الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل معارك الجو تحسم الحرب الروسية؟!.. تعهدات بتسليم أوكرانيا طائرات حربية.. وأمريكا تبحث إرسال F16

هل تحسم الحرب قريبًا
هل تحسم الحرب قريبًا بمعارك الجو؟

يبدو أن تطورات الحرب في أوكرانيا مقدمة على تصعيد كبير، فبعد أن وافقت دول التحالف المناصر لكييف على إرسال الدبابات المقاتلة، جاء الدور على أحد أهم أسلحة الحرب التي طالما طالبت كييف بتزويدها به وهي الطائرات الحربية، خصوصا أن هذا الجانب من المعركة مازال هو أكبر صغرة لدى الجيش الأوكراني في مواجهة الجيش الروسي.

وأبدت عدة عواصم عالمية استعدادها لإرسال الطائرات لأوكرانيا، وذلك بالتزامن مع قرب معركة الربيع المنتظرة، والتي يحشد لها كلا الطرفين الروسي والأوكراني، ووفقا لما تم في الصفقات الخاصة بالدبابات، فمن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة تحركات الرتوش الأخيرة للبدء في تسليم الطائرات، خصوصا تنظيم ملف التدريب الخاص بالطيارين، وآليات التسليم.

زيلينسكي يطالب بطائرات مقاتلة وأوروبا تمهد للأمر 

وشدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أن تأخير إرسال الأسلحة لبلاده خطأ كبير، وقال في مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، يوم الجمعة الماضية : "نحن بحاجة إلى تسريع تسليم الأسلحة لأوكرانيا ولا بديل لذلك"، مضيفاً أن "أوكرانيا بحاجة إلى طائرات مقاتلة في أسرع وقت".

وفي إشارة لتمهيد تلك الخطوة، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن "بوتين لن ينجح وأوكرانيا ستنتصر، وأن وروبا موحدة الآن أكثر من أي وقت مضى، لذلك سنقدم لأوكرانيا أحدث الأسلحة والذخائر ومستمرون في ذلك، فنحن نسعى إلى تجنب وقوع حرب بين روسيا والناتو، ولكننا في ذات الوقت سنعزز قوة الردع السريع لحلف الناتو والإنفاق الدفاعي".

كذلك أردف: "سنقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين في ألمانيا"، موضحاً أن ألمانيا لا تفضل المضي في إجراءات أحادية بشأن الحرب في أوكرانيا، بدوره شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن "الحرب في أوكرانيا كارثية ويجب أن نركز على سبل إنهائها"، وقال ماكرون أمام المؤتمر: "روسيا انتهكت مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحربها ضد أوكرانيا"، مضيفاً أن "موسكو تتحمل مسؤولية التداعيات السلبية لحربها في أوكرانيا".

كذلك أوضح ماكرون أن الوحدة والعزيمة عاملان مهمان بالنسبة لأوروبا لهزيمة روسيا"، مشدداً على أنه "يجب دعم أوكرانيا لتنفيذ هجوم مضاد يكون داعماً لها في المفاوضات"، وأعلن خلال المؤتمر أن أوروبا بحاجة لبرنامج دفاعي مشترك، قائلاً: "أدعم التوجه إلى دعم الدفاعات الجوية في أوروبا، مردفاً: "علينا تعزيز قوة الردع النووي في أوروبا".

الديمقراطيون والجمهوريون يحثون بايدن لإرسال F-16

ورغم أنهم قليلا ما يتفقون، فقال المشرعون في مجلس النواب إن الطائرات المقاتلة يمكن أن تكون حاسمة للسيطرة على المجال الجوي الأوكراني هذا العام، وبالفعل تضغط مجموعة من المشرعين من الحزبين على الرئيس جو بايدن مباشرة لإرسال طائرات حربية من طراز F-16 إلى أوكرانيا مع دخول الحرب ضد الغزو الروسي عامها الثاني.

وطالب خمسة من أعضاء مجلس النواب بإلارسال الطائرات الحديثة التي سعت إليها كييف، ولكن الإدارة لم توافق عليها حتى الآن، وقالوا: "يمكن أن تكون حاسمة للسيطرة على المجال الجوي الأوكراني هذا العام" وجاء ذلك في خطاب يوم الخميس تم إرساله إلى بايدن، وكتب المشرعون أن "توفير مثل هذه الطائرات ضروري لمساعدة أوكرانيا في حماية مجالها الجوي، لا سيما في ضوء الهجمات الروسية المتجددة والنظر في الزيادة المتوقعة في العمليات القتالية واسعة النطاق".

ويؤكد المشرعون أن المقاتلات - سواء كانت من طراز F-16 المصنعة من قبل شركة لوكهيد مارتن أو شيء مشابه - ستمنح القوات الأوكرانية قدرة أكبر من المدفعية الأرضية التي توفرها الولايات المتحدة ودول أخرى، وستوفر طائرات F-16 أو الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع المماثلة لأوكرانيا منصة عالية الحركة يمكن من خلالها استهداف صواريخ جو-جو وطائرات بدون طيار الروسية، وذلك لحماية القوات البرية الأوكرانية أثناء اشتباكها مع القوات الروسية، وكذلك للاشتباك مع المقاتلات الروسية للتفوق الجوي المتنازع عليه ".

مستعدون..تصريحات خطيرة بريطانيا بشأن تسليم الطائرات 

فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، خلال مؤتمر ميونخ للأمن، أن بريطانيا مستعدة لتقديم كل الدعم اللازم لحلفائها إذا قرروا تسليم الطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا في المستقبل القريب، وذكر رئيس الوزراء البريطاني خلال لقاء تليفزيوني: "بالطبع، المملكة المتحدة مستعدة لمساعدة أي دولة في توفير الطائرات التي يمكن لأوكرانيا استخدامها اليوم، ولكن يجب علينا أيضا تدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات الأكثر تقدما".‏

و‏اعترف وزير الدولة البريطاني للدفاع، بن والاس، في وقت سابق في مقابلة مع مجلة ‏‏دير شبيجل‏‏ الألمانية، بأن الدول الغربية لا تعتبر أنه من المعقول إعطاء كييف طائرات مقاتلة حديثة حتى ينتهي الصراع بين أوكرانيا وروسيا، مشددا على أن هذا القيد ينطبق على مقاتلات يوروفايتر تايفون في الخدمة مع سلاح الجو البريطاني.

بولندا "مستعدة" لإرسال طائرات ميج بشروط 

بينما أعلن رئيس الوزراء والرئيس البولندي عن موافقة بلاده لدعم أوكرانيا وإرسال طائرات مقاتلة لمساعدة كييف، وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي أمس السبت إن بلاده مستعدة لتقديم طائراتها المقاتلة من طراز ميغ إلى أوكرانيا، وذلك إذا قادت الولايات المتحدة تحالفًا أوسع لنقل الطائرات إلى الدولة التي مزقتها الحرب.

وقال موراويكي، وفقًا لتقرير لرويترز من وارسو، "اليوم يمكننا التحدث عن نقل طائراتنا من طراز ميج كجزء من تحالف أوسع ، ونحن مستعدون لذلك"، وتابع : "يمكن لبولندا فقط أن تكون جزءًا من تحالف أكبر بكثير هنا ، تحالف مع الولايات المتحدة كزعيم، وسيحتاجون أيضًا إلى طائرات حديثة وطائرات مقاتلة في المستقبل، فكل ما من شأنه أن يتيح لهم التفوق التكنولوجي على القوات المسلحة الروسية هو أمر ذو قيمة في الوقت الحالي".

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء بعد يوم من تصريح الرئيس البولندي أندريه دودا في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز بأنه يجب إرسال طائرات مقاتلة حديثة إلى أوكرانيا في الوقت المناسب لمساعدة كييف في صد الغزو الروسي، وقال الرئيس البولندي أيضًا إنه يمكن إرسال طائرات مقاتلة بولندية قديمة من الحقبة السوفيتية من طراز MiG-29 في وقت سابق ، حيث يمكن للطيارين الأوكرانيين تشغيل هذه الطائرات ، نظرًا لأن هذا هو بالفعل نوع المعدات التي يستخدمونها.

هل تحسم الطائرات المقاتلة الحرب لصالح أوكرانيا؟

"إذا خسرنا الحرب في الجو، خسرنا الحرب وبسرعة كبيرة" .. هكذا قال القائد العسكري في الجيش البريطاني، الجنرال برنارد مونتغمري مقولته الشهيرة، ورغم أنه مضى زمن طويل على هذه المقولة للجنرال الذي ترك بصمة كبيرة، إبان الحرب العالمية الثانية، وجرت مياه كثيرة في نهر الحروب والتكنولوجيا العسكرية، إلا أنها تعبر على لسان حال الحرب الأوكرانيا الروسية، لذلك تسعى كييف حثيثا للحصول على الطائرات الحربية هذه الأيام.

ففي البداية، القوة الجوية نظام معقد من القدرات يواجه في حالة أوكرانيا تحديات كبيرة من الطرف الروسي، فصواريخ أرض- جو "سام" توفر نظاما دفاعيا متعدد الطبقات، كما أن الطائرات الحربية المزودة بصواريخ متطورة من طراز "جو- جو" وأنظمة رادار، وتقنيات الحرب الإلكترونية، فضلا عن دعم لوجستي مثل تزويد الطائرات بالوقود في الجو يمثل قوة كامنة كبيرة في مواجهة الأوكرانيين. 

ومع ذلك، يشكل نظام الدفاع الجوي الأوكراني بيئة عدائية للقوات الجوية الروسية، فمنذ بداية الحرب حتى الآن، أسقط الأوكرانيون 130 طائرة حربية روسية (10% من إجمالي الطائرات الحربية الروسية)، بحسب ما ذكرت "سكاي نيوز" البريطانية، وبما أن الغالبية العظمى من الطائرات المحلقة في سماء أوكرانيا روسية، فإن القوات الأرضية الأوكرانية تعتبرها خطرا، وتقول: "إذا حلّقت أُسقطت"، ولذلك، فإن أكبر خطر يواجه الطائرات المقاتلة الأوكرانية هو أن يجري إسقاطها عن طريق الخطأ.

ويعتقد معظم الخبراء العسكريين الغربيين أنه بوسع القوة الجوية، إن توفرت، سحق الدفاعات الروسية وإثبات قدراتها الحاسمة، ولكن لا يوجد تفويض قانوني لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بالانخراط في الحرب على شاكلة تزويد كييف بالمقاتلات الحربية، علاوة على غياب أي رغبة من الدول الأعضاء بالقتال ضد روسيا، وفي حال حصل الأوكرانيون على مقاتلات من طراز "إف-16"، أو أي مقاتلات حربية مشابهة، فإن ذلك سيلبي حاجات البلاد الأمنية على المدى المتوسط.