الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة الطاقة تدفع الخضر للتخلي عن المناخ.. القصة الكاملة لأزمة مناجم الفحم بألمانيا

صدى البلد

تشهد قرية لوتسيرات، إحدى قرى مقاطعة شمال الراين بـ ألمانيا، اشتباكات على مدار يومين متتالين، بين الشرطة الألمانية، ونشطاء معيين بحماية المناخ، وسط جدل حول القضية داخل ألمانيا، وذلك بعد قرار الحكومة الفيدرالية بالتوسع في استخراج الفحم من المنجم المهجور داخل تلك القرية، في ظل أزمة الطاقة التي تمر بها أوروبا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

ويبدو أن الحكومة الألمانية قررت اللجوء إلى مصادر الطاقة التقليدية، وذلك رغم التوجه العام بداخلها بالتوجه إلى مصادر طاقة صديقة للبيئة، وكان على رأس المصادر الغير مرغوب بها هو الفحم، وتأتي تلك السياسات في محاولة لوقف النزيف الاقتصادي داخل الدولة، وهي الأزمة التي دفعت حزب الخضر المناصر للساسات المناصرة للبيئة بتأييد تحركات الدولة، وتلك هي القصة الكاملة لمعركة قد تستمر لعدة أيام قادمة.

البداية قرار حكومي مدعوم بحكم قضائي

قرية لوتسيرات، هي فرية غير مأهولة بالسكان، حيث هجرها سكانها منذ فترة، ولا يوجد بها أي عائلة، ولم يتبقى بها إلا عدة منازل وأكواخ مهجورة، وكان بها منجم صغير لاستخراج الفحم، وفي ظل سعى الحكومة الألمانية الفيدرالية بالبحث عن بدائل للغاز الروسي الذي توقفت ألمانيا عن استيراده، قررت التوسع في استخراج الفحم من هذا المنجم، خصوصا وأنه لا توجد بيوت مسكونة بالقرب منه كما في أماكن أخرى.

ووفقا لما ذكرته صحيفة فيلت الألمانية، فقد أصدرت الحكومة الألمانية قد أصدرت منذ فترة قرارا بحظر الإقامة في لوتسيرات، وذلك تحسبا لمعارضة نشاط المناخ الذي أعلنوا منذ البداية رفضهم لقرار التوسع في استخدام منجم الفحم، وعند لجوء هؤلاء النشطاء إلى المحكمة الإدارية الألمانية العليا رفضت المحكمة طلب النشطاء، وقضت بعدم جواز الاعتراض على القرار المستعجل الذي أصدرته المحكمة الإدارية في مدينة آخن والذي قضى بحق الدولة في تنفيذ القرار الخاص بالقرية.

أجواء حرب ... تحصينات وملوتوف وخنادق داخل القرية

في محاولة لعرقلة الحكومة بتنفيذ قرارها، قرر النشطاء المناهضين للقرار، بالتجمع داخل القرية منذ عدة شهور، وبالفعل تواجد داخل لوتسيرات، 300 من النشطاء تحصنوا داخل 7 منازل، و27 كوخًا في أعالي الأشجار، حيث أقاموا فيها، وذلك بالإضافة إلى نحو 250 شخصًا آخرين موجودين في معسكر بقرية كاينبرج المجاورة.

وقام هؤلاء النشطاء، وفقا ما ذكرته وسائل الإعلام الألمانية، بتحصين القرية تحسبا لهجوم الشرطة، وذلك عبر إقامة حواجز، وحفر خنادق حولها، وتجهيز زجاجات المولوتوف، وأدوات أخرى لمقاومة الشرطة، وزادت تلك التحصينات منذ بداية هذا الشهر وقرب قرار الشرطة بأخلائها، وتسليمها لشكرة الطاقة المسئولة عن تنفيذ مشروع الفحم.

أعمال شغب ومقاومة شديدة للشرطة خلال 48 ساعة

ومع بداية الشرطة أمس في تنفيذ قرار إخلاء القرية، اندلعت اشتباكات بين الشرطة الألمانية ونشطاء حماية المناخ، حيث شرعت الشرطة، فى إجلاء الناشطين الذين يقيمون منذ شهور المبان المهجورة فى القرية، وأعلنت الشرطة عبر مكبر صوت خلال بدء إجلاء النشطاء أنه "يمكن مغادرة المنطقة الآن دون أى تداعيات". وأضافت الشرطة استنادا إلى أمر محكمة: "أنتم ممنوعون من البقاء أو دخول منطقة لوتسرات".

ولكن النشطاء تمترسوا خلف الحواجز وداخل خنادق، وذلك لمنع الشرطة من دخولها، والبعض جلس على أراجيح نصبت عاليا فوق الأرض، وتعهد المتظاهرون أن يكون دفاعهم عن الموقع "بلا حدود"، وبالفعل لاقت الشرطة مقاومة عنيفة من قبل نشطاء المناخ، وكانت هناك أعمال شغب أثناء الإخلاء المستمر للقرية، وكان هناك مصابين من الشرطة الألمانية، ولكن في النهاية استطاعت الشرطة إخلاء أكثر من 200 ناشط خلال يومين.

حزب الخضر المشارك في الحكومة يؤيد تنفيذ المشروع

فيما دافع نائب المستشار روبرت هابيك، وهو السياسي الأخضر، عن إخلاء القرية، ودعا إلى نبذ العنف، في إشارة إلى دعاة حماية المناخ الذين يعملون للحفاظ على القرية، قائلا : "من وجهة نظري، فإن قرية لوتزيرات فارغة، حيث لم يعد يعيش أحد بها، والتنقيب بداخلها عن الفحم، لا يعني التوسع في استخراجه من قرى أخرى، فلن يتم التنقيب عن مدن أخرى في المنطقة، ويمكن للناس هناك البقاء".

وعن تعارض المشروع مع قرار التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030. قال وزير الاقتصاد الفيدرالي: "يهدف عملي السياسي أيضًا إلى تحقيق شيء مماثل في أماكن أخرى في ألمانيا، إنها اتفاقية تخدم حماية المناخ، فمن المقرر أن يتم التخلص التدريجي من الفحم المدمر للمناخ ونحن أمامنا ثماني سنوات.

فيما أدانت الحكومة الفيدرالية بشدة هذه المقاومة العنيفة من قبل نشطاء المناخ ضد الشرطة، قائلة : "كانت هناك مقاومة اليوم وكذلك أعمال شغب أثناء الإخلاء المستمر للقرية. وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبيستريت ان الحكومة الفيدرالية تدين صراحة هذا العنف. "ليس لدينا فهم لذلك"

الأمر قد يستغرق أسبوعين

ويبدوا أن النشطاء استعدوا لحصار يمكن أن يستمر لأسابيع، خصوصا أن المعلن من قبل الحكومة الفيدرالية فى إطار بحثها عن مصادر للطاقة على وقع خفض روسيا إمداداتها، هو منح الشركات بالتوسيع في كافة المناجم المجاور للوتسيرات.

وتعد شركة الطاقة RWE هي المسؤولة عن هدم المباني وإزالة الأشجار بعد التطهير، ومن المقرر هدم الجزء الأسفل من القرية من أجل التمكن من استخراج رواسب الليغنيت أدناه.

أكثر من 200 من المشاهير يطالبون بوقف أعمال الإخلاء

وفي خطاب مفتوح ، طالب أكثر من 200 من المشاهير بوقف فوري لأعمال التخليص، وذلك وفق ما ذكرته مجلة "دير شبيجل" الألمانية، وحملت الرسالة أن التنقيب عن الفحم في لوتزراث "ليس مجرد مسألة وجود قرية ، بل هو سبب له أهمية في تحديد اتجاهات السياسة العالمية والمناخية ".

وكان من الموقعين على الرسالة، الممثلات كاتيا ريمان وتيلما بوابنج وفلين روجان والممثلين بيتر لوهمير وروبرت ستادلوبر بالإضافة إلى فرق سبورتفروند ستيلر وديتشكيند وريفولفريلد وعازف البيانو إيغور ليفيت والمؤثرة لويزا ديليرت.

احتجاج أمام مقر الخضر ضد الإخلاء بالصلبان الصفراء

وكذلك احتجاجًا على إخلاء القرية، قام المتظاهرون في مجال حماية المناخ بربط الصلبان الصفراء بمقر الخضر في برلين، وعلقوا الصلبان الكبيرة على الحائط ، ونوافذ وأبواب المنزل في برلين ميتي واتهموا الخضر، بصفتهم الحزب الحاكم ، بالمسؤولية عن الإخلاء وبالتالي الإضرار بالمناخ وأرسلت جماعة التدخل اليسارية في برلين صوراً للحدث، وأكدت الشرطة الحادث