مشروع الاندماج بين "حماس" و"الجهاد" يثير جدلا

أثار تصريح إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة بغزة، عن حوار معمق تجريه "حماس" مع حركة "الجهاد" سعيا للاندماج بينهما، جدلا واسعا وترقبا بين الفصائل الفلسطينية الأخرى حول مستقبلهم إذا ما نجح هذا الاندماج وأفرز كيانا كبيرا، فيما استبعد محللون نجاح الحركتين في هذه الخطوة للتباين بينهما في العديد من المواقف والرؤى وذلك رغم انطلاقهما من أرضية واحدة وهى المقاومة الإسلامية.
وتسيطر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على قطاع غزة منذ 2007، حيث حققت فوزا كاسحا فى الانتخابات التشريعية عام 2006، فى حين تأتي شعبية حركة "الجهاد" فى مرتبة تالية وتعد ثاني أكبر الفصائل في القطاع.
وكان الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب قد أشار إلى أن حركته بدأت تنسيقا على أعلى مستوى في المواقف مع حركة حماس في الداخل والخارج والسجون الإسرائيلية، موضحا أن هذا التعاون مع حماس ليس موجها ضد أحد أو بديلا عن أحد بل سيكون دعما للمقاومة وللشعب الفلسطيني.
وحول فكرة الاندماج الكلى بين الحركتين، قال شهاب، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة، إن الدمج الشامل بين الحركتين هو الهدف البعيد والأسمى، لكن ذلك سيحتاج إلى جهد كبير من الحركتين لأن هناك تراكمات لعدة سنوات لا يمكن تخطيها، مشيرا إلى أن ذلك من الممكن حدوثه مع زوال الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية.
وأوضح أن التنسيق الآن بين حركته وحماس يحدث من خلال الحوار بين قادة في الطرفين مثل تنسيق المواقف، والتنسيق الميداني، أو وجود غرفة عمليات مشتركة بين سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد، وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.
وعن أسباب إعلان ذلك في هذا التوقيت، قال شهاب إن الفكرة مطروحة منذ زمن بعيد لإيجاد صيغة مشتركة للتنسيق بين الحركتين منذ أيام مؤسس حماس الشهيد الشيخ أحمد يس، والأمين العام لحركة الجهاد السابق الشهيد الدكتور فتحي الشقاقى.
وأشار إلى أن ما ساعد على إعادة طرح الفكرة التطورات الجارية في المنطقة مثل ثورات الربيع العربي، مؤكدا أن هذا التعاون سيكون دفعة للمقاومة الفلسطينية ومكملا لكل القوى، مضيفا أن وحدة حركته مع حماس ستشكل نواة لوحدة الحركة الإسلامية في العالم.