ما المقصود بقول النبي : الرؤيا على رجل طائر؟ داعية يوضح

يتساءل البعض عن حقيقة أن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، وهل هناك حديث شريف بهذا المعنى؟

الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر

يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة، حيث روي عن أبي داود . عن ﺃﺑﻲ ﺭﺯﻳﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﺮﺅﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻃﺎﺋﺮ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺒﺮ ﻓﺈﺫا ﻋﺒﺮﺕ ﻭﻗﻌﺖ» ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺣﺴﺒﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻭﻻ ﺗﻘﺼﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭاﺩ، ﺃﻭ ﺫﻱ ﺭﺃﻱ» سنن أبي داود.

وبين في معنى الحديث عن صاحب عون المعبود قال : (اﻟﺮﺅﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻃﺎﺋﺮ) ﻗﺎﻝ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ﻫﺬا ﻣﺜﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻗﺮاﺭﻫﺎ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻌﺒﺮ اﻧﺘﻬﻰ ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻟﺸﻲء اﻟﻤﻌﻠﻖ ﺑﺭﺟﻞ اﻝﻃﺎﺋﺮ ﻻ اﺳﺘﻘﺮاﺭ ﻟﻬﺎ، (ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺒﺮ) ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺭﻯء ﺑﺼﻴﻐﺔ اﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﻭﺑﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﺒﺎء ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ ﺃﻱ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﺴﺮ، (ﻓﺈﺫا ﻋﺒﺮﺕ ﻭﻗﻌﺖ) ﺃﻱ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺅﻳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺋﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺣﻜﻤﻬﺎ.

وأوضح أنه ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﺮﺅﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻃﺎﺋﺮ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻌﺒﺮ ﺃﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻟﺴﻘﻮﻁ ﺇﺫا ﻋﺒﺮﺕ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ اﻟﻄﻴﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺣﻮاﻟﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺟله، مبيناً أن من اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺮﺅﻳﺎ ﻷﻭﻝ ﻋﺎﺑﺮ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻃﺎﺋﺮ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺟﺎﺭ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻬﻮ ﻃﺎﺋﺮ ﻣﺠﺎﺯ ﺃﺭاﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻗﺪﺭ ﺟﺎﺭ ﻭﻗﻀﺎء ﻣﺎﺽ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺃﻭ ﺷﺮ ﻭﻫﻲ ﻷﻭﻝ ﻋﺎﺑﺮ ﻳﻌﺒﺮﻫﺎ ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺫا اﺣﺘﻤﻠﺖ ﺗﺄﻭﻳﻠﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺒﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﺒﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻭاﻧﺘﻔﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ.

ﻗﺎﻝ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺃﻥ اﻟﺮﺅﻳﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺮﻫﺎ اﻟﻤﻌﺒﺮ اﻷﻭﻝ ﻓﻜﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻃﺎﺋﺮ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﺣﻴﺚ ﻋﺒﺮﺕ ، (ﻭﺃﺣﺴﺒﻪ ﺃﻱ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﻻ ﺗﻘﺼﻬﺎ) ﺃﻱ ﻻ ﺗﻌﺮﺽ ﺭﺅﻳﺎﻙ، (ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭاﺩ) ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ اﻟﺪاﻝ ﺃﻱ ﻣﺤﺐ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺐ، (ﺃﻭ ﺫﻱ ﺭﺃﻱ) ﺃﻱ ﻋﺎﻗﻞ ﺃﻭ ﻋﺎﻟﻢ.

ﻗﺎﻝ اﻟﺰﺟﺎﺝ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺫﻭ ﻋﻠﻢ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ اﻟﺮﺅﻳﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﺑﺄﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ. وﻗﺎﻝ اﻟﻤﻨﺬﺭﻱ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻫﺬا ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻪ.

ﻭعن ﺃﺑي ﺭﺯﻳﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮﺓ ﻭﻓﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺃﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻓﻲ اﻷﺷﺮاﻑ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻴﻦ ﻭﺻﺤﺢ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻷﻭﻝ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮﺓ ﺑﻦ اﻟﻤﻨﺘﻔﻖ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻟﻘﻴﻂ ﺑﻦ ﺻﺒﺮﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲء.