الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلال لقائه الرمضاني في “كل يوم فتوى”.. مفتي الجمهورية: المعالجون بالرقية "دجالون".. ومصر قلعة تلاوة القرآن

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

مفتي الجمهورية في لقائه الرمضاني

- مصر قلعة كبيرة من قلاع تلاوة القرآن الكريم وحفظه

- من عجيب إعجاز القرآن أن يسَّر الله تعالى حفظه 

- ينبغي التحذير من الدجالين الذين يوهمون الناس بعلاج الرقية

- الأفضل أن يرقي الإنسان نفسه إن استطاع مع ضرورة الأخذ بالأسباب

- لا مانع من الأخذ بمضمون الأحاديث الضعيفة غير المكذوبة في فضائل الأعمال
 

 

 

قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن من عجيب إعجاز القرآن الكريم أن يسر الله تعالى حفظه واستظهاره وتلاوته على نحو لافت لم يحدث لكتاب من الكتب البشرية ولا الإلهية عبر الزمان والمكان، وهذه المعجزة الباهرة لا ترتبط بلغة ولا لسان ولا زمان ولا مكان بل نراها واضحة جلية في العرب وغير العرب في كل زمان ومكان، وما هذا إلا تحقيق لقول الله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر). أي يسر الله تعالى حفظه وتذكره، وأزال عن المتدبرين المحبين جميع العوائق والعلائق التي يجدونها في غيره، حتى يسهل على أصحاب العقول الراقية والهمم العالية الاعتبارُ بتعاليمه الكريمة والعمل بأخلاقه الراقية.

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج “كل يوم فتوى” مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد اليوم، مضيفًا أن مصر قلعة كبيرة من قلاع تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتعليمه ونشر قيمه وأخلاقه الخالدة الراقية في العالمين، والدولة المصرية تقدم دائمًا كل الدعم والتكريم لأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.

وعن حكم اللحن في القرآن؛ بمعنى القراءة الخطأ، قال : الأفضل أن يسعى المسلم إلى إتقان قراءة القرآن وحفظه، وإن لم يستطع فهو مأجور على قراءته لما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ؛ -أي: يقرؤه بصعوبة- وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ»؛ وأما المتصدر والمتخصص في القراءة فعليه أن يحرص على الحفظ والمراجعة.

وأشار المفتي إلى أن السُّنة قد وردت باستحباب الاستماع إلى القرآن الكريم؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب أن يسمع القرآن من أصحابه رضي الله عنهم؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، فقلت: يا رسول الله! أَقْرأُ عليك وعليك أُنْزِل! قال: «فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: 41] قال: «حَسْبُكَ الآنَ»، فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرفان" (متفق عليه). وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» (متفق عليه).

وقال مفتي الجمهورية، إن قراءة القرآن الكريم أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الدالة على استحباب قراءة القرآن.

وأضاف، أنه لا مانع من الأخذ بمضمون الأحاديث الضعيفة غير المكذوبة والواردة في فضائل الأعمال وسور القرآن مشيرًا إلى أن قراءة القرآن الكريم لها فضل عظيم وثواب جزيل، وهي عمل صالح يُتوسل به إلى الله تعالى في تيسير الأمور وقضاء الحوائج، ومن تمسَّك بها كان فائزًا رابحًا في الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29]، وقال سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.


وتابع: ومن المقرر في علم الأصول أن الأمر المطلق يقتضي العموم البدلي في الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة، وإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق فإنه يؤخذ على عمومه وسعته، ولا يَصِحُّ تخصيصه ولا تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.


واختتم حواره بالرد على سؤال عن الرقية الشرعية قائلًا: الرقية بالقرآن الكريم جائزةٌ، بشرط أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يُعْرَف معناه من غيره، وأن يُعْتَقَد أنَّ الرقية لا تؤثر بذاتها، بل المؤثر الشافي هو الله تعالى بعظيم لطفه وقدرته. وينبغي أن نحذر من الدجالين الذين يحتالون على الناس ويأخذون أجرًا منهم بدعوى أن هذه رقية، فالأفضل أن يُقصَد الصالحون ممن عُرِفت أمانتهم وعدالتهم، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه إن استطاع. هذا، مع التنبيه على ضرورة الأخذ بباقي أسباب العلاج والشفاء الأخرى، التي جعلها الله سبحانه وتعالى في كونه سببًا لذلك.