسب موقع "Improv Everywhere".
