الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما أقسى المقارنة مع فاروق|ماذا قال الرئيس محمد نجيب بمذكراته بعد قيده بالإقامة الجبرية

محمد نجيب
محمد نجيب

يصادف اليوم 19 فبراير ذكرى ميلاد رئيس جمهورية مصر الأول محمد نجيب، ولد بالخرطوم في السودان، وهو كان من الضباط الأحرار أحد القادة العظماء في ثورة يوليو 1952.

 

وفي إقالته يقول نجيب في مذكراته "كنت رئيسا لمصر": "في ذلك اليوم قال لي عبد الحكيم عامر إن إقامتك في فيلا زينب الوكيل لن تزيد على بضعة أيام، تعود بعدها إلى بيتك، ولكن من يوم دخلت هذه الفيلا وحتى أكتوبر 1983 لم أتركها، أي حوالي 30 سنة".

وقال "نجيب" في مذكراته أيضا عن ذلك اليوم: "يوم ودعت الملك الذي انتهك الحرمات وأحل الفساد محل النقاء، وجلب الخراب والهزيمة على البلاد، كنت حريصا على أن يكون وداعه وداعا رسميا، ومشمولا بكل مظاهر التكريم والرعاية و الاحترام، سمحت له أن يأخذ أشياءه الخاصة، وتركت الوزراء والسفراء والحاشية يودعونه، وأمرت أن تطلق المدفعية 21 طلقة، وأن يعزف السلام الوطني لينزل الملك في غاية الوقار إلى اليخت المحروسة".

وأضاف قائلا: "حافظت على التقاليد والأصول، لكن لم يحافظ جمال عبد الناصر لا على التقاليد و لا على الأصول، وأنا الذي فعلت كل هذا من أجله و من أجل مصر، ومن أجل الثورة، تعاملوا معي كأنني لص أو مجرم أو شرير، ولم يتصل بي عبد الناصر، ولم يقل لي كلمة واحدة، ولم يشرحوا لي ما حدث، ولم يحترموا سني ولا مركزي ولا رتبتي، وألقوا بي في النهاية في أياد لا ترحم و قلوب لا تحس و بشر تتعفف الحيوانات عن الانتساب لهم".

وتابع قائلا: "ما أقسى المقارنة بيني و بين فاروق عند لحظات النهاية والوداع، ودعناه بالاحترام، وودعوني بالإهانة ودعناه بالسلام الملكي والموسيقى وودعوني بالصمت والاعتقال".

لقد ظل اللواء نجيب منذ نوفمبر عام 1954 رهن الإقامة الجبرية وعلى مدى السنوات الـ 16 التالية، وحتى وفاة عبد الناصر في عام 1970. وقد أطلق سراحه من قبل الرئيس الراحل أنور السادات عام 1971، وظل إلى حد كبير خارج الحياة العامة.

وحول قرار السادات بإطلاق سراحه، قال نجيب في مذكراته: "قال لي السادات: أنت حر طليق، لم أصدق نفسي هل أستطيع أن أخرج وأدخل بلا حراسة؟ هل أستطيع أن أتكلم في الهاتف بلا تنصت؟ هل أستطيع أن أستقبل الناس بلا رقيب؟ لم أصدق ذلك بسهولة، فالسجين في حاجة لبعض الوقت ليتعود على سجنه، وفي حاجة لبعض الوقت ليعود إلى حريته".

وفاته

توفي محمد نجيب في 28 أغسطس من عام 1984 بعد معاناة من تليف الكبد لسنوات عديدة، وتم دفنه في جنازة عسكرية بحضور الرئيس السابق حسني مبارك.