الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

7 كلمات تعينك على التوبة والاستقامة في الحال .. مستجابة بالليل

التوبة
التوبة

يقترب شهر رمضان المعظم، ويكثر البحث عن الطُرق المعينة على التوبة والعمل الصالح، حيث يعد شهر شعبان شهر لرفع الأعمال ورمضان شهر للمغفرة والرحمة والعتق من النيران. 

وفي الثلث الأخير من الليل لا تغفل عن هذه الكلمات التي لها سر غريب في استقامة الحال، واعلم أن هذا الوقت لا يرد فيها مسلم رفع أكف الضراعة لربه وهو موقن بالإجابة فعن المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الحق جل وعلا يتجلى في هذه الساعة فيغفر ويعطي ويستجيب. 

كلمات للتوبة والاستقامة في الحال

وأجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، في جواب سؤال من الجزائر، يقول: أنا في الطريق إلى التوبة فبماذا تنصحني؟، قائلا: عليك بما يلي: 

أولاً: المداومة على الصلاة في مواقيتها قال تعالى:(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، وقال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ). 

ثانيا: أن تدعو بعد كل صلاة بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه (اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن  عبادتك) ، فإن لهذا الدعاء سرا غريبا في استقامة الحال في الحال والمآل . 

مستدلا بما رواه أبو داود في سننه بسنده إلى ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺤﺒﻠﻲ، ﻋﻦ اﻟﺼﻨﺎﺑﺤﻲ، ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺒﻚ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺒﻚ»، ﻓﻘﺎﻝ: “ ﺃﻭﺻﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﻻ ﺗﺪﻋﻦ ﻓﻲ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺗﻘﻮﻝ: ”اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻙ، ﻭﺷﻜﺮﻙ، ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ "، ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻌﺎﺫ اﻟﺼﻨﺎﺑﺤﻲ، ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ اﻟﺼﻨﺎﺑﺤﻲ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، سنن أبى داود رقم ١٥٢٢ وهو حديث صحيح. 

ثالثاً: عليك بالقيام بشروط التوبة التي ذكرها المحققون من أهل العلم، وهي على النحو التالي. 

1 -  مفارقة المعاصي فورا. 

2 - الندم عليها والإكثار من الاستغفار: ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻧﻪ ﺣﺪﺛﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﻦ ﻟﺰﻡ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﺟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺿﻴﻖ ﻣﺨﺮﺟﺎ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﻢ ﻓﺮﺟﺎ، ﻭﺭﺯﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ» رواه أبودادد رقم ١٥١٨  وأحمد واللفظ لأبي داود وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند. 

3 - العزم على عدم العودة إليها بعد ذلك، هذا فيما بين العبد وربه.

4 - رد الحقوق لأصحابها. 

كيفية التوبة إلى الله

وحول كيفية التوبة إلى الله والانخلاع عن الذنوب والنفوس تأبى التوبة وتأبى الانخلاع عن هذه الذنوب؟، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: أكثروا من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالليل والنهار {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ورسول الله ﷺ هو أحد ركني الشهادة ،فلا يتم لأحدٍ من الناس الإيمان ولا الدخول في الإسلام بأن يقول (لا إله إلا الله) أو (أشهد أن لا إله إلا الله) حتى يقول الركن الثاني من الشهادة (وأشهد أن محمدًا رسول الله) وكل الأعمال بين القبول والرد إلا ما كان متعلقًا بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.

وأضاف: لذلك فصلاتك وصيامك وحجك وسائر أعمالك قد تقبل وقد لا تقبل، أما الصلاة على النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ فإن الله يقبلها لأنها تعلقت بحبيبه، ولذلك جاء أبي بن كعب يقول: يا رسول الله أجعل لك ثلث مجلسي في الذكر؟ _بأن يصلي على النبي ﷺ ثلث الوقت الذي خصصه لذكر الله_ قال: (افعل) قال: أأجعل لك نصفه؟ قال: (افعل) قال: أأجعله لك كله؟ قال: (إذن كُفيت ووقيت).

وتابع: ربنا سبحانه وتعالى يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} فأمرنا أمرًا واضحًا صريحا ، ويقول رسول الله ﷺ : (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله) لما سُئل عن عملٍ إذا ما فعلناه انثال لنا الدين وأمسكنا بعروته الوثقى فماذا نفعل؟ لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله، وفي الصلاة على النبي ﷺ تذكر ربك وتطلب منه أن يصلي عليه ، "اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" فلسانك يذكر اسم الله ولسانك يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يصلي عليه.

وشدد: فيجب علينا أن نعود إلى رسول الله ﷺ ؛فنصلي عليه بألسنتنا ،وعلى مسابحنا ،ونصلي عليه في أفعالنا ،ونصلي عليه في قلوبنا ونقبل حكمه فينا .