الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم المخطوط العربي.. احتفال سنوي يقام في الرابع من أبريل

صدى البلد

منذ قديم الزمان وقبل عصر الطباعة كان المخطوط هو أحد أوعية الفكر المكتوبة، يقوم بكتابتها مؤلف أو ناسخ بخط يده، ويكتب في موضوع من موضوعات العلوم بأسلوبه وفكره، ويكتبها على ورق أو رقٍ أو طين، وينسب المخطوط العربي إلى اللغة المكتوب بها.

 

ويوم المخطوط العربي هو احتفال سنوي يُقام في الرابع من أبريل، لتوعية الشباب بتراثهم وتاريخهم الغني، وتشجيع الأبحاث العلمية والأكاديمية حول هذا الجانب المهم من التاريخ والثقافة العربية، والحفاظ على هذا التراث الثمين من التلف والضياع.


وتستمر فعالياته غالبًا طوال الشهر، تحت رعاية معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بجامعة الدول العربية، وتحتفل به إقليميًا المؤسسات والأفراد في الدول العربية الأعضاء، كما تحتفل به جهات إسلامية وغربية متعددة على مستوى العالم.

اعتاد "يوم المخطوط العربي"، منذ بدايته على تكريم إنجازات العاملين في المجال من علماء وباحثين، من خلال "شخصية العام التراثية"، والاحتفاء بالإنتاج العلمي  من خلال "كتاب العام التراثي"، ثم أضاف في سنته الثانية "مؤسسة العام التراثية"، بالإضافة إلى احتفاءات وتكريمات أخرى.

 

أهداف يوم المخطوط العربي

يهدف الاحتفال بـيوم المخطوط العربي إلى حماية المخطوطات في البلدان العربية وصيانتها وترميمها، والحفاظ عليها دون تشويهها، وفقًا للقانون النموذجي لحماية المخطوطات في البلدان العربية، الذي أقره وزراء الثقافة العرب عام 1987.


والاحتفال بيوم المخطوط العربي يأتي تفعيلاً للمبادرة التي أقرها الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي عام 2013، وتبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واعتمد الـرابع من أبريل من كل عام ليكون يوماً للمخطوط العربي؛ كونه  يوافق تاريخ إنشاء معهد المخطوطات العربية في عام 1946.
 

المخطوطات العربية.. مفهوها وعددها وأماكن تواجدها

المخطوطات جمع مخطوط، وهو "كل ما كُتب باليد على شكل كتاب"؛ ويُقصد المخطوطات العربية؛ تلك  التي كتبت بالحرف العربي وإن كانت بلغة أخرى؛ كالمخطوطات الفارسية والأوردية والعثمانية.

ويُقدر  عدد المخطوطات العربية في العالم  بقرابة ثلاثة ملايين مخطوط، وتزخر المكتبات ومراكز المعلومات والمتاحف في العالم بمئات الألوف من المخطوطات من عصور زمنية مختلفة، قبل أن يعرف العالم الطباعة، وتُعد هذه المخطوطات هي النتاج الفكري للعصور السابقة، والمخطوطات العربية جزء مهم منها،وتتوزع أغلب المخطوطات العربية على مواقع كثيرة في العالم، ويقدر البعض أن هناك ما يزيد على 55 ألف مخطوط عربي في الهند وهو رقم تقديري قابل للمراجعة.. وأن أعلى نسبة من المخطوطات العربية متوفرة في تركيا بسبب حكم الدولة العثمانية للعالمين الإسلامي والعربي عدة قرون، وإن كانت المخطوطات العربية حول العالم مازالت بحاجة للفهرسة والتحقيق والدراسة. وفتح مجال المشاركة لكلّ المؤسسات التراثية العربية، ليس فقط في دولنا العربية، بل في شتى أنحاء العالم، إذ توجد بالفعل بعض المؤسسات المعنية بالتراث العربي المخطوط في دول أجنبية،  الذي أجبر العالم كله على احترامه واقتنائه وفهرسته والحفاظ عليه.


أهم المخطوطات العربية

ويعد تدوين ونسخ القرآن الكريم في المصاحف من أهم المخطوطات العربية، وبعد انتشار المسلمين في الأقطار التي فتحوها واتساع الآفاق العلمية اتسعت دائرة التدوين والتأليف والترجمة وامتدت إلى القصص والأخبار والأدب والعلوم البحتة والتطبيقية، إلى أن بلغت ذروتها خلال القرنين الثالث والرابع الهجري، وهكذا بدأ التراث العربي المخطوط في الانتشار والازدهار.

تميز المخطوطات العربية

تميزت المخطوطات العربية بزخارفها الهندسية والنباتية والكتابية، والتي تضاف بعد الانتهاء من النسخ لتضفي ناحية جمالية، وكان العصر المملوكي من العصور الذهبية التي كُثر فيها استخدام الفنون الزخرفية و الخطية، كما استخدم التذهيب في زخرفة وتزيين المخطوطات، فكانت المصاحف من أول المخطوطات التي نالت عناية كبيرة في ذلك الفن، ولكن ليس معنى ذلك أن زخرفة وتذهيب المخطوطات كانت وقفًا على المصاحف والكتب ذات الصفة الإسلامية فقط، بل امتدت إلى مخطوطات الإنجيل والتوراة والكتب الدينية المسيحية واليهودية والتي كُتبت بالخطوط العربية وذُهبت بالرسوم الهندسية والنباتية ذات الطابع العربي.


بيان معهد المخطوطات العربية والفعاليات المصاحبة 

أصدر معهد المخطوطات العربيه بيانا صحفيا  في اطار تنظيم يوم المخطوط العربي في دورته 11 لعام 2023، جاء فيه إعلان اعتماد المعهد لدورته الجديدة تحت عنوان 
«أخلاقيات العلم وآداب الطلب».

ودعا المعهد في بيانه كافة المعنيين إلى المشاركة في الاحتفاء بيوم المخطوط العربي تحت هذا الشعار، وذلك ابتداء من 4 أبريل 2023، إلى نهاية الشهر، على أن يتم نشر التفاصيل المرتبطة بموعد انعقاد الاحتفالية الرسمية ومكانها قريبًا.

كما أعلن مركز "سينما الحضارة" التابع لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، عن تنظيم ندوة بعنوان "جماليات المخطوطات العربية في العصور الإسلامية وأثرها على الفن المعاصر"، وذلك بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).

ويحاضر في الجزء الأول من الندوة الدكتور مراد الريفي مدير معهد المخطوطات العربية، حيث يتناول الجانب التاريخي للمخطوطات في العصور الإسلامية، وكيفية الحفاظ على التراث المخطوط، وأثر المخطوطات على تطور شكل الخطوط العربية.

كما يشارك في الجزء الثاني من الندوة الدكتور إبراهيم خطاب والفنان محمد حسن، للحديث عن أثر الخطوط العربية في الفن المعاصر من حيث الاستلهام والتطوير.

وتقام الندوة في التاسعة من مساء الأحد الموافق 16 أبريل 2023، بقاعة (2) بمركز سينما الحضارة بساحة دار الأوبرا - خلف المسرح الكبير.