الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيليكون فالي.. قصة بنك كتب نهايته المأساوية بعدما كان شريان حياة لشركات التكنولوجيا الناشئة

قصة انهيار بنك سيليكون
قصة انهيار بنك سيليكون فالي

أربعة عقود كاملة كانت هي عمر بنك سيليكون فالي، البنك الأبرز في عالم شركات التكنولوجيا، والسادس عشر بين أكبر البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية، بقيمة بلغت أكثر من 200 مليار دولار، وهو أيضا البنك الذي قرر أن يضع حدا لنبضه؛ بعدما كان شريان الحياة للشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا.

 

كان بنك سيليكون فالي SVB يلبي احتياجات وادي السيليكون، ويدعم الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الأخرى التي قد تخجل البنوك التقليدية من تمويلها، حيث ازدهرت هذه الشركات لسنوات طويلة بفضل دعم البنك لها قبل أن ينقلب كل شيء رأسا على عقب في ساعات معدودات. 

 

في ساعات قليلة انهالت على بنك سيليكون فالي طلبات هائلة من عملائه للسحب من ودائعهم، ولم يكن لدى البنك ما يكفي من النقد ، لذلك بدأ البنك في بيع بعض سنداته بخسائر فادحة ، مما أثار مخاوف المستثمرين والعملاء.

 

استغرق الأمر 48 ساعة فقط بين الوقت الذي كشف فيه البنك عن بيع الأصول وانهيارها، ونظرًا لأن البنوك تحتفظ فقط بجزء من أصولها نقدًا ، فإنها تكون عرضة لاندفاع الطلب من العملاء، وهو ما حدث مع بنك سيليكون فالي الذي لم يستطع الوفاء بطلبات عملائه. 

 

أزمة قرارات الاستثمار المشؤومة.. وبداية النهاية 

 

بدأت القصة منذ أوائل عام 2020 وهي فترة انتشار وباء كورونا “كوفيد-19” ، وهي أيضا الفترة التي ازدهرت فيها شركات التكنولوجيا وحققت أرباحا ضخمة بفضل انفاق المستهلكين مبالغ كبيرة على المنتجات والخدمات الرقمية.

 

مثلت هذه الفترة، فترة ذهبية للشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الكبيرة ، مما أدى إلى قيام العديد من هذه الشركات بضخ النقد في بنك سيليكون فالي لاستخدامه في كشوف المرتبات ونفقات الأعمال الأخرى، كان لهذا الأمر نتيجة كبيرة في تدفق الودائع بالنسبة للبنك الذي قرر استثمار جزءًا كبيرًا منها، كما تفعل البنوك.      

 

تكمن المشكلة في قرارات الاستثمار التي قام بها البنك، حيث ركز بكثافة على الاستثمار في السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأمد والاعتماد عليها دون غيرها ، بما في ذلك تلك المدعومة بالرهون العقارية مثل المنازل، بحسب صحيفة الجارديان The Guardian . 
 

ووفقا للصحيفة، فإن السندات لها علاقة عكسية مع أسعار الفائدة، فعندما ترتفع أسعار الفائدة؛ تنخفض أسعار السندات، لذلك عندما بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بسرعة لمكافحة التضخم؛ بدأت محفظة سندات بنك سيليكون فالي تفقد قيمة كبيرة.

 

ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية على مدار العام الماضي، ومع تأثر شركات التكنولوجيا بشكل خاص؛ بدأ العديد من عملاء البنك في السحب من ودائعهم.

 

وفي 8 مارس الماضي، أعلن البنك عن زيادة رأس المال بقيمة 1.75 مليار دولار، وفي الوقت نفسه أخبر المستثمرين أنه بحاجة إلى سد ثغرة ناجمة عن بيع محافظه من السندات التي تتكبد خسائر، وبعدها أصبح العملاء على دراية بالمشاكل المالية العميقة في البنك، وبدأوا في سحب الأموال بشكل جماعي.

 

وبعد يومين من إعلان البنك أنه سيزيد رأس المال؛ انهارت أسهمه التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل أكبر فشل مصرفي داخل الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية العالمية 2008 .

 

الحكومة الأمريكية تتدخل لحماية الشركات الناشئة 

 

ووفقا لـ"الجارديان"؛ فإن الحكومة الأمريكية قررت احتواء المخاوف بشكل فوري من خلال ضمان جميع ودائع العملاء، حيث كانت هناك مخاوف من أنه إذا لم يتم تنفيذ هذا الضمان، فلن يتمكن عملاء البنك من دفع رواتب الموظفين؛ مما يؤدي إلى حدوث مشكلة كبيرة.

 

كما كشف الاحتياطي الفيدرالي عن برنامج جديد يسمح للبنوك باقتراض الأموال المدعومة بالأوراق المالية الحكومية؛ لتلبية طلبات عملاء الودائع، لمواجهة المخاطر، حيث يضمن هذا البرنامج منع إجبار البنوك على بيع السندات الحكومية والتي فقدت قيمتها بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

 

الدول الأكثر تأثرا بأزمة انهيار سيليكون فالي  

 

وتقوم عدد من الحكومات والهيئات التنظيمية في عدد كبير من دول العالم، ومن بينها المملكة المتحدة وأستراليا، بالتحقق من تأثير البنك على الشركات والقطاع المصرفي لديها. 

 

بنك HSBC  يشتري البنك بجنيه إسترليني  

 

كما قام بنك HSBC بشراء الذراع البريطانية لبنك سيليكون فالي مقابل جنيه إسترليني واحد، وتم تأكيد عملية الاستحواذ للأسواق صباح أمس.

 

وقال نويل كوين، الرئيس التنفيذي لـ HSBC إن "هذا الاستحواذ له معنى استراتيجي ممتاز لأعمالنا في المملكة المتحدة، حيث إنه يعزز امتيازنا المصرفي التجاري ويعزز قدرتنا على خدمة الشركات المبتكرة والسريعة النمو ، بما في ذلك في قطاع التكنولوجيا ، في المملكة المتحدة وأيضا على الصعيد الدولي ".

 

مصير بنك سيليكون فالي بعد انهياره  

 

أخبرت مصادر مطلعة موقع Axios أن بنوك JPMorgan جيه بي مورجان، وبي إن سي PNC  من بين البنوك المحتملة التي في طريقها للاستحواذ على البنك في صفقة من شأنها استبعاد البنك التجاري الخاضع لسيطرة الحكومة الأمريكية حاليًا.

 

كما قالت المصادر إن العملية لا تزال مستمرة، مضيفة أن Apollo Management ،ومورجان ستانلي Morgan Stanley جزءا من المناقشات، كما أنه من المتوقع أن تتمحور اهتمام Apollo حول تمويل الصفقة أو الحصول على أجزاء من الأعمال.

 

وكانت أعلنت مجموعة SVB المالية والمالكة لبنك سيليكون فالي أنها بصدد إطلاق عملية بدائل استراتيجية للشركة القابضة والأصول الأخرى.