EN 
زيارة رسمية يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند هي الثالثة من نوعها، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، للمشاركة كضيف رئيسي في الاحتفال بعيد الجمهورية 74 للهند، الذي يوافق يوم العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950، ليدشن البلدان مرحلة جديدة من تعاون ثنائي مشترك على العديد من الأصعدة.
زيارة هي الاولى من نوعها
رحب رئيس وزراء الهند ناريندا مودي، بزيارة الرئيس السيسي، التي وصفها بالتاريخية، و نشر على حسابه على تويتر "مرحبا بك ترحيباً حاراً في الهند، الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارتك التاريخية للهند كضيف رئيسي لاحتفالاتنا بيوم الجمهورية هي مسألة سعادة هائلة لجميع الهنود، أتطلع إلى مناقشاتنا غدا".
ورد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تغريدة رئيس وزراء الهند "ناريندرا مودي" موجهًا له التحية والتقدير على حفاوة الاستقبال.
وتعد هذه المرة هي الأولى التى تتم فيها دعوة رئيس جمهورية مصر العربية للمشاركة كضيف رئيسي فى عيد الجمهورية الهندية، وتتزامن مع احتفال الهند ومصر هذا العام بمرور 75 عامًا، على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، كما تمت دعوة مصر "كبلد ضيف" خلال رئاسة الهند لمجموعة العشرين خلال عام 2022-2023، وتشارك كتيبة عسكرية مصرية قوامها 180 فردًا في احتفالات يوم الجمهورية الهندي في مسار كارتافيا في 26 يناير.
نشاط مكثف خلال الزيارة
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، استعرضنا ما وصلت بيه العلاقات بين البدلين في التجاري، الاستثماري والدفاعي، وأيضًا الإجراءات التي تتخذها الحكومة في الاستثمارات الهندية في مصر لا سيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأكد السيسي، خلال مؤتمر صحفي جمع بينه وبين رئيس الوزراء الهندي، أن ضخ الاستثمارات الهندية في مصر جاء من ما ظهر من عزم للشركات الهندية المتخصصة في مصر من اهتمام بضخ استثمارات في مصر، ومن ناحية أخرى اتفقنا مع وزير التعاون في المجالات المختلفة، الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وأيضًا التعاون الاستراتيجي على رأسها الزراعة، التعليم، تكنولوجيا الاتصالات.
وأشار السيسي، إلى اتفاقهم على إتاحة قنوات منتظمة بين البدلين لتبادل الخبرة والمعرفة، على خاصة الصناعات المحلية، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والارتقاء بمستوى المعيشة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي زار ضريح المهاتما غاندي ووضع إكليلا من الزهور على قبره، وجاءت كلمة رئيس الجمهورية في دفتر كبار الزوار لدى زيارة ضريح غاندي في نيودلهي.
اتفاقيات تم توقيعها
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء الهند، ناريندا مودي، توقيع اتفاقيات تفاهم وتعاون بين البلدين، في إطار زيارة الرئيس السيسي إلى الهند.
- مذكرة تعاون في مجال الأمن السيبراني، بين وزارة نظم المعلومات الهندية ووزارة الاتصالات المصرية.
- مذكرة تفاهم في مجال الزراعة، وقّعها وزير الثقافة الهندي ووزير الزراعة المصري.
- مذكرة تفاهم في شؤون الشباب، وقّعها من الجانب الهندي وزير الرياضة وشؤن الشباب، ووزير الخارجية المصري.
- اتفاق تعاون بمجال الإعلام والإذاعة، وقّعها من الجانب الهندي وزير الرياضة وشؤون الشباب، ووزير الخارجية المصري.
على ماذا تستند السياسة الخارجية المصرية؟
في هذا الصدد قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هذه الزيارة تمثل أهمية كبيرة نظراً للعلاقات القوية التي تجمع مصر والهند، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي للاحتفال بيوم تأسيس جمهورية الهند فضلاً عن مرور 75 عاماً عن العلاقات المصرية الهندية.
وأضاف خلال تصريحاته لــ"صدى البلد" العلاقات بين البلدين هي علاقات تاريخية، حيث إن الهند كان لها دور في مصر منذ ستينيات القرن الماضي في تأسيس دول عدم الانحياز وكانت مصر لها دور والهند لها دور، بالتالي العلاقات طيبة بين البلدين سواء على المستوى الرسمي او الشعبي.
وتابع: الدعوة وجهت للسيد الرئيس ليكون ضيف رئيسي في هذه المناسبة وهذا يعكس تأثير الدور التي تلعبه مصر في المنطقة العربية والشرق الاوسط والقارة الافريقية كما ان احد المحاور الاساسية للسياسة الخارجية المصرية في الفترة الاخيرة هو “محور التوجه نحو الشرق” متمثلة في الدول الاسيوية في الشرق مثل الهند واليابان وغيرها من الدول الاسيوية.
وأضاف: الزيارة تأتي من أجل توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة مثل المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارات والمشروعات المشتركة، مشيراً إلى أن الهند متميزة في مجال البرمجيات، وذلك من أحد محاور التعاون المشترك بين الدولتين وهذه الزيارة تسمى “دبلوماسية القمة” حيث شهدت الزيارة اجتماعات بين السيد الرئيس والقيادات المختلفة في الهند البرلمانية.
وأختتم: شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفقايات الهامة وبروتوكلات تعاون بين الهند ومصر في مجالات الاعلام والشباب والاستثمار، والمشروعات المشتركة، مما سيعود بفائدة كبيرة.
مصر أهم شريك اقتصادي للهند
تمثل مصر لمنطقة الشرق الأوسط الدولة المحورية، كما تعتبر منفذاً جيداً للصادرات والمنتجات الهندية، وفرصة لاستثمارات مشتركة بين البلدين على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص، ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء فإن قيمة تحـويلات المصريين العاملين بالهند بلغت 5.82 مليـون دولار خلال العام المالي 2020-2021.
و تتمتع مصر والهند بعلاقات صداقة ودية تقوم على أساس الروابط الحضارية والثقافية والاقتصادية والعلاقات عميقة الجذور بين الشعبين، مستندة على القيم الثقافية المشتركة والالتزام بتعزيز النمو الاقتصادى والتعاون فى مجالات الدفاع والأمن والتقارب بشأن القضايا الإقليمية والعالمية، كما يعمل البلدان بشكل وثيق فى المنتديات الدولية ومتعددة الأطراف.
كما تعد مصر حاليًا من أهم الشركاء التجاريين للهند بقارة أفريقيا، وثالث أكبر سوق تصدير لمصر عام 2021، كما تعد الهند سادس أكبر شريك تجارى لمصر فى عام 2021، والشركات الهندية من أكبر المستثمرين الأجانب فى مصر، وتقوم أكثر من 50 شركة هندية باستثمار حوالى 3.15 مليار دولار أمريكى فى قطاعات متنوعة من الاقتصاد المصرى، بما فى ذلك المواد الكيميائية والطاقة والمنسوجات والملابس والأعمال الزراعية وتجارة التجزئة.
وتوفر هذه الشركات بصفة عامة فرص عمل مباشرة لما يقرب من 38000 مصرى، وتخطط العديد من هذه الشركات لتوسيع استثماراتها بضخ استثمارات تراكمية تصل إلى 800 مليون دولار أمريكى، كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء فى مصر، ووقعت 3 شركات هندية رائدة مذكرات تفاهم مع الحكومة المصرية بقيمة 18 مليار دولار أمريكى.
